مقالات

تجاهل المطلوب ..من المغالطات المنطقية

صالح علي الدويل

كاتب جنوبي
” المقدمات أخطأت هدفها
وحادت عن مرماها
عمداً أو فرطَ انفعال
 
غير أنها تُستقبَل بالتهليل
لانها تحمل صيداً على كل حال ”
 
✅ الاهم من الضجيج والتخوين وتهمة عمالة الانتقالي للامارات الذي تمتليء به صفحات معارضيه أكثر من صفحات اعدائه :
 
“كيف يصنف الانتقالي نفسه؟
هذا اهم سؤال… وعلى جوابه تعتمد قدرته على استيعاب من يتفق معه في قضية الجنوب العربي، هدفا وهوية ..او عدم قدرتهم!!”
وهذا مايجب أن يكون عليه عمل اية قوة جنوبية يهمها استقلال الجنوب العربي. وهذا ماسيحدد نجاح الانتقالي أو فشله !
 
✅ ليس من الحقيقة بل من المغالطات المنطقية مقولة ” لانريد لجنوبنا أن يصبح محمية تابعة خاضعة خانعة لمن يأتي خلفها تاريخيا بآلاف السنين !!!! ” والاسقاط معروف، دغدعة مشاعر فارغة مردودة فمن سلم ملكه وضيعه ، لايقارن نفسه بمن بنى ملكه من العدم، فلا تبعية أحط من التبعية لباب اليمن ، فالمزايدات والالتجاء للاساطير لا تحقق استقلال ولاتبني أوطانا .. فأمريكا المستعمرة البريطانية تتداخل علاقات مصلحتها مع بريطانيا فأصبحت تقودها ولم يقل قائل لن نسمح لمن يأتي خلفنا.. ”
 
✅ العلاقة الإماراتية / الإخوانية سيئة والرئيس ، لو ان لديه مطبخ استشارة سياسي فانه غير ملزم أن يتحمل تبعات سوءها وغير ملزم أن يسلم ادارة مكتبه لهم وهو يعلم سوء علاقتهم بدولة رئيسية لشرعيته، فهذا شأن الاخوان الذين مع أول ابتسامة اماراتية يهرعون اليها ولا يفكرون لا فيه ولا في شرعيته ، بل إن الدهاء الإخواني جعل قطاعات من أقلام جنوبية تدافع عن الرئيس كما تريد مطابخهم ، فمن يحرصون على الرئيس وشرعيته ينصحونه أن لايكون خط دفاع اول عن الإخوان وعلاقتهم بالامارات وان يعمل مسافة بين وجودهم في شرعيته وعداءاتهم السياسية، فهذا لصالحه ولصالح شرعيته ولصالح جنوبيي الشرعية .
 
✅ لو انتهج معارضو الانتقالي ممن هم مع خيار الاستقلال خطابا تصويبيا وكانوا صوتا جنوبيا متماسكا ومعارضتهم إيجابية تضمن نجاح المشروع وتكمل نواقصه ، فيتكامل عمل كل القوى والخيرين من داخل الانتقالي وخارجه لإكمال النقص لكان أفضل من الضجيج والافتراء، فلا عمل كامل والقصور صفة الجهد البشري يكتمل بالتطوير وتلافي القصور ، وسد الخلل فيه ليس بالتشويه والتحقير وإحياء المناطقية ورمي تهم العمالة بقصد هدمه أو وضع الغاما لتفجيره أو خلط المواقف الذاتية أو الحزبية من الإمارات العربية وربطها به ، وجعلها مستعمر وقرصان من قراصنة العصور الوسطى وانها الوجه الاخر لعفاش ، مع أن الرئيس هادي ليس
” مانديلا الجنوب ” ؛ يسير به للاستقلال ؛ بل يسير بالجنوب الى باب اليمن ، الوجه الآخر للحوثي وعفاش ايضا ، والامارات على سبيل المثال أهلت نخب واحزمة أمنية يراها أغلب الجنوبيين توازن للمستقبل ، لن تأخذها إلى وطنها بل هي أحد ضماناتنا في الجنوب ، بينما شرعية الرئيس منصور والكادر الجنوبي فيها اقتطع عسكريا مديريات بيحان والحقها بالامارة الإخوانية بمارب تمهيدا لاقتطاعها إداريا !! فأين أصواتهم واقلامهم من ذلك!! ؟؟
لا شيء …
 
✅ مقولة ربط مشاركة جنوبيي الشرعية في الحامل السياسي للاستقلال لمعالجة أخطاء تجربة الاستقلال عن بريطانيا متداعية، ليست معيار لمعالجة أخطاءها ، والربط تجاهل للمطلوب ، اذا كان المطلوب حقا عدم تكرار تجربة الماضي بصدق وليس بدغدغة مشاعر وتعتيم عليها ، فيكون بفدرلة الجنوب ونقل اغلب المصالح والقرار إلى الأطراف الفدرالية وليس بمركزية مصالح السلطة والثروة والقرار في المركز ، فحتى لو اجتمعت كل الاطراف الجنوبية من حراك جنوبي ومقاومة جنوبية والرابطة وجنوبيي الاخوان وجنوبيي المؤتمر وجنوبيي الاشتراكي وجنوبيي الحوثي وجنوبيي الشرعية و..و…الخ وتجمعوا في حامل واحد فإنهم سيكروون نفس صراعات وقتال الاشتراكي لسبب بسيط هو أننا نقلنا كل مصالح الجنوب إلى مركز واحد وسنتقاتل عليها مثلما تقاتلوا ، فالمصالح تتقاتل اولا ثم تستقوي بالأفراد والكيانات والفئويات والقبليات والمناطقيات.
عدم السماح بتكرار تجربة الاستقلال الأول وسلوكياته يكون بفدرلة الجنوب وستحسم ثقافة الصراع ، فلا يجعل بعضنا الحامل وتمثيله هو اس المشكل وهو اس الصراع القادم ، الحامل مهمته محددة بالاستقلال.
أي كيان من حقه ان يقول أين موقعي في الحامل؟ وهذا حقه ..لكن بدون لف ودوران واتهام بالعمالة..الخ ويأخذ حجمه.
 
✅ لا داعي لمغالطات السيادة الوطنية ، فالبلد تحت البند السابع ما يعني احتلال تدفع انت تكاليفه ، والجميع يتذكر العراق العظيم وكيف كان تحت البند السابع !!؟ والإمارات لم تأت لسواد عيوننا ؛ بل جاءت لحماية مصالحها ومصالح دولية وافادتنا ونصرتنا، بعد أن فشلت الشرعية في حماية حتى كرسيها !، وكلنا يعلم انه لولا الله ثم دعمها بالعتاد والرجال لكان الوضع مختلف على الأرض لصالح الحوثي في الجنوب ، والعالم سيتعامل مع الأقوى على الارض!! ، وكلنا يعلم أن الشرعية بكادرها الجنوبي هربت ولم تسلح المقاومة الجنوبية مع أن السلاح كان موجودا !! ومعروفة نتائج نهب خزائن ” جبل حديد” بعد هروبها!! ، أما كادرها الشمالي فقد حارب إلى جانب الحوثي وعفاش في غزو الجنوب أو صمت صمت رضى، ثم أصبح مغفورا ذنبه بمجرد التحاقه بالشرعية واعترافه بشرعيتها !!
 
✅ الرئيس شخصيا ملزم بشرعيته لكن خياراته في القرارت وفي الاشخاص ومواقفهم في الجنوب لاتؤكد انه حتى يغظ الطرف عن خيار الاستقلال وإدارة جنوبيي الشرعية في الجنوب ليست فسادا بل فسادا منظما وعقابا جماعيا
 
لدى الرئيس متسع من الخيارات ليختار ، لكنه يختار الأسوأ ويختار من يدعمون مشروع يمننة الجنوب لا استقلاله أو يتعايشون معه
 
✅ الخلاف ليس مع اشخاص ؛ بل مع منظومة احتلال، بما فيها عنصرها الجنوبي وليس خلافهم معها في تقوية سلطة هذا أو ذاك مهما كان ؛ ولا غطاء شرعي للوحدة اليوم الشرعية ؛ بل إن أي طرف شمالي لايؤمن بها هو الأقرب للجنوب، مهما كانت اطماعه ، فرفضه لها وعدم العمل تحتها يعني ان لا حق له في تبني ووراثة مشروعها.
 
✅ الانتقالي حامل سياسي للاستقلال بتفويض والتفويض أحد أشكال قياس الرأي العام، ليس انتماء والخلط هو تجاهل للمطلوب ، وحرف لمساره والتضليل عليه، ففي الانتماء حتى جنوبيي القاعدة وداعش عناصر جنوبية لكن مشروعهم مختلف فهل الانتماء لهذا الجنوب يعني قبول مشروعهم وان يكون مشاركا في تمثيل الجنوب ووضع مداميك بناءه ؟
 
✅ أي مشروع سياسي يمثله من يرفعه.. هكذا العرف ، وفي التاريخ القريب رأينا ممثلين من جنوب السودان ليسوا مسلمين بل مسيحيين يمثلون مشروع الحكومة المركزية في الخرطوم ورؤيتها بالسودان الواحد ، وفي مقابلهم أصحاب مشروع استقلال جنوب السودان ، لم تصر النخب التي تمثل مشروع الفدرلة مع المركز في السودان بأن تتمثل في حامل مشروع الاستقلال .
إصرار هكذا لا أحد يفهم مغزاه ومحتواه إلا في متسع من العلاقة يقوم على الدهاء السياسي والاستراتيجي وهذا المتسع ملزمة به الشرعية وجنوبييها لتنظيم العلاقة وتبادل الأدوار ، لكنهم يؤصلون لحرب جنوبية / جنوبية شعارها ان تستأصل الآخر
“رهن الاشاره والاوامر نافذه
وحنا جنودك ندق الخشوم الغاشية !!”
 
لم يرفعوا هذا الزامل الحربي ضد الغزو ولم يدقوا خشمه … أليس المعنى ندقها لتعود مذعنة ذليلة إلى صنعاء ؟؟
 
نفس مشروع الحوثي وعفاش بنكهة جنوبية!!
حتى الكرية طارق عفاش لم
” يتزمل ” هكذا!!
أين الأقلام الحريصة!!!؟
 
فنكوش..
 
 
✅ الشرعية تمثل ومثلت الجنوب في مشروع الدولة الاتحادية ، لاتمثل الجنوب كمشروع استقلال تمثيل الشيء وضده خارج المنطق ، فكيف تكون في مشروع الاستقلال ؟ …وجود مشروعها بكل مضامينه داخله يعني وضع ” حجر سنمار” فيه ليس لبناءه بل لتداعيه وتدميره من داخله ..يعني اقلمته!!
 
✅ الانتقالي ليس مشروع فصل عنصري كما يكتب البغض ، لن يلغي حق الآخر الجنوبي في التعبير السياسي والحزبي ولا حقه في العيش ولا حقه في بناء مداميك جنوب المستقل كما يؤصلون ، فهكذا تأصيل خلط تعبوي مقصود لايقوم على دليل ، فهذه حقوق ستدافع عنها اصحابها؛ بل ستمر عبر ضمانات دولية مكفولة للجميع في دولة الجنوب ، لو اقتنع العالم بجدواها ، ومشاركتهم في تأسيس مداميكه مكفولة بحق المواطنة فلن تصدر قوانين اجتثاث ضدهم ، الفارق الآن أن هناك مشروع يجعل الجنوب جزء من قضايا اليمننة مشكلة وحلا ، ومشروع آخر يرى الجنوب قضية استقلال وطني ولكل منهما حامل.
 
ألم ينشر الحوثة من تلفون بن مبارك مكالماته مع الرئيس ، حول احقيته في تمثيل الجنوب في مشروع الأقاليم بعد انسحاب الذين انسحبوا .. لن نستعرض الألفاظ المركبة في المقطع !! لكن نأخذ اصراره على تمثيل الجنوب بقوله ” … أنا جنوبي زيهم ” ، هو جنوبي فعلا ومثل الجنوب في المشروع الاتحادي اليمني، لم يعمل استفتاء وتمثيل للقوى الجنوبية في مشروعه ومعلوم التفريخ الذي قام به الكادر الجنوبي في الشرعية بعد انسحاب الصريمه وبن علي احمد والذي من آثاره أن أصبح ممثلا للحراك مع مشروع الحوثي!! ..ورغم ذلك استمر مع جنوبيي الشرعية بانه رئيس وممثل للجنوب في المشروع الاتحادي ، لو نجح ، لكن ” من ركب على شدين انشرخ ” هو والكادر الجنوبي في الشرعية جنوبيون في مشروعهم ، والاخرون جنوبيون في مشروعهم ، أما دعوى مناصب الشرعية فهي استحقاق بحق تمثيله للجنوب وباستحقاق لهم على الأرض وليست من املاكه حتى يمن بها منانون أو يطبل بها مطبلون فخيرات الشرعية نالها ويتمرغ فيها حتى الآن الحوثيون الذين انقلبوا عليه وسجنوه !!
وشتان بين الحالين!!
 
✅ الحوثية والعفاشية والشرعية مشاريع ليست نسب وانتماء ، وكلها ضمن مشروع التحالف وفقا لأهميتها وجدواها في تحقيق عملياته في الشمال ، واستخدام أقلام جنوبية للحوثية والعفاشية للجلد في الجنوب او لتشويه الانتقالي والنخب والاحزمة استخداما فجا مفلسا، فاذا كان المعيار سفك دماء الجنوبيين فهو ممتد منذ 1994م ، بمشاركة جنوبية قبل التحالف والبند السابع وقبل أن تصبح الإمارات محتلة كما يحلو لهم !! ، ويجب أن القياس عليها ومحاكمتها كاملة .
 
العداء على الانتماء المناطقي افتراء، يوجد الاختلاف على مايحمل الجنوبي من مشروع ، فهادي كجنوبي ليس خطيرا على الجنوب بل قد يكون في قرارة نفسه أكثر رغبة في الاستقلال من غيره ، بما تعرض له ، لكن هادي خطير جدا كمشروع ، الحوثي كشخص أو عائلة لايهمنا لكنه عدو كمشروع قاتل الجنوبيين فقاتلوا مشروع يمننة طائفيته وهو كمشروع ليس أكثر خطرا من مشروع هادي ، فخطورة مشروع هادي انه جنوبي ستنتصر به اليمننة العصبوية في الجنوب ، والعصبوية والطائفية كلاهما شماليتات
” ديمه خلفنا بابها “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى