عام

محاولة تبييض صفحات سوداء حافلة بالجرائم والانتهاكات

حسن منصر الكازمي

كاتب جنوبي
هناك من يحاول ان يصور للناس عقب كل جريمة تحصل بأن عدن كانت قبل سيطرة الوحدات الجنوبية تضاهي دولة من دول الكومنولث في الجانب الامني،والحقيقة التي لايمكن يختلف عليها اثنين هو أن عدن فقدت خاصيتها المدنية ومزاياها الحضارية حين تم اختطاف قرارها شمالآ،عندما أرى والمس محاولات توظيف كل جريمة تحصل باستهداف أمن عدن ادرك ألأهداف السياسية لهذا التوجه الرخيص.
اليوم وبينما انا اتصفح في الشبكة برزت في ذهني جريمة ضمن سجل حافل بالجرائم والانتهاكات وهذه الجريمة كنت شاهد قرب عن تفاصيلها، قلت في نفسي زمان كان الامن في عدن هو من يرتكب الجرائم واليوم نحن نلوم أمن عدن ع التقصير ممايفسر بأن عشم الناس في الأمن بات كبير وهذا حق مشروع ،بالرغم ان جريمة قتل شاب قبل اسبوع في جولة كالتكس تم إلكشف عن مرتكبيها بل تم الكشف عن عصابة منظمة تتكون من خمسة عشر عنصر،والقي القبض على مرتكب جريمة الشهيدة الدكتورة نجاة وعائلتها رحمة الله عليهم،قبل يومين قتل شخص في المعلا والقي القبض ع الجاني،بالرغم من تلك الجهود الامنية والتضحيات الجسام لأفراد وقيادات الامن الا اننا ندرك بأنه لن يصل إلى المرتبة المنشودة للناس إلا من خلال جهود مجتمعية موازية للإجراءات الأمنية،هو بحاجة إلى طمس الثقافات الدخيلة على عدن،هو بحاجة الى ترسيخ ثقافة عدن المدنية الذي تنبذ كل سلوك نشاز يتنافى مع مدنية عدن وثقافتها كمدينة حضارية ترمز الى السلام والتعايش، وفي كل الاحوال من حق الناس ان ترفع سقف مطالبها الأمنية إلى ماهو أبعد من ذلك ،لكن الغير صحي بأن تظهر أصوات وأقلام تعمل حثيثة لتبييض صفحة سوداء حافلة بالجريمة والفوضا والانتهاكات والفساد والنهب والبلطجة والظلم والسطو ،وفي خضم تلك الممارسات يبرز الدور الغير سوي والذي يستهدف كل الجهود الرامية باتجاه تمكين جنوبي وأبرزها الوحدات الامنية الجنوبية وعلى رأسها أمن عدن ورمزها اللواء شلال شائع.
عودة إلى تفاصيل أحد الجرائم التي ارتكبت في عهد منظومة الاحتلال من قبل الأمن بل ومن كبيرهم ورمزية امنهم،هذه الجريمة حصلت في عدن قبل أكثر من ستة أعوام ولانني كنت شاهد عيان على تفاصيلها عندما هاجم المدعو عبدالحافظ السقاف قائد الامن المركزي انذاك بنفسه حي السعادة وقتل الشهيدة عافية مشبح بدم بارد في منزلها بطلقة دوشكاء لترديها شهيدة أمام اطفالها الذي لم يتجاوزى حينها الخمسة اعوام بينما الطفلة الصغيرة كانت لاتزال رضيع ،قتلت الشهيدة عافية وهي تقوم بطهي الطعام لاطفالها وعندما قرأت الخبر يومها اوجعني المه وعزمت على النزول الى مسرح الجريمة لاعداد تقرير ميداني مفصل عن حيثيات الجريمة وتفاصيلها،وذهبت بنفسي إلى حي السعادة والى منزل الشهيدة عافية وقابلت زوجها وشقيقة وعدد من الجيران وصورت المنزل والأطفال وتحدثت مع المسعفين الذي باشروا وقوع الجريمة وعملت مقابلات مع الجميع ،وتم نشر التقرير حينها في صحيفة المحور الجنوبية،مع العلم بأن هذه الجريمة لم تكن فرادآ بل هناك المئات من الجرائم الأكثر بشاعة وفجاجة .
بقلم _حسن منصر الكازمي
19مايو 2018م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى