مقالات

برغم المأساة..لا يزالوا يكذبون

احمد مصعبين

كاتب جنوبي
 
كثير من الدول الاوروبية تجمعها مشتركات عديدة، تأريخية وثقافية وعرقية ، لكن لم نجد دولتين منهما غامرتا واعلنتا الوحدة بينهما،
لماذا ؟
هناك محليات وواقع ووطنيات في كل دولة تمنع الوحدة والدمج ، ولذلك سلكوا طريق العمل السياسي والاقتصادي المشترك.
برغم ذلك تصر بعض قيادات الحزب الاشتراكي اليمني والتي ورطت شعب الجنوب في وحدة مع شعب الشمال، تصر على الادعاء بان الوحدة اليمنية فشلت بسبب الانقلاب عليها من بعض القوى السياسية والزعامات الشمالية…ماذا يعني تصريح مثل هذا ؟
يعني بمجرد استبعاد تلك القوى والزعامات من المشهد، وبمجرد تعويض الحنوبيين عن كل الدمار والقتل الذي عانوه طيلة اكثر من عشرين عاما من الاحتلال اليمني للجنوب، بمجرد ان يحصل ذلك فلا بأس من الوحدة او من اي شكل من اشكال الاتحاد بين الشعبين.
بطبيعة الحال فان تحليل مثل هذا هو تحليل قاصر وتسطيح لحقيقة الصراع الذي جرى واسباب فشل الوحدة منذ اعلانها، وهي في جوهرها اسباب تتعلق بتباين الواقع الموضوعي في كلا المجتمعين والذي اصبح اكثر تباعدا بعد الحروب والتنكيل والقهر والقتل والاستبداد والتدمير ومحاولة الغاء الهوية الجنوبية التي مارسها المجتمع الشمالي ضد المجتمع الجنوبي.
ان محاولات التضليل هذه ينبغي التصدي لها من كافة الهيئات البحثية والقيادات والكوادر الاكاديمية العلمية الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى