آراء جنوبية

مسك مأرب و نافخو الكير في عدن ..!

خالد شوبه

ناشط وإعلامي جنوبي
 
ارسل لي احد الاصدقاء اخباراً عن حدثاً ما وقع في محافظة مأرب اليمنية ، طالباً مني نشرها في المواقع الإخبارية التي لي بها صلة ما ” حسب زعمه ” .
وبما ان الامر يتطلب بعض المصداقية والاثراء بالمعلومات المؤكدة الدقيقة حتى تكتمل اركان الخبر ، طالبته بالتأكد من مصدر اخر للاخبار هناك وان يكن على الاقل ” شبة محايد ” في نقلها بعيداً عن ما تعودنا على سماعه طيلت السنوات الثلاث الماضية من قادة التباب وامراء الحرب و هوامير النفط الحاكمة في مأرب.
لكن الصديق المثالي هذا رد علي القول قاطعاً : استحالت وجود ماتبحث عنه ياصديقي العزيز ، فقلت له كيف لا ، الا يوجد بمأرب متناقضات، فرد بوجودها ولكن في حدوداً ضيقة جداً، قد لا تتعدى محيط الاقدام المغموسة في رمالها وخاصة عندما يتعلق الامر بالشأن الداخلي الكبير لمأرب العظيمة.
نعم .. لقد اقنعني نوعاً ما بأستحالت وجود ما ابحث عنه ، ليس لطهارة مأرب ًوعفتها او لعدم وجود متناقضات في دهاليزها ، ولكن الامر يقرأ من زوايا اخرى ربما تعودنا على سماعها ومشاهدتها في عاصمتنا عدن واصبحت
روتيناً يومي تعايشنا معه في حياتنا هنا ولا نستطيع تجاوزه على المدى القريب .
أتدرون الاستحالة بصعوبة ماطلبت من مأرب وسهولة وجوده الجم في عدن ..؟
الجواب هنا بكل سهوله ويسر :
ليس بأرض مأرب من يخون ترابها او يشي بأبنائها او يقتل رجالها ويقتحم بيوتها لوأد نسائها او يغتصب اطفالها وينثر بقايا جثثهم في اكياس توزع في مرمى النفايات.
ليس في مأرب من يكشف الاسرار المصانة و الحقائق المذله لأهله وناسه وينشر غسيل بيتة ويرصد تحركات أمنة وحماة عرضة بكل دقة وخبث على جداريات صفحات و مواقع التواصل الاجتماعي صبحاً ومساء.
لا يوجد في مأرب كما في نغيضتها عدن ، من يمول العشرات من المواقع الاخبارية والمطابخ الإعلامية ويجند الالآف المؤلفة من ناشري الحقد والكراهية وزارعي الفتن ونافثي السموم لضرب النسيج الاجتماعي الداخلي وتفكيك وحدة الصف .
يوجد في الجنوب من رضع من ثدي الام عدن منذُ ان راى نور الدنيا ولكنه عاف ذلك الجميل وتنكر المعروف وباع هذا الولد الام وكل اهلها وناسها ورمى بحقوق الطاعة وعصى امر الواقع ، ولم تجد مثل هذا العاق في مأرب.
صحيح يوجد في مأرب قتله ومجرمين وسافكي دماء الابرياء،وبها حاضنة الارهاب وخبراء إرهابيين ولكنهم للأستعمال الخارجي ولتصدير الارهاب والاجرام ، بينما عدن الحبيبة خاصة و الجنوب عامة، ارضاً مسالمة لاتقبل مثل هؤلاء الاشرار ومااصابة ويصيبها الآن لم يكن ليصيبها لولا العصبة الشيطانية المتماسكة في مأرب .
ايادي تزرع العبوات الناسفة وتفخخ السيارات وتقتل الائمة ، والقادة وكبار القوم من الجنوبيين ، مصدرها مأرب بينما عدن مسرحاً لاشلاء الضحايا والفجائع والنواح .
في مأرب من خان لاكان، وفي عدن يتسابقون على شرف الخيانة والهيانة الرفيع ويتفاخرون بلقب الكلب الوفي المطيع لسيده .
في عدن يسرح السرق ويمرح الفسده والمفسدون ويسطو الناهبون وحمات الحمى ولا يكتفون، بل يتشدقون بمجد الشهداء وتضحيات الابناء ودحر الاعداء، بينما تبنى على انقاضها مأرب ..
ولا نامت أعين الجبناء
كتب/
خالد شوبه
ناشط إعلامي جنوبي
24 مايو 2018 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى