آراء جنوبية

خواطر جميلة ومؤلمة من حياة الثائر والمناضل/ يوسف عبدالله بن عتيق (القعيطي)

د. علي صالح ابو شامة

كاتب واكاديمي جنوبي
كان والدي يعتبر الشيخ/ يوسف من اعز اصدقاء ورفاق دربه في ذلك الزمان الجميل والصعب، وكان دائما يتحدث عن كرم وصدق وشجاعة الشيخ يوسف بن عتيق وأسرته وتاريخهم العريق.

هذه الأسرة تسكن في وسط وادي حطيب، ومن أبرز مشائخها الشيخ /موسى عبدالله بن عتيق ذلك الرجل والشيخ من العيار الثقيل وشيخ يافعي تحلى بالحكمة والشجاعة وناحت على وفاته كل سكان الموسطة ويافع وكل من عرفه أو سمع عنه ولازال الناس يحكون ويتداولون سيرته العطرة في كل قرية ووادي.
من هو الشيخ/ يوسف عبدالله بن عتيق؟
الشيخ/ يوسف ولد وترعرع في وادي حطيب في نهاية عشرينيات القرن الماضي تقريباً، وهو الابن الثالث للشيخ/عبدالله بن عتيق رحمة الله عليه. تربى منذ صغره على الرجولة والشجاعة والكرم والاخلاق، وبعد وفاة أخيه الشيخ/موسى عبدالله قرر مكتب القعيطي في وادي حطيب تنصيب الشيخ يوسف عبدالله بن عتيق وهو في مقتبل عمره شيخا بعد اعتذار اخيه الاكبر سعيد عبدالله بن عتيق ومبايعته لاخيه الاصغر يوسف. وربما تم ذلك أيضا بتوصية أخيه الشيخ/موسى الذي توفاه الله ولم ينجب اولاد من بعده.
كان الشيخ/يوسف من أشجع واصلب مشايخ الموسطة وعاش طوال حياته البسيطة يقود مكتب القعيطي بشجاعة واقتدار مع الشيخ عبداحمد بن جعفر. وكان يقف في مقدمة الصفوف في الدفاع عن المظلومين وإصلاح ذات البين وكان رحمه الله صادقا وواضحاً وصريحاً ونقي السريرة؛ لا يعرف اللف والدوران ويمقت المكر والخبث واشعال الفتن داخل مكتب القعيطي وخارجه.
ولم يكن هذا الرجل شيخاً فحسب بل كان مناضلاً صلباً وقائداً في صفوف جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ومن مناصري ثورة 14 اكتوبر المجيدة. كانت صلته بالثورة من خلال تنسيقه مع بعض مشايخ الموسطة والشيخ/عبدالله مطلق صالح واخرين. ارسل الشيخ يوسف مجموعة من شباب القعيطي والحضارم الى تعز منهم المناضل/ محمد احمد الحنق والمناضل/ محمد سعيد موسى ابن عم الشهيد (مطيع ) لجلب الاسلحة والقذائف على ظهور الجمال والحمير عن طريق البيضاء -الحد-ووادي حطيب.
كان بيت الشيخ يوسف بن عتيق مخزن للأسلحة ومحط للثوار وكان يرسل الاسلحة بواسطة الاخوان من جبهة حالمين وردفان. وكان من الأشخاص الذين لازالوا على قيد الحياة الاخ/ محمد صالح علي العكيمي وابنة البكر الشيخ/ عبدالله يوسف الذي كان له دور في النضال الى جانب والده واجزم بان ذاكرته تحمل الكثير من تاريخ لم يتطرق اليه احد.
ونحن اطفال كنا نشاهد طائرات الهوكل هنتر البريطانية تصول وتجول في سماء يافع بل كانت تطير على ارتفاعات منخفضة بين الجبال والوديان وعلى طول وادي حطيب وبين جبال وادي (لاس )وقرية الروضة ووادي اسفل حطيب وايضا تواصل طيرانها المنخفض على طول وادي بناء وسيلة حالمين وردفان .
وعلى ما يبدو ان الانجليز قد استلموا معلومات من عملائهم في يافع او البيضاء عن تحرك هذه القوات التي كان أحد منظمي حركاتها الى الجبهات في ردفان وحالمين والضالع الشيخ/ يوسف بن عتيق مع آخرين من مشائخ الموسطة وكان بيته وأسرته معرضين للخطر جراء موقفه ذلك. وهذه المعلومات استقيتها من الشيخ/ محمود ناصر الداعري احد اقطاب جبهة التحرير آنذاك عندما التقيته في صنعاء وكان قد زار يافع وحطيب وقرية اقطان عدة مرات وكان أحد أصدقاء والدي والشيخ/ يوسف واكد لي ذلك أيضا الشيخ/ عبدالله يوسف بن عتيق.
بعد الاستقلال منح الشيخ/ يوسف عبدالله شهادة تقدير لمواقفه ونضاله ولكن لم تسلم له نتيجة موقف بعض المسؤولين تجاهه ولم يكرم او يذكر دوره وهذه قمة الجحود بحق هذا الرجل الذي ناضل نضالاً صلب من اجل وطنه ولم يكن في حسبانه بأنه سوف يعاني الامرين جراء تلك الادوار الوطنية التي لم يطلب مقابلها جزاءً أو مكافأة.
كيف تعرفت على العم الشيخ/ يوسف عبدالله؟
—————————————————
بعد وفاة والدي بعام تقريبا (عام١٩٧٢م) وفي ظل أجواء محمومة و مشحونة بالحقد والممارسات الخاطئة تجاه مشايخ قبائل يافع واسرهم (بغض النظر ان كانوا احرارا او مع من كانت تربطهم علاقة مع بريطانيا) . في هذه الظروف توجهت مع زميل لي من قريتنا التي تسمى (الروضة ) وهي قرية قريبة من وادي حطيب ويفصل بينها وبين هذا الوادي سلسلة جبال شاهقة و يمتد تقريبا الى منتصف ذلك الوادي الجميل( وادي حطيب) التي تسكنه قبائل القعيطي والحضارم وغيرهم.
كان غرضنا التوجه الى قرية (الرحاب) تلك القرية التي توجد فيها معصرة لعصر حبوب السمسم (الجلجل) وكان مالكها العم سعيد عبيد رحمه الله. وما أن عرف الشيخ/ يوسف بقدومنا حتى تحرك من قريته الى تلك القرية وعند وصوله تعانقنا بحرارة واصر علينا أن نذهب معه الى منزله القريب من قرية الرحاب ولبينا طلبه وتوجهنا برفقته إلى منزله المتواضع والذي اخذ المسؤولين الجدد جزءاً منه مقر لدراسة محو الامية.
حفاوة استقبالنا من قبل الشيخ/ يوسف
———————————————
في ضيافة الشيخ يوسف كان عمري لا يتجاوز ١٨ عام ولأول مرة في حياتي يصر عليا هذا الرجل الشهم بالجلوس في موقع كبار الضيوف وكنت لا اريد ذلك استحياءً من كبار السن الذي امتلئ بهم ديوان الشيخ منهم المرحوم/ عبدالرب ابو لفة ومحمد يوسف ابن الشيخ وآخرين لم اكن اتذكرهم. كان الاهتمام الخاص بنا قد سبب لنا احراج من كبار السن الحاضرين وكنا نحاول عندما يأتي الى المجلس رجل كبير نترك له مكان جلوسنا احتراما لسنه.
لكن الجميع وعلى راسهم الشيخ/ يوسف يصرون ويمنعونا من ذلك. ليس ذلك فحسب بل انه احتفى بنا وضيفنا بكرم طائي لم أعرفه في حياتي خاصة في ذلك السن إلا عند هذا الرجل الرائع الذي في وقتها تذكرت حديث والدي عن هذا الرجل الكريم.
واستمرت ضيافتنا لمدة يومين بعدها طلبنا منه السماح لنا بالمغادرة وكان يحاول أن نمكث عنده لثلاثة ايام. ولكن نحن اصرينا عليه بالذهاب معنا الى قريتنا. وبعد جهد كبير تمكنا من إقناعه. بعد ذلك تحركنا معا برفقته الى قريتنا(الروضة )وعند وصولنا برفقته كانت بالنسبة لنا مفاجأة ذلك الاستقبال والحفاوة الكبيرة للشيخ/ يوسف بن عتيق فالناس في منطقة العياسئ المجاورة لمنطقة القعيطي يكنون لهذا الرجل ولأسرته وقبيلته حب ومقدار لا يوصف وكان كبار السن والشباب تبدوا عليهم الفرحة بقدوم وزيارة الشيخ/يوسف بن عتيق لهم.
واتذكر ان احد اخوالي (احمد حسين سالم بن عمر وفضل بن احمد علوي سالم ) وهم من اعيان وعقال مكتب العيسائي قد احتضنوا الشيخ يوسف بحرارة ورحبوا به اجمل ترحيب .وكانت الفرحة بهذا الضيف لا توصف من قبل كل سكان قرية الروضة وكان ذلك الترحيب الحار والاستقبال الكبير تعبير واضح للتضامن مع الشيخ يوسف بن عتيق لما يعانيه من تصرفات بعض المسؤولين تجاه هذا الرجل وايضا كل المشايخ والاعيان في يافع .
كما أن الناس في المنطقة يذكرون ادواره ومواقفه الوطنية قبل الاستقلال ويمقتون التصرف الخاطئ والجسيم في معاملة هؤلاء الرجال ورموز القوم في يافع بتلك الطريقة التي ضرت حتى اليوم بسمعة النظام السياسي في الجنوب.
لأربعة ايام متتالية تم الاحتفاء بهذا الرجل الشهم والشجاع وكان الحديث الذي اشتركت فيه شخصيا ان مشايخ يافع كانوا ثواراً ومع قيام الدولة ولكنهم لا يريدون لاحد ان يتصرف ضدهم بحقد ودونية لانهم احرار وادوارهم الوطنية تشهد لهم بذلك, وان الظروف هي التي جعلتهم يتحملون قيادات مكاتبهم كمشايخ يقفون على رأس قبائلهم ويعانون اكثر من اي رجل بسيط ويعتمدون على انفسهم ولم يظلموا أحدا ابدا.
وعند مغادرته تم توديعه من قبل كل سكان القرية وآخر كلمة سمعتها من لسانه قالها بحسرة (سوف نصبر يابن حسين سالم -وكان كلامه موجه لخالي – على الضيم ولن نترك ارضنا يافع ولو تجرعنا السم الزعاف) نطق هذه الكلمات بحسرة شديدة. ثم غادر قريتنا رافع الراس ومعنوياته عالية لان الناس احبته واحترمته ورفضت ما وصل إليه الحال من محاولات بائسة لإذلال وقهر تلك الهامات التي كانت ترفع سمعة يافع الى عنان السماء.
بعد أقل من عام سمعت من أخي يقول الحمد لله الذي رحم والدنا الشيخ/صالح علي ابوشامة قبل أن يتعرض لما تعرض له الشيخ/يوسف بن عتيق والشيخ/علي محمد بن غالب والد الشهيد /صالح علي بن غالب واستفسرته عن ماذا حصل لهؤلاء وشرح لي كيف تم اعتقالهم واهانتهم واخذهم الى المعتقل في لبعوس وربما قد يقوموا بإعدامهم ظلماً .
و آلمني هذا الخبر الخطير السيئ وفي الحال تحركت الى منزل الاخ العزيز محمد عبدالله يحي البصيري الملقب (الهولند) والذي اعتبره بالنسبة لي أب وأخ لما قدمه لأسرتنا من مواقف لا يمكن نسيانها, وأخبرته بما حصل للشيخ/يوسف بن عتيق والشيخ علي محمد بن غالب وكان خوفنا عليهم كبير.
وتحركنا سوياً الى مدينة القلوعة الى بيت العم عبدالرحمن صالح احمد صهير الشيخ /يوسف وعم المناضل/محمد صالح مطيع وشرحنا لهم ما حصل وكانوا قد عرفوا ذلك الخبر قبلنا وتحركت كريمة الشيخ يوسف بقوة وعلى ما اذكر ان محمد صالح مطيع وعبدالرب علي مصطفى رحمهم الله قد أبرقوا للمسؤولين في يافع بالأفراج الفوري عن الشيخ /يوسف والشيخ علي محمد وعدم التعرض لهم. وكان الشهيد ثابت عبد حسين قد امر بإطلاق سراحهم. وقد استهجن الناس وشجبواهذه التصرفات الغير مسؤلة في يافع وطالبوا بمحاسبة من أقدموا على هذه الاعمال السيئة والخطيرة بحق هؤلاء المشايخ الكبار والمحترمين.
بعد ذلك فرقتنا الظروف وكنت اتابع اخباره باستمرار وكنت افرح كثير عند سماعي اخباره الطيبة وان ربنا قد رزقه بأولاد طيبين واحفاد رائعين وربنا سبحانه قد عوضه ورفع شانه وظل محبوب عند الناس داخل مكتب القعيطي وخارجة.
بعد انقطاع طويل التقيت فيه في حمام شرعة حالمين هو والشيخ/ علي محمد بن غالب وزرتهم ووجدت الشيخ/ يوسف قد بلغ من العمر عتيا وجلست معهم يومين ثم ودعته الوداع الأخير وقبلته على راسه لأنه صديق حميم لوالدي و لأسرتنا ولم انسى حفاوته بناء في وادي حطيب وانا في سن الشباب وأكثر ما حز في نفسي معاناته وصبره علي تجرع الالم من اناس حاقدين ومن ابناء جلدتنا سامحهم الله. وبعد فترة وجيزة وصل الى مسمعي وفاة الوالد العزيز الشيخ/ يوسف عبدالله بن عتيق وحزنت عليه كثير ودعوت الله ان يسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.
ماذا بعد؟
———
بعد ذلك بسنوات تعرفت على الشيخ/ عبدالله يوسف بن عتيق ورغم المعرفة القصيرة بهذا الرجل الا انني شعرت بانه قريب الى القلب. ووجدته رجل نقي ومتسامح وغير حاقد على احد وهذه صفة الرجولة التي تحلى بها ال بن عتيق القعيطي على مر الأزمان والتي جعلتهم كبار في نظر كل ابناء قبائل يافع.
ولأني أيضا كنت اسمع عنه الكثير من الاخبار الطيبة من الآخرين أثناء اغترابه في أمريكا لقد استطاع هذا الرجل الرائع في غربته ان يعيد لهذه الاسرة التي عانت كثير من تصرفات الغير مسؤولة وتوازنها وهيبتها وبعرق جبينه استطاع ان يجنبها العوز بفضل استقدام اولاده واخوانه وابنائهم الى أمريكا, والآن يعيش في وطنه معززا مكرما كشيخ يعمل على حل مشاكل الناس ويقدم ما يستطيع للأخرين والفقراء من حر ماله ويحظى باحترام وحب كل من يعرفه والشيخ/ عبدالله رجل اصيل لم تنحني هامته لنظام صنعاء الفاسد وامام من احتلوا الجنوب عام ١٩٩٤م لكنه ظل يسجل مواقف جباره لشعبه ووطنه حتى يومنا هذا.
لم يكن التواصل بيننا قائم لظروف مفارقة الوطن ولكني التقيته قبل فترة قصيرة في نيويورك في لقاء مهم ضم نخبة من ابناء يافع في هذه المدينة الكبيرة والفضل يعود بترتيب هذا اللقاء للأخوين العزيزين حسين عبدالله بجاش رئيس الجالية الجنوبية و نصر الصمبحي وكان حديثنا جميعا عن معالجة أوضاعنا في الخارج وموقفنا من المجلس الانتقالي وما يعتمل في بلادنا وكذلك اموراخرى تم الحديث حولها.
اما عن ولده الرائع الشيخ يوسف عبدالله يوسف فقد تعرفت عليه قبل حولي عام تقريبا في مدينة شيكاغو عند زيارتي الاولى والتي التقيت فيها المئات من ابناء القعيطي الرائعين ذلك المكتب الكبير الذي ينجب القادة الكبار انه مكتب السلطان عمر بن عوض القعيطي ومكتب محمد صالح مطيع .لا يمكن ان انسى تلك الوجوه الرائعة والتي ساعدني الحظ على التعرف بهم ولا استطيع أن أرد لهم الجميل لحفاوة استقبالي والاهتمام بي وحتى من بعض الذين لا اعرفهم وسوف ادون رحلتي في خواطر كثيرة عن كل أبناء الجالية الجنوبية في أمريكا وكندا .
وبما ان خاطرتي هذه عن الشيخ يوسف عبدالله بن عتيق فلا يفوتني التحدث باختصار عن حفيده الشاب الرائع يوسف عبدالله يوسف(ابوعبدالله) سليل هذه الاسرة التي نحن بصددها. وجدته شاب حيوي ومبتسم ولبق ومحترم وكونت من اول لقاء قصير به صوره اوليه عنه ومن سوء الحظ انه غادر الى الوطن ولم التقيه مرة اخرى الا بعد عودته لفترة قصيرة ومن ثم غادرت امريكا الى بريطانيا.
ومن خلال حديثي مع الكثير وجدت اسم الشيخ/يوسف عبدالله يوسف يتردد على كل لسان بصفاته الحميدة ورايه السديد ومواقفه النبيلة وكنت اتعمد ذكر اسمه بين الكثير من ابناء القعيطي ويافع كي اعرف اكثر عنه ولحسن الحظ أنني وجدت كل الناس يتحدثون عنه بإعجاب وبما لم اكن اتوقعه في شخصية هذا الشاب الرائع.
و الكل يكن له الحب والاحترام وتكونت في مخيلتي صورة لهذا الشاب ارجوا ان يدركها الجميع بان المستقبل يحتاج الى مثل هؤلاء الشباب الرائعين ولن تصلح امورنا ونحن لا نضع الانسان المناسب في مكانه الطبيعي واجزم بان الشيخ يوسف عبدالله يوسف مشروع يافعي جنوبي جميل ان عرفت الناس الواعية مقداره و مساعدته ومساندته كي يقوم مع الاخرين في توحيد أبناء الجنوب في أمريكا.
وفي الأخير أطلب المعذرة من الجميع ومن يفتكر بانني انكأ واثير الجراح لبعض الأخطاء الجسيمة لذلك الزمن الجميل. وهدفي من تدوين هذ الموضوع هو ان تعي الأجيال القادمة الدروس والعبر وأن يتجنبوا تلك الأخطاء والممارسات الضارة. وان يحافظوا على الناس وارواحهم وكرامتهم وان يعوا بأن احترام الكبار في السن والمقامات واجب إنساني وحضاري يجب اتباعه في كل زمان ومكان .
وبالله التوفيق……
دكتور علي صالح ابو شامة (شفيلد. المملكة المتحدة.)
6 June 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى