آداب و ثقافة

"لــقــاءٌ مُــوجـــع"

[su_label type=”info”]سمانيوز / ثقافية[/su_label][su_spacer size=”10″] [su_label type=”warning”]كلمات/ خولة عوض[/su_label] رأيتهُ من بعيد
يحمل على عاتقهِ الكثير
شاحب الوجه “حزين”
و موجٌ أبيض قد غزى
شعرهُ
وتجاعيدٌ لم ترحمهُ
تُرى بالعينِ
و مع عكازةٍ يتوكأ عليها
في كل حين
أتتني نخوة قد ورثتها
من أبي المسكين
توجهتُ نحوهُ
لأساعدهُ و أُعينه
سألته :
هل لي أن أساعدكَ ؟
هزّ رأسه أعلى وأسفل
مرتين
أخذتُ عنه الحِمْلَ الثقيل
…ليرتاحَ
ويستريح ..
كسر الحاجز بصوتهِ الهزيل
ما إسمكَ ؟
أجبته : أنا أمين
وأنا أجوبُ الميادين
باحثاً عن عملٍ
يكون لي الكنز الثمين
قال فلتجعل لك من اسمكَ
نصيب
ولا تخذلني حينما الوقت
يحين
قلتُ له لا أعرفك
ولكنني سأساعدكَ
بكل تأكيد
قاطعني بحرقةٍ وصوت يتبعه أنين
أنا من حملتكَ طول السنين
وغدوتُ عليك
و على من هو مثلكَ بالخيرِ الثمين
وانحنى ظهري لتصبحوا
قادرين
أنا من تغنيتم بأنشودتهِ
ثم ولّيتم مدبرين
وأكلتم من خيري
وقذفتوني بأنني لعين
أنا من تاجرتم بي
و أصبحتُ بين إخوتي
كالسجين
أنا يا ولدي من هجرتوني
و تركتوني للذئب
السمين
ورغم كل هذا أحبكم
أجمعين
و أخاف عليكم
و أنتم غير مبالين
تركضون لمصالحكم
وتتركوني دفين
وا أسفاه عليكم
جعلتم إخوتي ينفقون عليَّ
و أنا أكبرهم في السنين
تتقاتلون بينكم البين
كل يوم ابنٌ لي
أو حفيدي طفل رضيع
يموت أمام العين
و استمر يسرد حكايته
بحرقةٍ وأنين
يُعاتب وينصح
كالوالدين
ثم أردف قائلاً :
حان وقت الرحيل
ولربما أراكَ بعد سنين
أوقفته عن الكلام ،
لأفهم الخبر اليقين
سألته :
من أنتَ ؟
أم أنكَ من مؤلفي القصص
البارعين
أجابني ودموعهُ
ملأت العينين
أنا الأب والأم لكَ
أنا “وطنك” يا أمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى