مقالات

قراءة متأملة في تغريدات د. الطاير المتسائلة لماذا يكره العرب السعوديين

د.جمال أبو ظريفة

كاتب فلسطيني
استوقفتني عدد من تغريدات الدكتور عبد الله الطاير الكاتب والمفكر السعودي على صفحته في موقع “توتر” على شبكة الانترنت، والتي تساءل خلالها ،لماذا يكرهنا العرب على الرغم مما قدّمنا لهم؟ ثم يقول ،وهل طرح السؤال من أجل حشد الرأي العام السعودي لمقابلة الإساءة بمثلها أم أنه من أجل التعرّف على الأسباب والعمل على معالجتها وتصحيح صورة المملكة عند العرب قبل غيرهم؟
 
هذا الطرح والتساؤل القوي والجرئ د. الطاير يجعلنا نتساءل بنفس الطريقة .. لماذا هذا الكره والحقد على السعودية؟ وهل هو وليد اليوم أو تراكمات قديمه تم الكشف عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وكشفت ما لدى الشعوب من كراهية للمجتمع السعودي؟
 
إنني أرى ان ذلك يعود الى عدة أسباب :
 
أولا :ان وسائل الإعلام الرسمية والإعلاميين المحسوبين على السعودية كانوا يعملون لفئة وطبقه هي أسسا مؤيدة لسياسة المملكة ، متجاهلة السواد الأعظم من الشعوب، كمثل أنت مطلوب منك كمسلم ان تدعوا غير المسلمين للإسلام ..وليس مطلوب منك ان تدعوا المسلمين للإسلام.
 
ثانيا : الإنفاق الكبير والهائل في مساعدة الدول العربية جاء بطريقه رسميه عبر الدولة او عبر مؤسسات الأمم المتحدة ، فمثلا السلطة الوطنية الفلسطينية تلقت مليارات الدولارات لخزينة السلطة الفلسطينية ومنظمات الأمم المتحدة ، لم يشعر او لم يلمسها المواطن الفلسطيني بهذا الدعم، فهي قدمت له كمرتبات ونفقات صحية وخدامتيه عامه لم يقل له أنها مقدمه من السعودية ، وكذلك برمج المساعدات عبر منظمات الأمم المتحدة هذه المؤسسات تعلم لحسابها ولرفع أسهمها، فمثل عندما تقدم مساعدة من الأونروا يقال “ الأونروا “قدمت لم يقل ان السعودية قدمت.
 
ثالثا :الجهات المعادية للمملكة العرب السعودية استغلت هذا الفجوة الكبيرة بين الشعوب العربية وحكوماتهم، ولعبت على تأجيج مشاعر الكراهية للسعودية، ووجدت أذان صاغية لترويج إلى ما تصبوا اليه تلك الدول.
 
رابعا : بناء علاقات مع شخصيات لها مسميات كبيره .. تحظى بالدعم والمساندة لكنها في الواقع وعلى الأرض ليس لها قيمه جماهيره ،كل الأموال التي يتلقونها تذهب الى جيوبهم الخاصة وبعض المنتفعين بها، في المقابل مؤسسة مجتمع مدني أو خطيب جامع له أنصار ومؤيدين قد يكن تأثيره يفوق عشرات المرات لتلك الأسماء التي تشتري الأصوات كي تبقي في مقاعد السلطة.
 
خامسا :الإعلام الصهيوني لعب دورا كبيرا وهام في تأجيج مشاعر الكراهية للسعودية من خلال بث كثير من المزاعم والأكاذيب حول زيارات متبادلة سريه سعودية إسرائيليه وتمويل سعودي لأجندات إسرائيلية، تهدف إلى دفع السعودية الى التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال إيصال رسالة أننا أفضل من العرب الذين تدعمونهم .. وفعلا سمعنا أصوات سعوديه كردة فعل على خطاب الكراهية تطالب بالتطبيع مع إسرائيل.
 
أعود الى طرح د. الطائر أن المشهد، لم يعد للحكومات سيطرة على ألسنة شعوبها، حيث وفرت شبكات التواصل الاجتماعية منصات إعلامية مستقلة من الوسيلة إلى المرسل والمحتوى، وتراجع دور حراس البوابة الإعلامية وتفجّرت المشاعر على حقيقتها بدون رقيب، وهل مشككاً في حقيقة وجود «أمة عربية»، وإنما دول ناطقة باللغة العربية. وفلسفتي وراء هذا الفهم هو أن الأمة يكون لها غاية واحدة ووسائل متعدِّدة لبلوغ الغاية، أما في الحالة العربية فاللسان واحد والقلوب شتى .
 
وأؤكد أني أقف مع ما طرحه د. الطاير، على أهمية دراسة ظاهرة خطاب الكراهية والتعرّف على دوافعها وأسبابها، ومن ثم وضع خطة لتصحيح صورة المملكة ضمن مسارات، ووضع العلاقات السعودية العربية في نطاقها الطبيعي دون إيغال في الرومانسيات، والعمل على إعادة التحالفات ضمن الأطر العربية وفقاً للمصالح المشتركة.
 
أخير أقول أن شعوب الأمة العربية برغم خطاب الكراهية ومن تسبب به تبقى شعوب تربطها علاقات تاريخيه من المستحيل تجاوزها ،لكن يجب تصحيح المسار الخاطئ الذي أوصلانا الى هذا الحد من الانحطاط والكراهية في كيفية إعادة رسم الخارطة العربية من جديد بقيادة المملكة العربية السعودية والمتمثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين إضافة الى أولى القبلتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى