الجنوب العربي

​قوة الجنوبيين الضاربة وتجاهل الإعلام العربي المتعمد..!​

[su_label type=”info”]سمانيوز/متابعات[/su_label] كتب رئيس مكتب العلاقات الخارجية في واشنطن الأستاذ عبدالسلام مسعد مقالاً في وكالة “Defense Post” الأميركية وهي من أهم الوكالات الاخبارية في أميركا التي تعنى بتغطية شؤون الجماعات المكافحة للارهاب في الشرق الأوسط، وهي ذات توجه جمهوري مقرب من خط ادارة الرئيس ترمب.
 
ترجمة المقال :
 
من السهل على الإعلام العربي أن يقول “الجيش اليمني هزم الحوثيين” في الحديدة و أماكن أخرى في البلاد، لكن هذا ليس واقع الحال.
 
هذا النوع من الاعلام يدعي أن الوضع في اليمن هو صراع بين جبهتين فقط؛ متمردين مدعومين من إيران، والقوات المسلحة اليمنية، ولكن هذه ليست الحقيقة.
 
قد تكون معركة ميناء الحديدة في الساحل الغربي نقطة تحول هامة في الحرب الأهلية التي دامت ثلاث سنوات، ولكن إذا استمرت الجهات المختلفة اللاعبة في اليمن بتجاهل قوة رئيسية تحرر اليوم ميناء الحديدة، فإن هذا الصراع سيكون ملحوق بصراع جديد و ربما أكبر منه وهو صراع الجنوب لأجل الاستقلال.
 
عانى اليمن في الماضي من انقسامات داخلية حادة لسنوات طويلة، ليتم توحيد الشمال مع الجنوب في دولة واحدة عام ١٩٩٠.. اليوم نحن في الجنوب نسعى لاستقلالنا مرة أخرى.
 
إن تجاهل رغبة شعبنا الجنوبي لن يفيد أي أحد، خاصةً أن الحديدة وعدن والجبهات الأخرى الأكثر اهمية في شمال اليمن وجنوبه لم تكن لتتحرر دون قواتنا قوات المقاومة الجنوبية، التي كانت في مقدمة كل المعارك ضد ميليشيات ايران وأيضاً ضد القاعدة، هذه القوات ذاتها تدعم أيضاً استقلال جنوبنا.
 
وعلى الرغم من أننا على الخطوط الأمامية اليوم في الحديدة، إلا أن بعض وسائل الإعلام العربية مترددة في الاعتراف بجهودنا من خلال عدم ذكر كلمة “الجنوب” فيقولون “القوات اليمنية”، وهذا يزعجنا لأننا كنا واضحين دومًا مع الجميع نحن لسنا قوات يمنية ، بل نحن جنوبيون نسعى لاستقلال جنوب اليمن.
 
بدون وفائنا للقوات العربية التي جاءت لليمن، لم يكن التحالف العربي ليملك أصدقاء جديرين بالثقة في اليمن، نحن نسيطر على أراضي الجنوبي، وقواتنا الأمنية هي من توفر الأمان للناس في جنوب اليمن، و بالتالي لا حل حقيقي دون الاعتراف بحقنا في تقرير مصيرنا.
 
لدينا تأثير على الأرض، ونحن مسلحون بشكل جيد، ولسنا مستعدين أو مضطرين للاستسلام لحل “يمن واحد”.
بدون اشراكنا بجدية و فاعلية في المفاوضات لتقرير مستقبل اليمن لا يمكن التوصل لأي نتائج. لانتزاع حقنا واخرجنا من أرضنا بعد أن امتلكنا القوة والتأثير على الأرض، لدى العالم خيار واحد وهو إعادة شن حرب جديدة ضد الجنوب هذه المرة لاجبارنا على وحدة قسرية مع الشمال.
 
قواتنا أثبتت أنها شريك موثوق للتحالف، كما أننا المجموعة الوحيدة التي قاتلت القاعدة ودحرتها بشكل فعال في كل أنحاء اليمن.
 
كنا البديل الذي ملأ الفراغ الذي تركه تحرير المناطق من الحوثيين والقاعدة. قمنا بادارة شؤون الجنوب و أمننا الاستقرار عبر المجالس المحلية لمنع الميليشيات من اعادة ترتيب صفوفها في جنوب اليمن. حتى نوعية الحياة في جنوب اليمن تختلف و هي نسبياً أفضل من باقي أجزاء البلد.
 
أيضاً ليس من قبيل المصادفة أن مدن الجنوب التي حررتها قواتنا هي من الأماكن الوحيدة في اليمن التي يستطيع قادة التحالف التجول فيها بأمان و مصافحة الناس دون خوف من تعرضهم لخيانة أو لطعنة في الظهر.
نحن ملتزمون ببناء مجتمع قائم على المساواة والديمقراطية والقيم في الجنوب.
 
نحن الجماعة الوحيدة في اليمن التي يوجد فيها صوت مسموع للمرأة، المرأة حاضرة و مشاركة في المحافل السياسية كما أن الجنوبيات هم أول من ظهر في الساحات في الاحتجاجات على فساد الحكومة.
 
كان الجنوب في الماضي مجتمعًا متعدداً عاش فيه العرب مع اليهود والمسيحيين والهندوس في واحدة من أكثر المجتمعات تسامحًا في الشرق الأوسط.
 
يهود عدن عاشوا في المدينة وحولها وازدهروا لعقود. في أوائل القرن العشرين ، ارتفع عددهم إلى حوالي 50،000. وفي حين لم يكن اليهود مرحب بهم في معظم الدول العربية، كانت جاليتنا اليهودية تعيش حياة آمنة.
 
حاولنا الحفاظ على المعابد والآثار للجالية اليهودية التي انتمت لبلادنا يوماً ما ونؤمن بحقهم في هذه المقتنيات.
 
نحن لا ندعو الدول العربية والولايات المتحدة إلى إنهاء علاقتهما مع الأطراف الأخرى في اليمن ، لكننا نطلب منهم أن يتوقفوا عن تجاهل جهودنا لأن القيام بخلاف ذلك لن يحقق السلام.
 
على الرغم من الفقر الشديد في الجنوب ونقص الموارد ، فإننا لا نطلب من الولايات المتحدة الطعام ، ولا نريد ذخيرة، ولا نريد مال. كل ما نطلبه هو اعتراف سياسي بقضيتنا الجنوبية.
 
الجواب على سؤالنا، “لماذا تتجاهلون قضيتنا؟” يأتي دائماً ؛ العالم غير مهتم بتغيير الوضع الراهن وافتعال المزيد من التقسيم في الشرق الأوسط. ولكن هل تعتقدون أن التغيير في بلد فقير، موبوء بالمرض والمشاكل والحرب الطائفية، لا يستحق المحاولة لإحداث تغيير للأفضل؟
 
ما هو بالضبط الذي سنندم عليه إذا تغير الوضع في اليمن ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى