( أَمَّــــا ….. أَنْـــــا )
لهــــم العيونُ الساهراتُ فلا تنـمْ
ولهــــم قلـوبٌ خافقـاتٌ تضطـرمْ
وأَنْـــا كذلك … في عنائى والألَـمْ
هــل مـن دواءٍ للعليـــلِ ، لديهــا ؟
الطيـــرُ أمسى حــــادىَ الأحـــرارِ
يأبـــى القيــودَ وعِيشـــةُ الآصــارِ
يهـــوى جمـالَ الكــونِ والأشجـارِ
وأَنْـا سجيــــنٌ ، حاســدُ الأطيــارِ
أَنْـا… مُحْكَـمُ الأغـلالِ من عينيّهـا
النحـــــلُ ، منهـــا الطِـــبُّ لــلآلامِ
فيهــا الشفـــاءُ التـــامُ للأجســـامِ
شَّـهْـدٌ وفيـهِ دوافِــــعُ الأسقـــــامِ
أَمَّــا أَنْـا… فـمقولتـــي وكـــلامــي
لا كالـــذي ، قـد سالَ من شفتيهـا
الخمــــرُ ، جالبـةُ السعـادةِ والهنـا
وبهـا يطيـرُ الشاربـون إلى الفضـا
ويزاحمون الشُّهبَ في كَبِد السمـا
أَمَّـا أَنْـا … فبقربهـا نِلْــتُ الـمُنَــى
إِنَّ الهمـــــــومَ تميتُهــــا ، بيديهــا
النـاسُ إن لَـمَّـــتْ بِهــــم بلـوائــي
وغَــــدَا النهـــارُ كـشِــدَّة الظلمــاءِ
صاحوا ، فقدنـا البـدر ذا الأضـواءِ
أَمَّـا أَنْا … فـــي هَامَــةِ الـجَــوْزاءِ
فـلقد رأيتُ الـبَــدْرَ فـــي خدّيهــا
كمْ خاضَ عَنْتَر، فـي لَظَى الأهوالِ
وكـذاكَ قـيسٌ ، طَامِـــحٌ لوصـــالِ
حتـى اِرْتَمى فـي النارِ ، غيـرَ مُبَالِ
وأَنْـا … كــذلك فــوقَ جمرٍ صــالِ
يا لَهْفَ نفســــي ، والحنينِ إليهــا