مقالات

أين نحنُ مما حدث ويحدث

عبدالقادر السعدي

كاتب جنوبي
المتابع لكل القمم العربية التي عقدت ، يجد أنها قمم خطابات وخلافات .
 
أضيع العراق بقمة عربية بعد أن إرتكب رئيسها خطأً قاتلاً كان بالإمكان معالجته عربياً لو أنَّ الأنظمة العربية وقادتها بمستوى يمكنهم من ذلك ، ولكنهم على العكس أصروا بأن يفقدوا العراق بتأييد ومشاركة بعضهم غزوها وتدميرها وتسليمها لإيران ثم الندم على ما فعلوا.
 
يأتي بعد العراق سوريا التي أضاعوها أيضاً في قمة عربية عندما منعوا مشاركتها وهم في غفلة مماخططت وتخطط له إيران لسوريا والنتيجة كما نراها بأُم أعيننا ونعيشها ، قتل وتشريد للشعب السوري ليحل التغيير الديمغرافي لصالح التشيَّع وتوطين شيعة إيران ولبنان وباكستان وأفغانستان فيها .
 
يأتي دور الجمهورية اليمنية التي وُلدت ميِّته منذ تأسيسها وليس (( اليمن)) كما يصر الجميع خطأً على تسميتها.
 
عندما علِمت المملكة العربية السعودية بنيَّة القيادة الحاكمة في الجنوب على التوحد مع الجمهورية العربية اليمنية ، حاولت إثناء القيادة الجنوبيه عن خطوة التوحد مع نظام صنعاء وحاولت تغريها بدعم إقتصادي ، ولكن نتيجة للبرمجة الخاطئة وتصديق مقولة العدو التاريخي ، صمم هؤلاء على المضي في تنفيد مشروع توحدهم الفاشل .
 
تحقق المشروع بتوقيع لشخصين أحدهما غبي والآخر متآمر ولم يتحقق بتوقيع قلبين لشعبين ، لتحل الكارثة عليهما .
 
منذ بداية توقيع مشروع التوحِّد بدأ التآمر المبيَّت على الجنوب بإغتيال قادته العسكريين بأكثر من إسلوب ليظهر الخلاف وتأتي الوساطات لحله وتؤدي إلى وثيقة العهد والإتفاق التي وُقع عليها في عمَّان برعاية الملك حسين ملك الأردن حينها ويتم الإنقلاب عليها لتشن حرب إحتلال الجنوب .
 
شُنَّت الحرب ووقفت ودعمت العراق وليبيا وقطر علي عبد اللَّه صالح فيها ووقفت مصر وباقي دول الخليج العربي ضدها وإجتمعت في أبها بالمملكة العربية السعودية وأصدرت بيان رفض فرض الوحدة على الجنوب بالقوة.
 
قبل إنتهاء الحرب وبشكلٍ مفاجئ تخلت المملكة العربية السعودية عن موقفها الداعم للجنوب والرافض للحرب دون معرفة المقابل لهذا التخلِّي ، وأُحتل الجنوب وعندما رُسِّمت الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية الغير شرعية كونها فُرضت بالقوة وأُقرنت بالموت ، ظهرت حقيقة تخلِّي المملكة عن موقفها فرض الوحدة بالقوة مقابل تخلِّي علي عبد اللَّه صالح عن إتفاقية الطائف بخصوص جيزان ونجرار وعسير لتصبح رسمياً أراضي سعوديه .
 
دول مجلس التعاون الخليجي عند تأسيس المجلس أضاعت فرصة ضم على الأقل حينها الجمهورية العربية اليمنية للمجلس ، وأضاعت نفس الفرصة قبل توحيد البلدين بضمهما إن توحدا إلى المجلس ، ويعتبر ذلك خطأً إستراتيجياً أوجد الخلاف وأوجد الحرب وأوجد التدخل الإيراني وتشكيل ماسُميَّ بتنظيم الشباب المؤمن الذي أسسه حسين الحوثي في صعدة وبموافقة علي عبد اللَّه صالح ليتحوَّل فيما بعد إلى تنظيم ماسُميَّ ولا يزال زيفاً بتنظيم أنصار اللَّه وفي الحقيقة أنصار إيران ليٌستخدم ضد حزب الإصلاح الطامع في السلطة .
 
إستولى أنصار إيران بدعم علي عبد اللَّه صالح الذي تحالف معهم نكاية بحزب الإصلاح الذي أراد الإطاحة به على السلطة ونحُّوا عبد ربه الذي إنتخبوه من رئاسته ووضعوه تحت الإقامة الجبرية دون أن يجدوا لهم من يعترض على ما فعلوا ثم سمحوا له بالهروب إلى عدن ليكون حصان طروادة يوصلهم إليها .
 
وتوالت الأحداث سريعاً وهرب هادي بإتجاه عُمان وما أن أراد أنصار إيران وداعميهم الإستيلاء على الجنوب وعلى عدن خاصة ويخضعونها لسلطتهم ، وجدوا مالم يتوقعونه فيها ، وجدوا لهم مقاومة باسلة من كل أبناء الجنوب ، وهزيمة هذه المقاومة يعني وجود عراق شيعي آخر بجنوب المملكة وفتح إيران جبهة مباشرة معها بإسم (( اليمن )).
 
تدخل قوات التحالف العربي كان ضرورة لابد منها وما كان حباً بإعادة شرعية هادي المصطنعة ولا حباً للجنوب وإستعادة دولته وإنَّما لإفشال مخطط المشروع الإيراني الطائفي المجوسي في جنوب الجزيرة العربية بعد أن نجح في شمالها وهدد القائمون عليه المملكة بشكل علني في وسائل إعلامهم .
 
ما هو الحل لإنهاء الحرب مع أنصار إيران الذين يحاربون بجيش دولة ودعم خارجي من إيران وحزب اللَّاة والعزة اللبناني وإستعداد قوات مايسمى بالحشد الشعبي في العراق لدعمهم ودول تدعمهم دبلوماسياً بشكل غير مباشر ؟؟
 
الحل غاية في التعقيد طالما لا تزال لأنصار إيران سلطة في مناطق نفوذهم التاريخية وعدم وجود معارضة قوية ومؤثرة ضدهم . وإستعادة دولة الجنوب وضمها لمجلس التعاون الخليجي في سنة ألفين وإثنين وعشرين لن ينهي الحرب .
 
ستنتهي الحرب إن شاء اللَّهُ إذا وُضعت قوات طارق محمد صالح وقوات المقدشي في مأرب وقوات علي محسن التي يقودها هاشم الأحمر والقوات التابعة لهم والموجودة في وادي حضرموت وفي المهرة أمام خيار لا ثاني له وهو الشروع بالدخول في الحرب بشكل فعلي لإنهاء سيطرة أنصار إيران على السلطة في وطنهم مالم فهم مشاركون معهم في إطالتها ومنتظرين نتيجة من سيحسمها للإنضمام إليه ، أمَّا إسناد المهمة لقوات جنوبية صرفة فإنَّه كما أخبرتنا أحداث التاريخ ، الإنتحار بعينه واللَّهُ أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى