منوعات

​حضرمي هاوي جمع #سيارات_عتيقة بينها سيارة لملك سعودي​

[su_label type=”info”]سمانيوز/حضرموت-سيئون/متابعات[/su_label]  
قضى الحاج الحضرمي “سالم الحبشي”، منذ عقدين من الزمن، أغلب وقته في جمع 60 سيارة قديمة ويقطن الحبشي بمنطقة حي السحيل بمدينة سيئون بوادي حضرموت.
 
وقال الحبشي، “لقد تعبتُ وأصابني الإحباط، وكنت أتوقع أن تصبح لكل سيارة من هذه السيارات التي حاولت شراءها قصة وحكاية وأسطورة شاهدة على التاريخ العريق في المدينة، ويكون هناك بعض الاهتمام، لكن لم يلتفت لنا أحد وكل ما تلقيته هو الوعود”. ينشغل سالم بشكل دوري بعملية صيانة تلك السيارات القديمة وتفقدها.
 
وأضاف الحبشي، أنه مع الزمن أصبحت هناك علاقة ودية وارتباط وثيق بينه وبين سياراته القديمة التي بدأ بشرائها منذ تسعينيات القرن الماضي. يروي الحاج سالم قصة بداياته الأولى مع تلك السيارات، ويقول إنّه بدأ بشراء أول سيارة قديمة عام 1997، ثم تحمس للفكرة وشرع بعدها بالبحث عن بقية مالكي تلك الأنواع من السيارات. وكان يغامر ويبيع حتى ما يمكله من الأراضي والممتلكات مقابل توفير قيمتها. وأحياناً، كان ينظر إليه البعض من أهالي المدينة باستغراب.
 
وبين كل فترة وأخرى، يخرج الحاج سالم الحبشي مع عشرات السيارات القديمة، ويتجول بها عند قصر “سيئون”، وهو أبرز معلم تاريخي في المدينة. الأمر الذي جعل الناس أنفسهم الذين كانوا ينظرون إليه بغرابة، يؤمنون بأهمية فكرته أخيراً. حتى أصبحت تلك السيارات محل إعجابهم وانبهارهم. وعند مرورها أمامهم، يصطفون على جنبات الطريق لرؤيتها، وتوثيق تلك اللحظة.
 
يؤكد الحبشي أنّ أقدم سيارة في متحفه تعود إلى العام 1938. ويقول إن واحدة من السيارات الموجودة في المتحف تعود صناعتها أيضاً إلى خمسينيات القرن الماضي، وهي من نوع “ويلز”. وبحسب ما يتحدث به الآباء القدامى في حضرموت، إذْ استطاع شراءها منهم، فإن تلك السيارة تحديداً تعود للملك فيصل بن عبد العزيز الذي أهداها إلى أحد سلاطين حضرموت.
 
أما في الجهة المقابلة من المتحف، فتوجد سيارة أخرى، تعود عالم الاثار المهتم بحضارات جنوب الجزيرة العربية الأميركي ويندل فيليبس. ويفيد الحبشي بأن هناك ما يقارب 14 سيارة صنعت في العام 1949، وكانت متخصصة في اكتشاف المناطق الأثرية.
 
بحسرة بالغة يبدي الحاج سالم حزنه على ضياع حلمه في أن يكون له متحف خاص، ويكشف عن تفكيره أحياناً ببيع بعض تلك السيارات.
إذْ أشار إلى أن هناك عروضاً مستمرة تتوالى عليه من أشخاصٍ أثرياء في عمان والإمارات. وبعضهم يعرض عليه مبالغ كبيرة لشراء تلك السيارات الكلاسيكية، ولكنه كان يرفض ذلك حتى وقت قريب وبسبب صعوبة الأوضاع حالياً، يجد نفسه في حيرة، ولا يدري هل يحافظ على السيارات، أو يبيع جزءا منها من أجل الاستفادة من قيمتها.
 
كما لا يزال الحاج سالم يعتقد بأنَّه على كلّ الجهات المعنية ووزارة السياحة والسلطة المحلية أن تأخذ موضوعه على محمل الجد، من أجل إعادة النظر إلى ملف مشروعه الذي يحمل في طياته العشرات من التوجيهات والقرارات منذ عشر سنوات لإنشاء متحف رسمي له، والتي بقيت مجرد حبر على ورق، كما يقول الحبشي.
 
وتعاقبت الحكومات واحدة بعد أخرى، وبقي هو وسياراته وحيداً في طي النسيان، يبذل قصارى جهده للحفاظ عليها وعدم التفريط بها، رغم أنه ليس لديه مصدر دخل سوى راتبه كموظف حكومي متقاعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى