مقالات

الشعب يريد تغيير المواطير " عن حال عدن وأحوال الجنوب عامة " ..!

صلاح ألطفي

كاتب جنوبي
الماطور هو القاسم المشترك الأكبر والأصغر وعنوان المرحلة وحديث الحال , والمواطير الكبير سلاح دولة الانحلال والصغيرة هم كل دار , وأصوات مواطير الشرعية والانتقالي وتوربينات ونفاثات التحالف والعالم الامبريالي ( في أذن الجوزاء منها صماصم ) ومواطير الدور تصم أهل الدار.
 
وغالبيتها مواطير صوتيه لا تولد طاقة ولا تسقي شجرة , وبعضها ذاتية الضخ تمتص الماء والهواء والمال والدواء إلى باطنها وبطانتها !!! .
 
لقد أمعن سلاح المحروقات والكهرباء الذي تستخدمه الشرعية لتعذيب العباد من جهة , ولتراكم أرصدة اللصوص أبناء وأحفاد وأقارب وأصهار من جهة سارقة , فلجأ الناس إلى الحلول الذاتية المؤقتة والمكِلفة , وأصبح بكل دار منظومات متعددة للطاقة , من المواطير إلى الشاحن الكهربائي إلى الألواح الشمسية وحتى البطاريات وكلها سفاري نفاري.
 
ولو جمعت تكاليف المواطير التي يكاد العقل منها يطير لكانت كافية لبناء محطة الدنبوع النووية بطاقة 10 ألف ميجاواط.
 
لك الله يا شعب المواطير العظيم , ولكن عزاؤنا بالخبرات التي اكتسبنها ربات البيوت وأصبحن مهندسات لتوليد الطاقة ومراقبة الأحمال خوفا على الأجهزة الكهربائية بدلاً من الحمل والولادة ورعاية الوليد.
 
وإليكم هذه الحكاية التي تحاكي واقع حال ( أوحال ) عدن اليوم , والتي تديرها الشرعية من مقر إقامتها مع نخبة من العشاق والعاشقين في وكر العشق معاشيق ( والقابعة في نعيم بين نقيق الضفادع ونعيق الغربان وما هو بائن بأن والمخفي منكر لابد أن يظهر للعيان ) :
 
في مطلع ثمانينات القرن الماضي أنهى ابن أحد الأصدقاء الخدمة العسكرية سنتين ونصف بعد الثانوية العامة , وكان من الطلاب المتفوقين , وعند ذهابه لإكمال إجراءات المنحة الدراسية (طب) إلى ألمانيا , اكتشف أن الرفاق استبدلوا به أحد القادمين من وصاب الشيوعية !!! وكانت الصدمة التي صدم بها آلاف الجنوبيين عندما كان 70% من البعثات تمنح لخريجي ثانويات تعز وإب ومباشرة ببطاقة حوشية دحباشية السبق الوحدوي !!!.
 
كانت ظروف أسرة الطالب الجنوبي غاية من شظف العيش والمعاناة , فأشار عليه والده بالاغتراب كحل أفضل من واقع الحال , وأسوة بالكثير من أقرانه الذين تعرضوا لما تعرض له في سبيل اليمن الديمقراطي الموحد ( وأنا منهم ) وعلى طريق عدن – تعز !!!.
 
كان الابن متشبث ومشبع بالشعارات الثورية ومملوء بالحلم حتى الثمالة وبأن الوطن قريب النهوض !!.
 
وحينها انسدت شبكة الصرف الصحي في مدينة المنصورة وتفجر أحد الأنابيب في ركن دارهم الواقع على الشارع العام , فبادرت البلدية بتركيب ماطور لسحب بركة المستنقع الذي أحاط بالمنزل , وكان ضجيج الماطور الكائن في ركن البيت لا يطاق ويؤرقهم ليل نهار .
 
اقتنع الولد بالسفر على مضض , وغادر عبر طريق (حمار جابر) ومنها إلى جواز العربية اليمنية وإلى السعودية , وليس ((عن طريق عدن – تعز التي كانت خط واحد قدوم فقط , يتوافد عبرها آلاف الوحدويون , أما من حرموا من البعثات وحتى العمل الذي كان فيهما الأولوية للقادمين ببطاقات حوشي , وسن قانون يجرم كل جنوبي غادر الوطن غسرا وعده الرفاق خائن للقسم المعروف وللوطن !! والمفارقة أن كثير من الرفاق أتوا ( إلى العزب ) وبعظهم أصبح من المستثمرين بعد حين من تجرع كاس اليمن الديمقراطي الموحد ))
 
المهم :
 
معروف لكل منا صدمة الهروب والرحيل ومغادرة الوطن وأحلام النهوض وفراق الأم والأب والأخوان والأصدقاء وتراب مسقط الرأس.
 
وكانت صدمة الابن أكثر ايلام وذهول موازي لموت الأحلام والدراسة (دراسة الطب) الجامعية .. وبعد 6 أشهر كتب رسالة لوالده يشكي فيها مرارة الغربة وظروف الحياة التي تفرض دوام 16 ساعة في اليوم وبمهنة بائع لا يستخدم أكثر من 50 مفردة في تعامله مع الزبائن في أي مهنة كانت , وطلب من والده أن يرسل له صور الأهل جميع وأن يكتب له رسالة مفصلة عن التطور اللاحق في الوطن ولمح له بأن العزبة بالنسبة له انتحار داعيا الله أن يصلح الوطن وحال الرفاق في أقرب وقت حتى يعود إلى التمرغ بتراب الوطن حتى جندب في صحراء ثمود ومنها الحلم بمواصلة الدراسة والذي ظل يراوده ليل ونهار .
 
وكان رد الوالد الصادم وباختصار:
 
قال الحمد لله بفضل الرفاق التطور على قدم وساق ومياه المجاري أغرقت أغلب أحياء المنصورة وأبشرك بأنهم جابوا لنا الماطور الكبير من السعودية ( أكبر ماطور في البلاد ) وركبوه بجانب الماطور الأول بركن العمارة الآخر , وحالنا لا رده حال من هدير المواطير ليل ونهار , ولنا إلى اليوم أكثر من شهرين ولم يتغير في واقع الحال حال , مياه المجاري أغرقت المدينة وعليها تطفو مخلفات القمامة , والماطور الكبير صوته (بربر) وحرارته ترتفع أكثر , اطمئن وطمن أصحابك وقل لهم يا شباب الغد والمستقبل الزاهر!!! ( والزاهر هي المنطقة الحدودية التي كان يهرب عبرها جبل الثورة إلى بلاد الرجعة العربية !!!) .
 
انتهت الحكاية وحضرت صورة الماطور الكبير التي تعتلي اليوم شوارع عدن وعليها تحط الغربان , ويعظم لها البؤس تحية الدمار , وصاحبها صاحب الفخامة وحاشيتهه مشغولين برفع المشتقات النفطية وجمع الدولار, ومثلهم الكثير من رجال الأمن مشغولين بين حرب العشوائيات ظاهريا , وشراكة البلاطجة في نهب الأراضي من الباطن , والمواطن حالته حال آخر اشارة ضوئية كانت في عدن (طفي لصي) من اطفاء وليس من ((الطف قريتي بيافع هه ))
 
وأخبار الريال المسلول يواصل الانحدار إلى المقبرة !!! والناس تراغب زواله من جهة , و مشغولين في حساب دقائق توليع الكهرباء وساعات انطفاها .
 
ومثلهم ولهم وللمجلس الانتقالي أعد الأيام والساعات وأحسب الثواني !!!
 
فجأة تحولت الخاتمة إلى رجز ارتجالي :
مما أعاني وممن في بلادي بلاني
ادعوا شباب الوطن والمجلس الانتقالي
وأهل التحالف ابلغهم عزيز المعاني
وذي معي في حزام الأمن قاصي وداني
والشرعية في معاشق ذي لها شورثاني
هل يحسموا الأمر ولا أمرهم في رهاني
أريد أعرف مقاصدهم وأعرف مكاني
أما كذا ( لا تشلوني ولا تطرحوني )
فحسبي الله عليهم ذي بسهمي رموني
أقسم برب السماء أول وثالث وثاني
إن ظلي الوضع مترنح فيا للهوني
لا بد من حسم بالمنطق أو العيلماني
وتصفيه شوط أو شوطين جوكر وراني
ولا بضربة ترجح كفتي في ثواني
تعصف بهم كلهم أهل البقش والجواني
وبائعين المدربش والعصير اليماني
وكل سارق ومتلون وقاتل وجاني
أسقوه كأس المرارة ذي بسمه سقاني
والسلام ختام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى