آداب و ثقافة

هُناك حيث اللاشيء ألتقيت بك

[su_label type=”info”]سمانيوز/منال محمد/خاص[/su_label] أبحرت بمخيلتي قليلاً
وبدأت أرى العالم كما أحب
هدوءٌ وسلام
وراحةٌ وأستجمام
 
ومضيت أُبحر بلا توقف
لعلي أجد شيئاً أفتقده
ولكن بِلا جدوى
فـ اطررت أن أتوقف
لكي أرتاح قليلاً
 
أرجعت يداي خلف عنقي
ومددت جسدي في الرمال
أمام بحرٍ عميق على مد البصر
أقفلت على بؤبؤي ورحت أرسم السماء
وهي فوقي بالفعل
 
فإذا بي أشعر بـ أحد جواري!
ينظر إلي؟
 
أبطلت إلتصاق رمشي الأيمن والأيسر
لأرى ما شعرت به حقاً
 
فتى أسمر البشره
مجعد الشعر قليلاً
بعينان ضيقتان ولكن محددتان بشكل جميل
وفمً صغير
وأنف عريض بعض الشي
 
وأنا أمعن النظر إليه
يقول لي: “مرحبا سيدتي”
ومد يده لي
 
تصنمت قليلاً أستوعب ما أنا عليه
فقد كنت قبل ثوان لوحدي هُنا
من أين أتى وكيف؟
حينها أستوعبت أيضاً أنني لازلت ممده على الأرض
فنهضت بسرعة
ومددت يدي إليه
وأنا أقول: مرحبا
كيف جئت إلى هُنا ؟
 
تبسم حتى بان طرف أسنانه
وقال: إنني هُنا منذُ أن أسترحتي على الرمال
كنت أنظر إليكِ من هناك
 
فإذا به يؤشر على حصن صغير فوق تله
 
يا إلهي ماهذا ؟
من أين أتت تلك التله
لم تكن هنا ايضاً
إنني متأكده مما أقول
 
فعدت لأنظر إليه لم أجده!؟
أين ذهب ؟
نظرت في الأرجاء
لم أجده أيضاً
عاودت النظر الى التله
لم تكن هناك!
 
ماهذا؟
ماذا يجزي؟
فوجدت نفسي اردد
آيه الكرسي وبعدها سورة الفلق معاً
 
وتذكرت حينها أنني أنا من يتخيل كل ذلك
أنا من يرسم هذه الأشياء جميعاً
فحاولت أن اعود لواقعي
لكني لم أستطع!
أحاول أن اتحرك
أن اصرخ أن أفعل أي شي يُعيدني للحياه
لكن دون جدوى!
 
بدأ الخوف يتملكني
وأنا أفكر بما يحدث
فإذا بنفسي يضيق
وكأن أحداً يكضم صدري
يريد موتي
وأنا أصارع لكي أعيش
لا أريد الموت بعد
 
إلهي ماهذا! ماذا يجري؟
ساعدني أرجوك
أنفاسي كادت أن تنقطع
 
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ”
 
أصبحت أكررها كثير
وبدأ نفسي يرتاح بعض الشىء
فإذا بي أستطيع أن احرك اصبع رجلي اليمنى
وماهي ثوان حتى أصبحت أتحرك بشكل طبيعي
 
فتحت ناظري
فرأيت كل شي على مايرام
تحركت سريعاً وذهبت لأغسل وجهي
وأنا اتنفس الصعدا وأرتجف
 
ماذا حصل لي يا تُرى؟
من هذا الشخص، وكيف فعل بي هكذا!
 
جلست على الأرض
لأن ساقاي لم تعد تقدر على حملي
وبت أفكر.……
 
ما حصل لي ليس غريباً
كأنني قد سمعت عنه
او قرأت عنه
او رأيت أحدًا من قبل
كأننــ………
صمتُ للحظه وأنا أردد داخلي
جاثوم جاثوم جاثوم؟
نعم هو الجاثوم
يأتي لأصحاب القلوب المنشغلة عن ذكر الله
والمقصرين في أداء الفرائض وبذات الصلاة
إذا هذا تنبيه من ربي
لأنني قصرت في أداء حقوقه
 
سامحني يا الله
أغفر لي وتوب عني
فإنك التواب الرحيم
 
فقمت بسرعة لأتوضأ
وأصلي ركعتين لله
فقد نبهني
وكتب لي عمرا من جديد
 
بعدها أدركت أنني ألتقيت بك
في اللاشيء هُناك
وأرجو من الله أن لا يجمعني بك مجدداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى