على حافة هدوء هش خاطرة/ إيمان حسين

سمانيوز/خاص
كأن لا شيء يخصنا..
أصبح النوم مهربًا، والقلق رفيقًا لا يغادرنا. نقرأ في وجوه المارة لومًا صامتًا.
تهمس عائلتنا بأننا غرباء، بينما يرى أصدقاؤنا أن الغربة سكنت ملامحنا. لم يعد لنا صدى ولا ضوضاء، وكأننا بلا أثر.
حتى الحي الذي نسكنه بدا فارغًا، كأن لا أحد يسكنه، أو ربما نحن وحدنا من يشعر بهذا الفراغ.
يرعبني أننا على حافة هدوء هش، وأننا حتى الآن لا ننتمي لشيء. كل ليلة ترقد أحزاننا تحت وسائدنا، ولا أعلم لماذا احتلنا كل هذا اليأس فجأة. كل ما أريده هو أن نستريح، أن يمضي كل شيء بخفة دون أن ينهكنا، أن نعيش شبابنا بلا قلق أو ضياع.
نود أحيانًا أن نتحدث، أن نصرخ، لكن الصمت يقيّدنا، فنبدو صامتين كأننا نعاتب الأيام على كل ما جرى.
لعل المدينة التي نعيشها تسرق منا أحلامنا شيئًا فشيئًا. أن نجاهد، أن نعمل، وأن نصنع من هذه الحياة حياة ليس بالأمر السهل. نركض وراء أشياء من المفترض أن تكون حقًا لكل مواطن، لكن الحصول عليها يتطلب الكثير.
إننا شعب مكافح، نصنع من عمق الحزن بهجة. كل ما أتمناه أن تسكن أرواحنا، وأن يبتعد عنا الهلع، وألا نفقد وجهتنا بعدما فقدنا الكثير. أن نحظى بحياة هادئة، مليئة بالأمان والاستقرار.