آراء جنوبية

كفاكم عبثآ بعقول الآخرين …. فأن التاريخ لا يرحم !!!!!

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
كثيرون هم أولئك الذين يسيطر عليهم حب العظمة ، فيرون أنفسهم فوق الجميع …. فهم أصحاب الإستحقاق في شغل كل الوظائف و المهام التي تتقرر من خلالها مصائر الآخرين و ما عداهم فهم راكبون للموجة و غير مستحقين لتبوء أي منصب أكان في المكاتب التنفيذية أو منظمات المجتمع المدني العاملة أو التي هي قيد التأسيس إلا الذين يتماشون مع أهوائهم و أمزجتهم و يكونون راضين عنهم … بل و تجد البعض منهم يشغل عدة مناصب في مواقع مختلفة لأنه يرى نفسه هو الأحق و الأجدر بشغل كل هذه المواقع و ما سواه فلا يقوى على عمل شيىء باعتباره غير كفوء و غير قادر على القيام بهذه المهام الصعبة و الحساسة و أنه يريد أن يتسلق على أكتاف الآخرين و يسبح ضد التيار و.. و ..و .. وكل من يعارض ذلك أو يخالفهم الرأي فهو خائن و عميل و مرتبط بدوائر النظام السابق و غيرها من النعوت التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة ….
و للأسف الشديد أنك تجد مثل هؤلاء الذين يجدون في أنفسهم حق الإستحقاق الأول مدعومون من النافذين في الجهات العليا في سلطة الدولة ، ليس حبآ فيهم ، و لا من أجل سواد أعينهم و لكن من أجل مصالحهم ، وتحقيق مآربهم ، و تمرير أجنداتهم التي يرغبون في تمريرها دون أن يسمعون كلمة لا أو هذا غلط … بل يصبح كلامهم كتابآ منزلآ يجب على الجميع تنفيذه و العمل بموجبه دون اعتراض أو إبداء أي ملاحظات .. حيث يجعلون من هؤلاء الذين يعتريهم مرض حب العظمة و عملوا على تسليطهم على رقاب الناس هنا و هناك بمثابة العصا الغليظة التي تقرع رأس كل من تسول له نفسه أن يوجه انتقاد لأي عمل سلبي .. أو يتفوه بكلمة واحدة يكشف من خلالها مكمن من مكامن القصور أو الفساد … فكل شيىء جميل و كل من يقول غير ذلك فهو ضال و خائن و عميل و يجب إقصاؤه و محاسبته ….
نقول لمثل هؤلاء : كفاكم عبثآ بعقول الآخرين فأن التاريخ لا يرحم … أفسحوا الطريق قليلآ للدماء الجديدة الشابة الواعدة … دعوا الآخرين يعملون فأن سياسات و أساليب الإستحواذ و الإستقواء قد عفى عليها الدهر ، و لم تعد تجدي نفعآ في المرحلة الراهنة .
إننا فيمرحلة البناء التي تحتاج إلى تظافر الجهود و تكاتف الجميع و توحيد الصف و العمل بروح الفريق الواحد ….
فالوطن يتسع للجميع … و مسألة الإقصاء و التهميش قد ولى زمانها و فات أوانها بعد أن دحضتها التجارب و عملت على محوها من قاموس حياتنا بتصالحنا و تسامحنا و إلى غير رجعة … و ما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أصحاب العقول النيرة و النفوس الزكية التي تؤثر المصلحة الوطنية العليا على مصالحها الشخصية الآنية الضيقة ، و كم هي حاجتنا ماسة و ملحة أن نتآلف و نتقارب و نتعاضد لنتمكن من بناء جنوبنا العربي الخالي من كل المتناقضات و التشوهات….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى