آراء جنوبية

إنها الحوطة يا سادة..

فؤاد داؤود

فؤاد داؤود

كاتب وناشط اعلامي جنوبي
بعد أن تقطعت الأسباب و تعطلت السبل وفقدنا ذلك البصيص الضئيل من الأمل بأن نرى وميض من النور الخافت لنتخلص من خلاله من كابوس جثم على صدورنا طويلٱ … فأرق حياتنا .. و أثقل كواهلنا و عاث فينا ألمٱ و حسرة حتى بتنا لا نر ما يثلج الصدر و يجبر الخاطر … فصرنا نعزي أنفسنا بقول شاعرنا صالح اللبن: ولا معقول تتطور … و نتخذ منه مضربٱ نخفف به ما ألم بنا من إحباط و تذمر بقدوم الفرج و الخروج من ذلك الليل العابس دامس السواد شديد الحلكة باعتباره قدر محتوم لا مفر لنا منه و لا مهرب
إلا أنه سبحانه ، جل شانه .. مقلب الأحوال من حال إلى حال … لم يشأ أن تستمر هذه الحياة القاتمة جاثمة على صدورنا طويلٱ
فكل ليل قاتم مهما طال أمده لابد أن يعقبه صبح منير يخفف من وطأته ويسفر عن ولوج شعاع ضوء يتمخض عنه امبلاج فجر جديد ليعلن عن ميلاد يوم حافل بالأمل والعطاء
فهاهو اليوم وميض ذلك النور يلوح لنا في أفق سماء الحوطة المحروسة .. يؤشر من بعيد عن انبلاج صبح يوم جديد سنشهد من خلاله تلك الإنفراجة التي حلمنا بها طويلٱ ليتسلل ذلك الأمل إلى دواخلنا فيلامس الأحاسيس و يداعب المشاعر و يختلج في الوجدان ليبشرنا بحياة نودع فيها الليل بمآسيه وآلامه ونستقبل ذلك الصبح المشرق البسام القادم إلينا من بوابة أمل الحاضر العامر لنغلق صفحة الماضي الكئيب ونطوي ملفاتها البائسة ونعانق المستقبل الفاتح ذراعيه بكل حيوية وعنفوان
كيف لا ونحن نرى ذلك بالعين المجردة و نلامسه بالبنان من خلال خطواته الأولى التي انتهجها صندوق النظافة والتحسين م/ لحج بقيادة مديره العام أيمن الشحيري وطاقم إدارته الذين قالوا لا للعبث والإستهتار بهذه المدينة المظلومة المحرومة التي ترعرعنا تحت سمائها واستظلينا بظلها ولابد لنا أن نقابل الوفاء بالوفاء ونعطيها ولو النزر اليسير من حقوقها علينا ونعيد إليها اعتبارها الذي مافتأت تتوق إليه عبر الأزمنة البعيدة القريبة .. إنها الحوطة ياسادة .. الحضن الداقىء للسائل والمحروم والبائس الفقير . .
تلك المدينة المعطاءة التي لها في عنق كل واحد منا دين يجب عليه أن يوفيه …
وهاهو صندوق النظافة والتحسين قد بدأ أولى خطواته الجريئة المدروسة الملموسة بربط النظافة بالتحسين ليسيرا في خطين متوازيين تزيح الكثير من الغبار الذي تراكم على وجه محروستنا الحبيبة الحوطة لتظهر على الملا بوجهها الحقيقي الذي عهدناها عليه في زمنها الغابر
فبداية طريق الألف ميل تبدأ بخطوة تليها خطوات و خطوات …
وبداية الغيث قطرة يأتي بعدها الخير العميم
وهذا مانمني أنفسنا به .. فبالنوايا الحسنة و الإرادة الصادقة و تكاتف الجميع نستطيع أن نصنع المستحيل .. وهذا ما نأمله و نرجوه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى