انطلاقة مفاجئة وتوقف دراماتيكي غير متوقع.. «الحرب الإسرائيلية الإيرانية» ما الذي حدث، وهل استسلمت إيران ضمنياً؟

سمانيوز / استطلاع/خاص
انطلقت الحرب الإسرائيلية إيرانية يوم 13 يونيو 2025، وتصاعدت وتيرتها حابسة أنفاس العالم، في ظل تحذيرات الطرفين المتبادلة بإخلاء المدن القريبة من المفاعلات النووية، وجاء التدخل الأمريكي ليزيد الطين بلة، بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قصف ثلاثة مفاعلات إيرانية يوم 22 يونيو 2025م، في تصعيد خطير لخط المواجهة في المنطقة، كأول مشاركة أمريكية تضامنية إلى جانب إسرائيل في قصف إيران.
وقال ترامب: لقد نفذنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان.
وعلى مدار 10 أيام، تبادل الطرفان الإسرائيلي والإيراني القصف الجوي، والذي ألحق أضراراً جسيمة بالمطارات والمنشآت الاقتصادية والعسكرية والأمنية والبنى التحتية.
يوم الثلاثاء الماضي، تفاجأ العالم بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف نهائي للحرب. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد صحة إعلان ترامب، مشيراً إلى أن إسرائيل حققت كامل أهدافها.
إعلان أثار تساؤلات عن خلفيات ذاك التوقف الدراماتيكي غير المتوقع للحرب الإسرائيلية إيرانية.. ما الذي حدث بالضبط؟ هل استسلمت ايران ضمنياً كونها الطرف المعتدى عليه؟ وما طبيعة التفاهمات التي حدثت في السر؟ هل تم ردع إيران وتخلت فعلياً عن تصدير مشروعها المذهبي إلى دول الجوار، واكتفى المرشد الأعلى بالحفاظ على نظامه وكرسي ملكه في الإطار الداخلي؟
لقد أظهرت المواجهات العسكرية مدى هشاشة النظام الإيراني والكيان الإسرائيلي، مجرد فقاعات إعلامية أرعبت العالم، كُشفت عوراتهما عند أول مواجهة..
ولكن – وبحسب خبراء عسكريين – فإن الحرب الأخيرة مجرد جس نبض، ستدفع الطرفين إلى إعادة حساباتهما لمضاعفة الترسانة العسكرية، وإلى الاستعداد لتحقيق النصر في أي مواجهة قادمة، لتحقيق الهدف الأكبر غير المعلن ألا هو الهيمنة على المنطقة العربية.
وللاطلاع على تفاصيل أكثر أجرت “سمانيوز” استطلاعاً صحفياً، التقت خلاله عدداً من الجنوبيين، وخرجت بالحصيلة أدناه:
ضرب مفاعلات إيران النووية مسك ختام الحرب:
الكاتب القدير الأستاذ محمد عبد الله الموس قال: يمكن القول إن التدخل الأمريكي لضرب المفاعلات الإيرانية كان عبارة عن ختام للحرب، بوصف الضربة الأمريكية مثلت إكمالاً لهدف الحرب وهو ضرب المشروع النووي الإيراني، لكن الهدف الحقيقي للحرب على إيران ابعد من ذلك.
واستطرد الأستاذ الموس قائلاً: بعد ضرب القواعد الأمريكية في قطر والعراق، وهما الدولتان الأقرب لإيران من حيث طبيعة العلاقة، فقد كان ظن الجميع أن هناك رداً امريكياً متوقعاً، لكن المفاجأة كانت أن تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ صباح يوم الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥م.
وتابع: بظني أن وقف إطلاق النار كان المخرج الأمثل، لأن الحرب أصبحت أكثر من مجرد صراع بين دولتين إلى آثار إقليمية ودولية أكبر.
وتوقع الموس أن يتحول الصراع الآن من حرب ساخنة إلى حرب باردة من نوع جديد، وسيجري تبعا لذلك استقطاب بين طرفين رئيسيين، وربما يتم تفعيل الأذرع من جديد وستكون البلاد العربية هي ميدان التنافس القادم للأسف.
وختم الموس قائلاً: ما يهمنا الآن هو أن يرتفع العقل الجمعي الجنوبي إلى مستوى التحولات في المنطقة، حفاظاً على الجنوب، وأن يتم وضع برنامج عمل للتموضع المناسب في خارطة المصالح القادمة، فمن اعتمد على مطبخ جيرانه نام جائعاً.
الوضع لا يزال ضبابياً:
الشيخ سالم منصور دافق الجرادي، أحد مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي، قال: الوضع لا يزال ضبابياً، واحتمال تتضح الأمور في قادم الأيام.
وتوقع الشيخ الجرادي أن لا يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، وأن تحدث خروقات، في ظل عدم تحقيق أي أهداف استراتيجية.. مشيراً إلى أن الحرب جارية بين أمريكا وإيران، أما بالنسبة لإسرائيل فهي ذراع أمريكا في المنطقة وتحاول أمريكا جعلها صاحبة اليد الطولى، ولهذا ستستمر الحرب حتى رسم خارطة جديدة تتسيّد مشهدها إسرائيل بحسب الطموح الأمريكي.
وتابع الشيخ الجرادي قائلاً: بحسب ما يتداول، توقفت الحرب بسبب أن الأمريكان وإسرائيل لم يتوقعوا كل هذا الرد العنيف والقوة غير العادية التي كشفت عنها إيران، والدمار الذي ألحقته بإسرائيل.
بالإضافة إلى ضبابية المعلومات حول امتلاك إيران سلاحاً نووياً من عدمه، إلى جانب ضغط دول الخليج لإيقاف الحرب خوفاً من توسع رقعتها، بالاضافة إلى إعلان روسيا الوقوف إلى جانب إيران، رافضة فكرة إسقاط النظام الإيراني نكاية بوقوف الغرب إلى جانب أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى إطالة أمدها وتحولها إلى حرب تستنزف الجميع.
وختم الشيخ الجرادي قائلاً: في حال انتصر طرف على طرف سوف تُرسم خارطة جديدة للمنطقة تصب في صالح المنتصر، أما إذا بقي الحال كما هو عليه، ففي تقديري ستظل حالة التوازن قائمة ولن تحدث أي تغييرات.
مهما طال أمد الحرب لابد ما تحط أوزارها:
القيادي بانتقالي العاصمة عدن، الأستاذ علي الجوهري، قال: الحرب نار الهشيم تأكل ولا تذر، ومهما طال امدها لابد ما تحط أوزارها. وليعلم الجميع أن الحرب الإسرائيلية إيرانية تمت بعلم أمريكا لو لم توافق عليها، وهي من أخمد نارها. ومن هذا المنطلق نستطيع القول إن هناك قوتين غير متكافئتين في ظل التدخل الأمريكي الذي رجح كفة إسرائيل، وشكل ضغطاً على إيران للقبول بأي تسوية..
وتابع قائلاً: قوة الهجوم الصاروخي الإيراني غير قواعد اللعبة، أنهك الدفاعات الإسرائيلية وخلف دماراً غير مسبوق في تل أبيب وعدد من مدن إسرائيل، ما دفع بالأمريكان إلى التدخل لاحتواء الموقف، والحفاظ على ماء وجه الطرفين.
وختم قائلاً: لا يمكن أن نقول استسلام إيران بل هي هدنة، وهذا ما تريده أمريكا وحلفاؤها، حروب استنزاف لا أحد منتصر فيها ولا مهزوم، وهذا ما صار لأسباب الكل يعرفها، واليوم هي حرب التحالفات لإثبات القوة والهيمنة.
كلاهما عدو للعرب والمسلمين ووجهان للقتل وللدمار:
من جهته الأستاذ حسن أحمد بلحول، عضو مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، قال: إذا اشتدّ ظلم الظالمين سلّط الله بعضهم على بعض ليُري المظلومين عدله..
فما نراه اليوم بين إيران وإسرائيل ليس حرباً بين حق وباطل، بل تصفية حساب بين الطغاة الظالمين.
وأردف قائلاً: هذه الحقيقة كشفها الله جل وعلا لعباده العرب والمسلمين. إسرائيل قتلت وشردت وسفكت دماء الأطفال والنساء والشباب، وأحرقت الأخضر واليابس في فلسطين، متجاوزة جميع القوانين والأعراف. وفي المقابل، فإن إيران كذلك ذبحت وقتلت أهل السنة وأراقت دماءهم في العراق وسوريا ولبنان، وهجّرتهم باسم المقاومة..
لا فرق بين مجرم بسلاحٍ صهيوني وآخر بطائفية فارسية، كلاهما عدو للعرب والمسلمين ووجهان للقتل للدمار.
وتابع الأستاذ بلحول قائلاً: الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأمريكية مخطط رسم لوحة خبيثة ضد العرب والمسلمين سابقاً، وكان التخادم فيما بينهم واضحاً للعيان. أمريكا التي سلمت إيران العراق وسوريا ولبنان واليمن ممثلة بمليشيات الحوثي الإرهابية التي لا تزال إيران تدعمها ضد شعب الجنوب العربي، وتعبث بالأمن والاستقرار في الجنوب وبخطوط الملاحة الدولية.
وختم قائلاً: نحن كعرب ومسلمين، يجب أن نؤيد استمرار الحرب بين محوري الشر الصهيوني والفارسي المجوسي، غير مأسوف عليهما، طالما كانا ولا يزالا مصدرا دمار وخراب للأمة العربية والإسلامية.