بين التمويه والتضليل.. كيف يحاول الحوثي خداع العالم؟

سمانيوز/خاص
في قلب المعركة، يتخذ الحوثيون من التمويه والتضليل محورين أساسيين في استراتيجيتهم للبقاء، ليس فقط ميدانيًا بل أيضًا إعلاميًا.
فمع تصاعد الغارات الجوية الأمريكية على مواقعهم، تعمل الجماعة على إعادة صياغة المشهد لتبدو أهدافها المستهدفة “مدنية”، رغم ما تخفيه من بنى عسكرية تحت الواجهة.
تكمن الحيلة في استخدام المنشآت المدنية كأغطية عسكرية، سواء أكانت صالات مناسبات أو مدارس أو حتى مزارع، بهدف تضليل الطائرات المهاجمة من جهة، وتضليل الرأي العام المحلي والدولي من جهة أخرى.
لكن الأمر لا يتوقف عند حدود التخفي الميداني؛ إذ تملك الجماعة منظومة إعلامية متكاملة تُعرف بـ”الإعلام الحربي”، تعيد إنتاج الصور والمشاهد بعد القصف، تمحو ما يكشف الحقيقة، وتضخم ما يخدم السردية الحوثية.
في إحدى الضربات الجوية جنوب الحديدة، يوم أمس الجمعة، أعلنت المليشيات أن القصف استهدف “تجمعًا قبليًا”، بينما أكدت الحكومة اليمنية أنه استهدف وفدًا أمنيًا حوثيًا وأسفر عن مقتل العشرات، بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
المفارقة أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نشر فيديو يوثق العملية وقال صراحة: “هؤلاء كانوا يخططون لهجوم”.
الهدف من كل هذا التمويه والتضليل؟ إبقاء الجبهة الداخلية صامدة، وكسب الوقت، ومحاولة كسر ثقة العالم في دقة الضربات الأمريكية.
لكن كلما تعمقت أدوات الاستخبارات في رصد مواقع السلاح، كلما بدا واضحًا أن هذه الاستراتيجية تخسر قوتها، إنها معركة صور وروايات بقدر ما هي معركة صواريخ ومواقع.
والسؤال الذي يظل معلقًا: إلى متى يمكن للحوثيين خداع العالم، طالما أن الواقع على الأرض يفضحهم تباعًا؟