تجدد العنف في السويداء والجيش السوري يتدخل

سمانيوز/وكالات
تجدّدت الاشتباكات في مدينة السويداء جنوب سوريا، الأربعاء 16 يوليو 2025، رغم دخول وحدات من الجيش السوري إلى المدينة، الثلاثاء، عقب يومين داميين من المواجهات بين مسلحين دروز وآخرين من عشائر البدو، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى.
وأفادت وسائل إعلام سورية، بأن “مجموعات مسلحة لا تزال تتحصن داخل بعض أحياء المدينة”، بينما يواصل الجيش عمليات التمشيط وفرض السيطرة على المناطق المتوترة.
نزوح متواصل وتحليق للطيران الإسرائيلي
في موازاة التصعيد الميداني، تحدثت تقارير عن موجة نزوح كبيرة من المدينة باتجاه ريف درعا الشرقي، خشية تجدد الاشتباكات العنيفة.
كما رُصد تحليق للطيران الإسرائيلي فوق الجنوب السوري، أعقبه أربع غارات جوية: ثلاث على أطراف السويداء، ورابعة استهدفت اللواء 52 في ريف درعا الشرقي.
واشنطن تضغط لوقف الغارات
رغم التصعيد، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمريكي أن واشنطن طلبت من تل أبيب وقف الهجمات على الجيش السوري في الجنوب. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تعهدت بوقف الغارات مساء الثلاثاء.
وفي السياق نفسه، قال موقع أكسيوس نقلًا عن مسؤول أمريكي إن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من إسرائيل إنهاء الهجمات على مواقع الجيش السوري، وأن الأمريكيين تلقوا تعهدًا من إسرائيل بذلك.
تحركات أمريكية ومساعٍ للتهدئة
في تعليقه على الوضع، عبر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، عن “قلقه البالغ” من التطورات في الجنوب السوري. وكتب على منصة إكس: “نحن منخرطون بشكل فعال مع جميع الأطراف بهدف الوصول إلى تهدئة شاملة تشمل الدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية والقوات الإسرائيلية”.
وأكد براك أن “سوء التوجيه وضعف التواصل يمثلان التحدي الأكبر”، كاشفًا عن مناقشات نشطة ومباشرة بين واشنطن وكافة الأطراف.
توازن هش ومخاوف من الانفجار
كان الجيش السوري قد دخل مدينة السويداء، الثلاثاء، بعد إعلان وقف إطلاق نار تم التوصل إليه بالتنسيق مع وجهاء المدينة. ويذكر أن السويداء، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، كانت تدار منذ سنوات من قبل فصائل درزية محلية، تولت المهام الأمنية بدلًا من الدولة.
وبينما تسعى السلطات إلى استعادة السيطرة الرسمية، تبقى المخاوف قائمة من انفجار جديد في الوضع، خاصة في ظل استمرار التوترات الطائفية، وتصاعد التدخلات الإقليمية، وغياب حل سياسي دائم يرضي مختلف المكونات المحلية.