استطلاعات

“سمانيوز” تستطلع آراء الجنوبيين حول حقيقة الحرب البرية ضد الحوثيين والموقف منها

سمانيوز / استطلاع

استمرار وكثافة الضربات الجوية الأمريكية المركزة، والحصار الاقتصادي الخانق المطبق على جماعة الحوثي، يمهد الطريق – بحسب خبراء عسكريين – لشن حرب برية واسعة النطاق، لاسيما وتحرير المدن وضمان تحقيق النصر الناجز يتطلب عمليات عسكرية على الأرض.

وتساءل تقرير، نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، عن احتمالات شن واشنطن عملية برية في اليمن بعد تنفيذها ضربات جوية مكثفة على مواقع سيطرة الحوثيين خلال الفترة الماضية.

ويقول الكاتب “إيغور سوبوتين” إن البنتاغون زاد من الضغط العسكري على جماعة أنصار الله في الأيام الأخيرة، حيث شنت القوات الأمريكية في السابع من أبريل/ نيسان الجاري 2025م، سلسلة من الغارات ضد مواقع الحوثيين في مناطق مختلفة منها محيط صنعاء.

ولاستشراف مستقبل الأحداث القادمة، التقت “سمانيوز” عدداً من الجنوبيين وطرحت عليهم السؤال أدناه :
هل تتوقعون شن حرب برية على الحوثيين؟ وما موقف الجنوبيين منها؟ وخرجت بالحصيلة الآتية:

الحوثيون ورقة تخدم مصالح بعض الدول:

القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني، يرى أن جماعة الحوثيين مجرد ورقة تخدم بعض الدول. وقال: يعتمد شن الحرب على تأثير بقاء الحوثيين في المنطقة، فالحوثيون ورقة يستخدمها المجتمع الدولي لخلق ظروف تخدم مصالح بعض الدول فقط، وعلى أساس تضارب تلك المصالح مع مصالح الدول يكون التحرك اتجاه الحوثيين، وأبسط مثال ما حدث عند محاولة تحرير ميناء الحديدة في السابق، وما يحدث الآن من الولايات المتحدة، ومن تخلي إيران عن الحوثيين كلها لعبة مصالح.

وتابع قائلاً: كل الأطراف الفاعلة محلياً تتحرك وفق مصالحها في قضية الحرب ضد الحوثيين، وفي مقدمتها القوات الشمالية التي لا ترى في الحوثي الخطر الأكبر، بل تراه في المشروع الانفصالي الجنوبي.

أما ما يخص موقف الجنوبيين من الحوثيين ومسألة الحرب ضدهم فهي مرتبطة باتجاهين: الأول: الموقف الثابت من الحوثيين الذين أظهروا عداءً بشعاً تجاه الجنوبيين، واعتبروهم دواعش وإرهابيين، وهي نفس النظرة المتعالية للإخوان التي تعتمد على أيديولوجية دينية متطرفة. فنحن شوعيون وإرهابيون في نظر الطرفين.

والاتجاه الثاني: بأن موقف الجنوبيين من النخب الدينية والقبلية وحتى السياسية والمثقفة الرافض لنظرة الاستعلاء، واعتبار الجنوبيين مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، لذلك لنا مصلحة في القضاء على الحوثيين لكننا يجب أن لا نكون رأس الحربة في أي حرب قادمة، بل يجب أن تكون القوات اليمنية هي من تقود المعركة، وأن نكون سنداً لهم، بدون هذا الشرط تكون مشاركتنا في أي حرب قادمة عبثية ومدمرة، ستكون حرب لإنهاك وتدمير ما تبقى من قوات جنوبية، في حين تتمركز القوات اليمنية في المحافظات الشرقية الجنوبية، بهدف الانقضاض على الأرض الجنوبية بعد استعادة الشمال. تبقي الحرب القادمة محتملة بعد أن فتح الحوثيون الباب أمام الشيطان الأكبر بضرب الأراضي الإسرائيلية.

وختم الجاروني حديثه قائلاً: أقولها بصدق، الحرب القادمة مكلفة للشعب اليمني، وعلينا نحن الجنوبيين أن لا نكون كبش الفداء في مذبح قربان الدم هذا.

تغيّرت الاستراتيجية:

الأستاذ صالح علي الدويل، من جانبه، قال: ذكرت قناة CNN أن الولايات المتحدة بصدد القيام بهجوم بحري وبري للسيطرة على ميناء الحديدة، وهو أهم شريان للحوثيين، وسبق أن كاد أن يسقط عبر قوات العمالقة الجنوبية، لكن أمريكا وبريطانيا حينها نظما لقاء استوكهولم عام 2018، الذي أفضى إلى إيقاف الحرب وتسليم مدينة الحديدة ومينائها للحوثيين.

وتابع الدويل قائلاً: لكن حرب الممرات التي يخوضها الحوثي، والتي أصابت التجارة الدولية بأضرار بالغة، بالتأكيد أنها غيرت استراتيجية الأمريكان، فصار سقوط الحديدة كمرحلة أولى ضرورة استراتيجية للسيطرة على كامل سواحل البحر الأحمر، ما سيفرض على الحوثي تقديم تنازلات كبيرة، وسيفرض على الأمريكان الاستعانة بقوات برية لتحقيق الهدف، ما يعني الاستعانة بقوات من السعودية أو قوات يمنية أو قوات جنوبية.. لكن مدى شمول العمليات العسكرية وسعتها حتى الآن لم يتضح، وهل أمريكا بصدد حرب شاملة ضد الحوثي أم بصدد تقليم أظافره في الملاحة الدولية؟

وأضاف الدويل: في حرب 2015م لم يكن لدى المقاومة الجنوبية حامل سياسي، فاستطاعت الشرعية اليمنية أن ترث انتصار تلك المقاومة وتجعل انتصاراتها نصراً لها، لكن هذه المرة الوضع مختلف فللجنوب حامل سياسي وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، ولديه قوات مسلحة جنوبية، عليه أن يضع اشتراطاته للدخول في هذه الحرب، فالشماليون منذ 2015 وهم يشترطون على الإقليم ضمان الوحدة اليمنية، والآن لدى الجنوب قوات مسلحة تجعلهم يضعون شروطاً خاصة بقضيتهم ويشاركون على أساس الالتزام بها.

لا توجد مؤشرات:

من جهته، الأستاذ مقبل محمد القميشي، يرى أنه في ظل التطورات الجديدة على الساحة اليمنية والتدخل العسكري الأمريكي الذي لم تعرف نتائجه وأهدافه حتى الآن، ليس هناك مؤشر لتدخل عسكري بري ضد الحوثيين، كذلك لم تتضح الرؤية الأمريكية حول النية الحقيقية في القضاء على الحوثي عسكرياً، ولكن الأمر على ما أعتقد يتوقف على زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية، ونتائج هذه الزيارة مادياً وأمنياً بين الطرفين.

وتابع القميشي حديثه قائلاً: الحرب البرية على الحوثيين لابد منها، وهي تعتبر الفاصل بين الحق والباطل، لكن المشكلة تكمن في كيفية تحرك قوات الشرعية؟ وكيف يمكن السيطرة على ضبط ونظام وقت المعركة، والسؤال هو: هل تتوقعون حرباً برية على الحوثي؟ الجواب: نعم، لأنه لا يمكن أستقرار المنطقة برمتها إلا بالقضاء على الحوثي، ويمكن أن يكون ذلك قريباً جداً.

الحوثي وإيران شماعة غربية لابتزاز الخليج العربي:

ولكن من منظور الأستاذ حيدرة عبد الله (مدير ثانوية)، يرى أن بقاء الحوثي مسيطراً على العاصمة اليمنية صنعاء يخدم الولايات المتحدة الأمريكية كوسيلة ضغط على الأشقاء بدول الخليج العربي، خصوصًا السعودية، للمضي قدماً في سياسية الاستفزاز والابتزاز طويلة الأمد، فمنطقة الخليج العربي في نظر الغرب وأمريكا بقرة حلوب، ويظل الحوثي وإيران شماعة لاستمرار بقاء القواعد العسكرية، واستمرار استنزاف المال العربي.

وأضاف: رغم أن جماعة الحوثي (شر) يجب إزالته عاثت في الأرض خراباً ودماراً، وأفقدت المنطقة الأمن والاستقرار وحولتها إلى مسرح عمليات عسكرية وقرصنة، وأذاقت العالم بأسره شرها، إلا أنني لا أتوقع شن حرب برية ضدها، وليس من مصلحة الجنوبيين المشاركة بتلك الحرب إن وقعت دون ضمانات أو شروط مسبقة تضمن استعادة الدولة الجنوبية، لأنه عقب تحرير صنعاء ستكون النتيجة الحتمية هي عودة الجنوب إلى باب اليمن مجدداً.

الخيار العسكري مطروح:

الأستاذ سالم أحمد المرشدي، عضو مجلس المستشارين في محافظة حضرموت، وبه نختم الاستطلاع، يرى أن المؤشرات السياسية والعسكرية على الأرض تشير إلى أن هناك احتمالاً متزايدًا لشن حرب برية ضد الحوثيين، خاصة في ظل استمرار تعنت المليشيات الحوثية وتهديدها لأمن الإقليم والممرات الدولية.

وأضاف: هذه الجماعة لم تلتزم بأي اتفاق، وتستغل كل هدنة لإعادة التموضع، مما يجعل الحسم العسكري خيارًا مطروحًا بجدية.
أما بالنسبة للموقف الجنوبي، فهو واضح وحاسم: شعب الجنوب لن يكون وقودًا لحرب لا تخدم قضيته الوطنية المشروعة. لقد دفع الجنوبيون دماء غالية في مواجهة الحوثي دفاعًا عن أرضهم، لكنهم يرفضون أن يُزج بهم في معارك عبثية خارج حدود الجنوب أو لصالح أجندات لا تعنيهم.

وتابع قائلاً: قواتنا الجنوبية تمتلك من الجاهزية والانضباط ما يجعلها صمام أمان الأرض الجنوبية، ولن تنخرط في أي مواجهة إلا وفق رؤية سياسية واضحة، تضمن حماية الجنوب وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والاستقلال.

وختم المرشدي حديثه قائلاً: على التحالف العربي والمجتمع الدولي أن يدركوا أن دعم الجنوب لا يكون فقط بالسلاح، بل بالاعتراف بحقوقه السياسية. ولن نكون طرفًا يُستخدم حين يشاء الآخرون، ويُهمش حين تُقسم المكاسب.
الجنوب اليوم موحد، قوي، وصاحب قضية عادلة لن يتراجع عنها مهما كانت الظروف والتحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى