نساء لـ شقائق: التدهور الاقتصادي وماتمر به البلاد نتج عنه تزايد نسبة العنوسة بين أوساط الجامعيات والمتعلمات.

سمانيوز/ استطلاع/ خديجة الكاف
ماهي أسباب تأخر المرأة عن الزواج؟
_التعليم أو الزواج خيارين للمرأة فماذا تختار ؟
_امرأة ذات منصب أم امرأة منكسرة يقودها الزوج لترك طموحها !!
أصبحت المرأة منفتحة وأكثر ميولاً للتعليم، حيث صارت أكثر ميولاً من الشباب ، وتريد المرأة أن تتعلم وتواصل دراستها الجامعية والماجستير ، فهذا بحد ذاته سبب من الأسباب، لأن تفكيرهن بأن الزواج سوف يكون عائق في مواصلة دراستهم.
وغالبية الشباب الراغبين في الزواج لا يفضلون الارتباط بالمرأة أعلى منهم في المستوى العلمي، ويفضلون المرأة التي تكون أقل سنا. حيث إن بعض الشباب لا يقبل بأن تكون الزوجة منفتحة أو مثقفة أو أفضل منه علماً يخشى أن تفوقه أو أن تكون ذات شخصية مستقلة قوية برأيها وصاحبة قرار ، والبعض الآخر بالعكس يقدّر الزوجة المتعلمة يقف إلى جانبها ، الرجل المثقف الواعي يساند زوجته سواء في استكمال دراستها أو في عملها يدعمها نفسياً ومعنوياً يده بيدها ليتجاوزوا كل الصعاب وسوف تعكس الزوجة ذلك على أولادها.
حيث تحدث تقرير رسمي أعده الجهاز المركزي للإحصاء عام 2009 قد قدّر عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد بأكثر من مليوني فتاة خاصة في الجمهورية اليمنية، وأما في الجنوب فنسبة العنوسة قليلة جداً. وبحسب تقرير دولي صدر مطلع عام 2016 فإن اليمن تحتل المرتبة التاسعة عربياً في نسبة عدم زواج الفتيات بواقع 30٪.
وتعد ظاهرة تأخر أو عدم الزواج مشكلة اجتماعية تتفاقم في بلادنا وتعاني منها شريحة واسعة من النساء ، خصوصاً الناشطات منهن، والمنخرطات في الحياة العامة، مثل الطبيبات ومعلمات والمتعلمات في الجامعات .
ومن أجل تسليط الضوء على ارتفاع نسبة العنوسة في أوساط الجامعيات والمتعلمات بالعاصمة عدن التقينا بعدد من النساء اللواتي لديهن وجهة نظر بهذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة في اوساط المجتمع.
•الشباب يفضلون المرأة المطلقة أو الأرملة:
تحدثت الأستاذة أهداب أبوبكر عضو انتقالي القيادة المحلية في صيرة عن ازدياد نسبة العنوسة بمجتمعنا قائلةً: ازدياد نسبة العنوسة نتيجة الأوضاع الاقتصادية وعدم توفر وظائف دائمة للشباب وغلاء الإيجارات وارتفاع المهور وتكاليف الزواج، حيث هناك عوامل تجعل الشباب يعزف عن إكمال نصف دينه وبعض الأحيان الشباب يفضّلون المرأة المطلقة أو الأرملة لأنها لا تطلب الكثير من المهر وليس لها متطلبات كتيرة من أجل إتمام الزواج، فهي هدفها الستر بمجتمع ينظر للمرأة المطلقة والأرملة على أنها امرأة سيئة والنساء ينظرن لها على أنها خاطفة الرجال، وبالرغم أن لنا بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قدوة حسنة، فكانوا يتسابقون على أن يتزوجن من الأرامل وكفالة أطفالهم الأيتام.
مشيرةً إلى أن بعض الفتيات قد تختار أن تكون زوجة ثانية هروباً من كلمة عانسة أو من وجهة نظرها أن تتزوج من رجل متزوج، وأنها سوف تنعم بالاستقرار العائلي بحكم أنه رجل مسؤول وناضج والبعض لأنه قد يكون مقتدر مادياً وسوف تعيش أفضل من أن تتزوج من شاب في بداية طريقه وكفاحه في الحياة.
وعلى أهالي الفتيات أن يطلبوا مهور أقل وأن يعفوا الشباب والشابات عن الحرام ويسهّلوا إتمام الزواج بأبسط الامكانيات.
مضيفةً كان على الحكومة توفير الوظائف والمساكن لذوي الدخل المحدود لكن للأسف نحن بفترة الاّ دولة.
•طموح الفتاة بزوج الكامل:
وتقول الأستاذة سارة السبع صحفية ومخرجة: تعددت أسباب العنوسة رغم أن ما أحب كلمة العنوسة، فهي تعني رفض للزواج أو لم يكتب لهم الزواج بعد ، ومن هذه الأسباب غلاء المهور وزيادة الأسعار بشكل كبير جداً مما عمل فجوة بين راتب الموظف ومتطلبات الزواج والحياة لذلك يتصعب على الرجال جمع المهر للزواج .
وتشير إلى أن أغلب الشباب بدون عمل ووظائف بسبب توقف التوظيف لسنوات طويلة بسبب أزمات البلاد والحرب مما جعل الشباب مكتوفين الأيدي، وعملهم بالسلك العسكري سبب معاناة أيضا في تأخر الرواتب لاسيما الصراعات السياسية.
ومن الأسباب التي تزيد بظاهرة تأخر الزواج هو توجه الفتيات للتعليم الجامعي والدراسة والطموح أكثر من الرجال مما يجعل رفضهم للرجل الغير متعلم وأيضا طموح الفتاة بالزوج الكامل أي من عمل ومال وطموح مما يجعل بينها وبين الواقع فجوة ورفض، ولذلك لاحظنا ظاهرة تزويج الفتيات الصغار من رجال كبار ومتزوجين وقد كثرت هذه الظاهرة وتعددت لأن النساء ترغب بالرجل الجاهز والذي يوفر لها كل متطلبات الزواج في ضل هذه الظروف، والرجال والنساء مأمؤرين بغض البصر مش بس الرجال ، والدليل بالدين:
سورة النور، آية ((31 ))( وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )،. هنا أمر غض البصر للنساء ، آية ((30)) ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ)). هنا نفس الأمر بالضبط لكن موجه للرجال.
•خيار الشاب المرأة الغير جامعية:
وتقول آزال رأفت صحفية من هذه الناحية طبعاً تتعدد الكثير من الأفكار والمعتقدات لدى الشباب بشكل عام سواءً أن كان من المدينة أو من الريف، فالأكثرية أصبحوا عندما ينوا الزواج يختاروا فتاة غير دارسة جامعياً لأنه يظن باعتقاده أنها تفوقه بنجاح وتضعف وبذلك شخصيته ، والشباب أصبح لا يقدّر المرأة المتعلمة أو الجامعية وللأسف هناك بعض الشباب يختار فتاة للزواج وهي لم تكمل دراستها الثانوية ( الفتاة الغير الجامعية ).
وتشير إلى أنه أصبح مكلف للغاية وذلك بسبب غلاء المشتريات المتطلبة من الفتاة القابلة للزواج في حين أسرتها لا تستطيع إكمال كافة الأمور المتطلبة للزواج فيطلبوا مهراً أصبح في وقتنا هذا لا يقل أبداً عن المليون ريال، قد يكون من ناحية أنه لا يتجاوز مهرها مبلغاً كبيراً ، لا يعيب في اختيارها رجل متزوج فالشرع حلل ذلك.
•غلاء المهور وارتفاع الأسعار:
وتقول الدكتورة رانيا خالد أستاذ مساعد جامعة عدن اختصاصية اجتماعية ودعم نفسي: أن ارتفاع العنوسة ليس بسبب المستوى التعليمي الجامعي في أوساط النساء أو المتعلمات منهن إنما يعود السبب الرئيس بغلاء المهور وارتفاع الأسعار ونسبة الغلاء المتزايد كل هذا أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج لعدم قدرتهم المادية في مجاراة متطلبات وتكاليف الزواج الذي أصبح للأسف في أيامنا هذه فيه من المبالغة الشيء الكثير مما نجد بعض الشباب يكون خياره المرأة المطلقة أو الأرملة على أساس تكلفة الزواج ستكون أقل بالنسبة للعزباء.
وتشير إلى أن بالنسبة لصحة أو خطأ قبول أو رفض المرأة بالزواج من متزوج فحسب وجهة نظري أنه كمبدأ الشرع حلل لهما ذلك ولكن بأن يكون ذلك دون إيذاء للزوجة الأولى أو التقليل من احترامها والشرط هو العدل كما أمر الله.
مشيرة إلى أن المعالجات تأتي بتكاثف مجتمعي توعوي ضد ظاهرة غلاء المهور من خلال الإعلام وخطباء المساجد والبرامج التوعوية الهادفة، حيث أن الظاهرة دخيلة على المجتمع وتؤدي إلى عدم الاتزان الاجتماعي بل ويصل تأثيرها على الأسرة ولابد من وضع المعالجات وتسليط الضوء على خطورتها.
•العنوسة ولا الزواج:
وتقول الأخت انتصار الكعكي: أن وجهة نظري والله أفضل تكون المرأة عانس ولا تتزوج لأن الرجال مستغلين المرأة وينزلوا بمقامها وأغلب الرجال يعتمدوا على النساء في المعيشة والمسؤولية وأمور العمل أما الرجل جالس مخزن إلى نص الليل وينام إلى فترة العصر ولما يقوم يزبط وينخر ويتفلسف على الفاضي وعاده لو محصل شيء يأكله يفك حلقه ويمد يده ماتت الرجال بجد.
•الزواج يعيق المرأة في مواصلة دراستها:
وتقول المحامية سحر أحمد هزاع: لا يقتصر أسباب تأخر النساء اللواتي يتعلمن عليهم فقط فهو أولاً وأخيراً نصيب من رب العالمين سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة ، ولكن الزمن تغير أصبح منفتح أكثر وميول الفتيات للتعليم صار بازدياد أكثر من ميول الشباب ، أصبحت الفتاة تريد أن تتعلم وتواصل دراستها الجامعية والماجستير ، فهذا بحد ذاته سبب من الأسباب لأن تفكيرهم بأن الزواج سوف يكون عائق في مواصلة دراستهم.
وتضيف قائلة : أصبح الشباب لا يقدّر المرأة المتعلمة أو الجامعية هو ليس لا يقدرها إنما يهابه ، حيث هناك بعض الشباب لا يتقبل بأن تكون الزوجة منفتحة أو مثقفة أو أفضل منه علماً يخشى أن تفوقه أو أن تكون ذات شخصية مستقلة قوية برأيها وصاحبة قرار ، والبعض الآخر بالعكس يقدر الزوجة المتعلمة يقف إلى جانبها ، الرجل المثقف الواعي يساند زوجته سواء في استكمال دراستها أو في عملها يدعمها نفسياً ومعنوياً يده بيدها ليتجاوزوا كل الصعاب وسوف تعكس الزوجة ذلك على أولادها .
وتواصل قائلة :الفتاة الصغيرة هي ليست خيار الشاب الجامعي، اعتقد بأن الشاب الجامعي يفكر بهذا الشكل إلا بالناذر برأيه بأخذها دون خبرة عقلية كي يشعر هو سيد في بيته المهيمن والمسيطر فهؤلاء ذو العقلية الرجعية.
وتشير إلى أن الزواج أصبح مكلف بشكل لا يقبله دين ولا عقل باهض الثمن دون النظر إلى مضمون ما معنى الزواج هو شراكة وليست بيعه فلابد من وعي وتثقيف الأهل بهذا الجانب، بالاختيار يجب أن يكون مضمونه أخلاق الزوج وما يحمل من دين وهل هو بار بأهله بدلاً عن اللهت وراء المادة التي تنتهي بأتفه الأشياء ولا تدوم وعواقبها وخيمة فيما إذا كان الزوج غير صالح فلا ينفع مال ولا جاه ويفشل الزواج سريعاً بسبب عدم الاختيار الصحيح .
وقد أصبح الشاب العازب خيارة المرأة المطلقة أو الأرملة بدل عن العازبة أسباب عدة منها اقتصادية ويكون الشاب لا يملك عمل يكافي به الزواج فلا يمتلك المهر الغالي ليأخذ العازبة ليختار مطلقة أو أرملة بنصف المهر، وكذلك أزمة المساكن فالبعض يختار أرملة لأنه يوجد لديها مسكن فتوفر عليه العناء والمشقة في البحث عن منزل فبهذا تحل المشكلة بالنسبة له، وهناك حالات تعتبر صحيحة وحالات تعتبر خاطئة ، في هذا الجانب يعتمد على مقدرة الزوج هل باستطاعته بأن يفتح بيتين ويصرف عليهما، المقدرة المادية هي التي تحكم ويعتبر خاطئ لأن هذا شرع الله حلل له وأيضاً هناك موانع أو أسباب أخرى للرجل ممكن تجعله يفكر بأخرى، ويجب أن يكون لدى الآباء وعي في خفض المهور بالمعقول وبأن يختار زوج لابنته يكون ملتزم بدينه متعلم يصون أبنته محترم، أما الأمور المادية فهذه كماليات خذوهم فقراء يغنيهم الله .
•كثرة النزوح وصعوبة الحياة:
وتقول المحامية مارينا كمال مدافعة عن حقوق الإنسان أن ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات المتعلمات خصوصا في الوضع الراهن ممكن يعود إلى أولاً عزوف الشباب عن التعليم وتوجههم إلى ساحات القتال وانضمامهم للعسكرة، يجعل البعض منهم يظن أنه سيكون هناك فارق في مستويات التفاهم بينهم ، أيضا إن الشباب والأغلب منهم يكون في عمر صغير ولديه راتب عسكري يفضل في الاخيار لفتاة صغيرة السن مثله أو أصغر بكثير على أساس أنه سيقول بتشكيلها كيفما شاء .
وتضيف قائلة : كثرة النزوح وصعوبة الحياة بسبب الحرب والوضع الأمني الغير مستقر والوضع الاقتصادي المتدهور جداً يجبر أولياء الأمور لتزويج الفتيات الصغيرات في سبيل الحفاظ عليها من العار أو الجوع أو التشرد وبمهر بسيط).
وتشير إلى أن الزواج بشكل عام أصبح مكلف ومعيق بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور خصوصا للفتيات المتعلمات ذات المهر المرتفع مقارنة بالفتيات الأميات الصغيرات الفقيرات أو النازحات وغيرهن من المستضعفات ، فرخص مهر المرأة المطلقة أو الأرملة ، أما بالنسبة للزواج من رجل متزوج هذا يرجع لظروف كلا من الرجل والمرأة ومدى قبولهما لهذا الوضع في حالات يكون صائب بمراعات الله في هذا الزواج والبعض يكون خاطئ وقد يتسبب بتفكيك أسرة أو أن يكون عبء على الرجل ولا يستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية للزوجتين وتضيع هنا الكثير من حقوق النساء في هذا الزواج، كما يجب توعيتهن وتثقيفهن للقضاء على ظاهرة العنوسة وهي أحد العوامل لمعالجة هذه الظاهرة وتصدي للمغالاة في المهور ، وعلينا بالتوعية بخطورة تزويج الفتيات الصغيرات بالزواج القصري للفتيات مما له من خطورة عليهن ، وتشجيع الفتيات الجامعيات لسوق العمل يساعد من فرص الزواج. أيضا وتحسين الوضع الاقتصادي لها وللعائلة مما يعزز الأمن الاقتصادي ويسهل لها المساعدة في مصاريف الزواج لها.