الملازم طيار رحمة الحوشبي لـ «شقائق» : ادعمو الكادر النسائي فلن تنهض دولة تهمِّش كوادرها
سمانيوز-شقائق / حوار / وفاء سيود
ملازم طيار رحمة عزالدين سلام عبدالله القادري الحوشبي، من سلاطين الحواشب، في دار الدولة منطقة الراحة بمديرية المِلاح.
وُلدت ونشأت في محافظة لحج في قرية القريشي، وأكملت دراستها الثانوية بالقسم
العلمي بمدرسة الشهيد عباس الحسيني، ثم انتقلت إلى منطقة الدباء للعيش فيها مع عائلتها بسبب تضرُّر منزلهم نتيجة قصف الطيران القريب في عام ٢٠١٥ الذي أدى إلى تشقُّق المنزل وأيضاً بسبب تضرُّر المنزل من السيول السنوية.
بدايات رحمة الحوشبي :
تقول الملازم أول طيار رحمة الحوسني : درست العديد من الدورات وأخذت شهادات كثيرة في مدة قصيرة، بحيث كنت أدرس في الصباح والمساء في جوانب كثيرة حتى أني كنت أحصل على ٤ شهادات لعدة دبلومات في مدة واحدة منها دبلوم إدارة مكاتب ودبلوم سكرتارية ودبلوم للتمريض، إضافة إلى التحاقي بكلية الطب، في الوقت ذاته كنت قدّمت لدراسة الطيران ثم توقّفت عن دراسة كلية الطب بعد عام واحد من دراستي لاستكمل الدراسة في كلية علوم الطيران في دولة السودان الشقيقة لأحصل على شهادة بكلاريوس في علوم الطيران والعلوم العسكرية بتخصص طيّار مقاتل.
عائلتي هي من دفعني :
وتؤكد رحمة الحوشبي دفع عائلتها لها وذلك من خلال حديثها مع مراسل صحيفة شقائق الجنوبية، حيث قالت : الدوافع هي عائلتي أولاً يليه الإصرار والتحدِّي للصعوبات التي واجهتني ولكنني أستطعت هزيمتها بفضل الله تعالى ومن ثمَّ بفضل عائلتي، كذلك لا أنسى شغفي وحبي وعشقي لهذا المجال، جعلني أُقاتل للوصول إليه وتحمّلت جميع الصعوبات في سبيله لأصبح ملازم طيار”رحمة الحوشبي” ابنة محافظة لحج.
وتضيف رحمة : قامت عائلتي ببيع أملاكها من قطعة أرض وسيارة وغيره من الأشياء الثمينة لتغطية مصاريف دراستي في الخارج.
طموح ملازم طيار رحمة :
لم ينتهِ طموحي بعد، فأنا أعتبر نفسي في بداية طريقي ،أطمح أن أكون معلم طيران على الطائرات المقاتلة بعد تخصُّصي بالطيران المقاتل في دولة السودان الشقيقة، أخترت
هذا التخصُّص كونه حلمي منذ الطفولة وعشق لي جعلني اتمسّك به وأُخفيه عن الجميع كوني أعيش في مجتمع لا يتقبّل النساء في المجال العسكري.
صعوبات المبتعثين :
تتحدث رحمة الحوشبي عن الصعوبات خارج حدود البلاد ، وتقول : أبرز الصعوبات التي واجهت المبتعثين بالخارج عامة وواجهتني خاصة كان عدم اهتمام الدولة بناء مما تسبّب في تأخُّر صرف الأرباع ( المساعدات المالية) بحيث كانت تتأخر لمدة عام فمثلاً كنا نحن بالعام ٢٠٢١ ولكن لم يتم صرف مستحقاتنا المالية لعام ٢٠٢٠، بالإضافة لقلة الأرباع فقد كانت غير كافية لتغطية مصاريف إيجار السكن وفواتير الماء والكهرباء والغذاء إضافة إلى مصاريف التنقُّل ورسوم الإقامة سنوياً لكل الطلاب عامة ولي خاصة، مما جعل عائلتي تضطّر لبيع أملاكها لتغطية المصاريف بالخارج.
استمرار المعاناة :
وتقول رحمة : إضافة إننا نحن الطلاب الذين ليس لدينا وساطات ولا مسؤولين في الحكومة تقف معنا كنا نعيش حالة خوف من سقوط أسمائنا من المساعدات المالية رغم أنها ليست كافية بحيث كان في كل مساعدة تصل بعد العام كانت تسقط أسماء طلاب مبتعثين الأمر الذي سبّب خوفاً لأجل الطلاب الذين عائلاتهم تعاني مادياً، فقد كُنّا نقف أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نصمد في ظلّ هذه الظروف والتهميش أو تحزم أمتعتك للرجوع إلى بلدك
فكان الخيار الأول من اختيارنا.
وتتابع رحمة حديثها، موضحة : هذا الكلام يخصُّ الطلاب الذين يعانون مادياً بسبب التهميش أما أصحاب الوساطات وابناء المسؤؤولين لم يكونوا يكترثون لتأخُّر المصاريف أو غيرها، نحن فقط الطلاب المبتعثون الذين لا ننتمي لأحزاب سياسية ولا يقرب لنا مسؤول في الدولة، عانينا كثيراً، وما يحزننا نظرة المجتمع لنا بأننا نعيش في الرفاهية بالخارج مثلنا مثل أبناء مسؤولي الدولة، لهذا كل ما توجّهنا للمطالبة لا يُستجاب لنا إلا ببطىء شديد.
صمود في سبيل النجاح :
تضيف ملازم أول طيار رحمة الحوشبي : الاكتفاء بوجبة واحدة باليوم كان الحلّ الوحيد للصمود بالخارج وإكمال الدراسة.
هذه المعاناة سبّبت مشاكل كثيرة للمبتعثين كان من ضمنها، تدهور مستوياتهم الدراسية وقلة الحماس الذي جاءوا به متسلحين واستبدلوه بالإحباط واليأس بسبب عدم تحمُّل الدولة مسؤوليتها تجاه الطلاب المبتعثين،كانت أياماً صعبة أيام كفاح ولكننا تغلَّبنا عليها.
رسالة ملازم أول طيار رحمة الحوشبي :
أود توجيه رسالتي لكل القيادات في الداخل والخارج، نطالبهم أن يقوموا بكل مسؤوليتهم تجاه الطلاب المبتعثين بالخارج للنهوض بالبلاد والخروج من وضع الحروب واستقطابهم بنفعة بلادهم بدلاً من الذهاب إلى الخارج لتحسين معيشتهم من أجل تسديد ديون عائلاتهم، فكوادرنا مبعثرة بين الدول الخارجية في وقت أن الدولة غير مهتمة بهم.
وتضيف الطيار رحمة الحوشبي، قائلة : لن تنهض الدولة التي تهمِّش كوادرها لتأتي بغير الكوادر وتضعها في أعلى السلطة وقمة الهرم، أعرف أن كلامي لن يعجب البعض ولكن للأسف الشديد هذا الواقع في بلادي فقد أصبحت الحزبية والمناطقية والسياسة لها دور كبير في تهميش الكوادر وإسقاط البلاد في الحروب، من هنا أود توجيه رسالة إلى جميع القيادات عليهم أن يدعموا الكوادر وخاصة النساء وتكريمهن ودعمهن للنهوض بالبلاد، فالنساء هن نصف المجتمع وهن من
يُنجِبن النصف الآخر، فلن تنهض الدول التي تهمِّش النساء، كما أتمنى التوفيق لجميع نساء
بلادي في جميع تخصصاتهم العملية.