استطلاعاتالجنوب العربي

«سمانيوز» تستطلع آراء الشارع الجنوبي.. «هيكلة المجلس الانتقالي» آمال وتطلعات وترقُّب حذر .. !

سمانيوز / استطلاع / عبدالله قردع

تشهد أروقة العمل السياسي الجنوبي في الداخل والخارج حراكاً إيجابياً يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي. لقاءات ومساعٍ حميدة لإعادة ترتيب وهيكلة البيت الجنوبي ولم شعث فرقاه تمثل بالتحضير لإعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي لكسر حواجز التباعد والتنافر ومد جسور التقارب والتواصل الأخوي وتوحيد الصف الجنوبي على ضوء وثيقة التصالح والتسامح والحوار الشفاف ، ولاقت تحركات المجلس ردود أفعال متفاوتة، ما بين مؤيد ورافض ومتحفظ ، وفي السياق ووفق الموقع الإلكتروني للمجلس قال الرئيس الزُبيدي ، إن رفع فاعلية عمل المجلس وتطويره من خلال التجديد وضخ دماء شابة ورفع كفاءة كوادره لمواجهة التحديات القادمة المحتملة هو الهدف الرئيسي من الهيكلة، لافتاً إلى استيعاب مكونات جنوبية جديدة سيتم ضمن الهيكلة عقب انخراط قياداتها في الحوار الجنوبي، مؤكداً على أن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حزبا سياسيا بل كيانا جامعا لكل الجنوبيين بمختلف توجهاتهم وأنه بات قوة فاعلة على الأرض لا يمكن تخطيها، ولدى استقباله في مكتبه عددا من قيادات مجلس الحراك السلمي الجنوبي برئاسة المحامي علي هيثم الغريب، جدد التأكيد على انفتاح المجلس على جميع القوى الوطنية، انطلاقا من المسؤولية والمهام الجسيمة الملقاة على عاتقه لتمثيل شعب الجنوب والانتصار لتطلعاته وحقه في استعادة دولته كاملة السيادة وإن الجنوب بكل ولكل أبنائه.

وللخوض في تفاصيل أكثر أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعاً ميدانياً التقت خلاله عدداً من قيادات المجلس وخرجت بالحصيلة التالية ..

أصبح حديث النخب في الساحة والمساحات الإعلامية والسياسية وبالشارع الجنوبي ككل :

كانت البداية مع القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ فيصل النجار الذي قال : في البداية نبارك لمتابعينا عبر صحيفتكم الرائعة ولقيادتنا ولشعبنا العظيم برمضان المبارك شهر العبادات والانتصارات الإسلامية التاريخية،
أما بخصوص استطلاع الصحيفة عن مشروع هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي المؤقت ، فقد أصبح حديث النخب في الساحة والمساحات الإعلامية والسياسية وبالشارع الجنوبي ككل ، لما لها من تساؤلات وتكهنات من الجميع والحقيقة لا توجد إجابات نموذجية كافية عن التوقعات لما ستحققه الهيكلة ، ولكن الحديث الآن مجرد تكهنات قد تصيب وقد تخيب وقد يغرد البعض خارج هذا المضمون، وشخصياً بحسب توقعي وفهمي هو أن الهيكلة مجرد إجراء تنظيمي يلامس أولاً اللائحة التنظيمية للمجلس الانتقالي لإجراء إصلاحات في هيئاته ودوائره ومجالسه المحلية، ومن خلال هذا التعديل الهيكلي يمنح القيادات المحلية سلطة تنفيذية على مستوى المحافظات والمديريات خدمية واعتماد ميزانية تشغيلية لها، وهي أيضا فرصة لرفد المجلس الجنوبي بطاقات من خارجه لها ثقلها السياسي والجماهيري، وتتيح الهيكلة للمجلس الانفتاح على الجميع بالداخل والخارج وتعطيه ككيان سياسي الصلاحية الواسعة أن يتخذ خطوات سياسية وتنفيذية بالاقتصاد والمال والقانون ، وبما يتلائم مع توجهات المرحلة القادمة التي يناضل فيها المجلس متمسكاً بهدف ومضمون القضية الجنوبية وأتوقع بعد الهيكلة وإجراءات التصحيح والإصلاح والانشقاق عن شراكة الشرعية وانفراد المجلس الانتقالي بقيادة استحقاقات المرحلة الجنوبية القادمة بمفرده بالتعاون وبمساعدة الأشقاء بالتحالف والأصدقاء خاصة روسيا الصين بريطانيا، وهي أهم دول صناعة القرار العالمي بما يخدم مصالح الجميع السياسية والاقتصادية ، وبالهيكلة سيكون الجنوب أمام المكونات الداخلية وأمام الجهات الإقليمية والدولية شأن داخلي يستحق الوقوف إلى جانبه والتفاف كل الشعب الجنوبي بالداخل والخارج إلى كيانه نحو استعادة الدولة الجنوبية المختطفة منذ العام 1994م ونراها خطوة شجاعة للمجلس أمام تصحيح وتقييم وضعه التنظيمي والسياسي سلباً وإيجاباً وفرض سلطته كأمر واقع بعد تعثر مضمون الشراكة الهشة الغير موفقة مع قوى الشرعية ، وهذا مايريده الشعب الجنوبي وتطالب به وتلح النخب السياسية على اتباعه منذ إشهار الكيان السياسي الجنوبي في العام 2017م.

المجلس الانتقالي عازم على أن يكون بعد الهيكلة المعلنة ليس كما كان قبلها :

وتابع الأستاذ فيصل حديثه قائلاً : أما فيما يخص الهيكلة هل تعتبر إيذانا بقدوم عهد جديد أُؤكد بأن المجلس الانتقالي عازم على أن يكون بعد الهيكلة المعلنة ليس كما كان قبلها خاصة وهو بنظر الشعب سلطة تمثل الشعب عامة شعب الجنوب ، وعليه تحقيق مطالب هذا الشعب والولوج في عهد سياسي جديد يكون فيها المجلس الانتقالي متجدداً وقادراً على اتخاذ خيارات شجاعة نحو الوصول إلى كل مؤسسات الاقتصاد والثروة وتحرير ماتبقى منها وأخذ السيادة والقرار كمقدمات استراتيجية للمجلس لإثبات مصداقيته باستعادة الدولة الجنوبية وبالشراكة السياسية مع كل القوى الحية والمكونات الجنوبية دون إقصاء والتي يقرأ مواقفها البعض على أنها مازالت حتى الآن متأخرة بالحوار والتصالح والتسامح الوطني وبعيدة عن تطلعات شعبنا.
أما فيما يخص هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية فالمطلوب لها قالب تنظيمي مهني ومتخصص من ذات الخبرة والتأهيل والاستفادة من الكادر العسكري والأمني الجنوبي المركون بكل بيت جنوبي ، وحان توحيد تلك الطاقات نحو إخراج مؤسسة عسكرية وأمنية بطابع منظم يحدد ويوحد مهامها وأهدافها الوطنية وأماكن تموضعها وانتشارها الجغرافي وكيفية غرف عملياتها المشتركة وفق المهام والتخصصات، وهذا لن يمنح مؤسسة الجيش والأمن هذه المكانة التنظيمية الرفيعة غير قيادة متخصصة مستقلة بالقرار ، كوزارة دفاع أو مجلس عسكري جنوبي مستقل كامل الصلاحيات.
وختم الأستاذ فيصل حديثه بالقول: أما عن قراءتي للمشهد الجنوبي القادم أراه أكثر نضجاً ونجاحاً خاصة وأن التقارب الجديد مع أكثر من طرف جنوبي ، وهناك حراك سياسي للحوار وعودة كبار المناضلين بالتفاهم والحوار على لملمة الصف الجنوبي يشكل أساساً متيناً للوحدة الوطنية الداخلية التي بدونها لن يكون المشهد الجنوبي القادم صحيحاً ومتعافيا.

تكمن قوة الجنوب في وحدة أبنائه ، لتشمل جميع المكونات الوطنية التحررية :

من جهته الأستاذ مهدي عبد الله مقبل رئيس انتقالي مديرية المحفد محافظة أبين قال : هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي عمل وطني جبار حيث اثبتت خلاله قيادة المجلس ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي صدقها وحسن نواياها تجاه اخوانهم الجنوبيين عامة وترفعها عن الأنانية أو الانفراد بالسلطة أو المناطقية أو الجهوية بحسب ما كان يطبل له خصوم المجلس وخصوم الجنوب عامة، حيث تكمن قوة الجنوب في وحدة أبنائه لتشمل جميع المكونات الوطنية التحررية التي تؤمن باستعادة الدولة الجنوبية المسلوبة،
فالهيكلة تعتبر إيذاناً بقدوم عهد جنوبي جديد يتطلع من خلاله عامة الشعب الجنوبي إلى البدء في مرحلة جديدة ومتقدمة من نضاله تجاه استعادة دولته المسلوبة ، مرحلة تلامس معاناته في انتشال وتحسين جميع نواحي الحياة المعيشية والخدماتية التي أصبحت اليوم جاثمة على كاهل المواطن الجنوبي، وأرى أنه بالهيكلة تتجسد القوة والاتحاد لجميع مكونات الشعب ومنظماته المدنية والمجتمعية التي من خلالها نكون متأهبين ومستعدين للاستحقاق الوطني الذي طالما ناضل هذا الشعب لأجله عقودا، وتابع : إن ما نتطلع له اليوم هو ثمار عمل وجهد بذلته القيادة السياسية متمثله في الأخ الرئيس القائد عيدورس بن قاسم الزُبيدي وأعضاء لجنة الحوار الذين بذلوا جهودا جبارة حتى توصلوا إلى هذا الالتفاف الوطني الجنوبي والتلاحم لجميع المكونات الجنوبية التي تؤمن باستعادة الدوله الجنوبية من منطلق المقولة الشهيرة التي قالها الرئيس القائد :(من لم يأت إلينا نحن سنذهب إليه) وعلى وثيقة التصالح والتسامح والحوار الاخوي الشفاف
كما وأن الهيكلة هي احتواء لجميع أطياف الشعب الجنوبي إيمانا بأن الجنوب لكل وبكل أبنائه دون استثناء ، وترسيخاً لمداميك الدولة المدنية الاتحادية الجنوبية الفيدرالية ليسودها الأمن والاستقرار في جميع نواحيها المعيشية والخدماتية العلمية والثقافية ، ولغتها السلام والمحبة والوئام عنوانها الأبدي الحوار السلمي والأخذ بالرأي والرأي الآخر بغض النظر عن التباين أو الاختلاف،
ومن خلال الهيكلة أثبتت القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي أن همها الأول يكمن في استعادة اللُّحمة الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية تلبية لإرادة الشعب الجنوبي.
وختم الأستاذ مهدي حديثه قائلاً : نتطلع إلى إجراء هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية بحسب متطلبات المرحلة وعلى ضوء ما تراه قيادتنا الحكيمة يصب في صالح توحيد الصف والكلمة وسد الثغرات في وجوه الأعداء والحاقدين.

الهيكلة بعيدا عن عقلية الاستعلاء أو الاستقواء أو الأنانية وإدمان السلطة :

ويرى القيادي بانتقالي محافظة أبين الأستاذ حيدرة عبدالله أن نجاح الهيكلة يرتكز على عدة أمور أهمها الترفع عن عقلية الاستعلاء أو الاستقواء أو الأنانية وإدمان السلطة أو حب الاستفراد بالقرار، وقال : لقد جسدت قيادة المجلس الانتقالي ذلك المبدأ الديمقراطي الإيجابي واقعا حيا معاشا وأرى أن الأمور تسير بسلاسة وشفافية حيث الروح الوطنية الاخوية وتغليب المصلحة العامة ولم الشمل في أجواء أخوية تصالحية صادقة هي سيدة الموقف ، وسيكتب النجاح لتلك الجهود الطيبة في ظل توفر النوايا الصادقة الحسنة، واتمنى على جميع القوى الجنوبية في الداخل والخارج المشاركة وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية بل الإسراع في التقاطها ووضع بصماتهم النضالية والمساهمة في تضميد الجراح ولم الشمل ورسم معالم الدولة الجنوبية القادمة كون عجلة الزمن لن تعود للمتأخرين أو المتعجرفين

الهيكلة ضرورة وليست ترف فرضتها متطلبات المرحلة القادمة :

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني مسك ختام استطلاعنا حيث قال : فيما يخص هيكلة المجلس الانتقالي اعتقد أنها ضرورة وليست ترفا فرضتها متطلبات المرحلة القادمة نتاج لجان التصالح وتوحيد الصف ، وجاءت بعد قراءة متأنية للمشهد السياسي ودور دوائر وهيئات المجلس في الفترة الماضية، اعتقد بعد خمس سنوات نستطيع أن نميز أبعاد التشكيل الأول وتداعياته وكل ماشابها من عيوب وإفرازات ، علينا اليوم أن نؤمن أن التغيير مطلوب ولكننا نتمنى أن يكون تغييرا إيجابياً يسرع من عملية تحقيق الأهداف المرجوة ، كما نتمنى إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية وإعادة الاعتبار للجيش الجنوبي واحتواء قيادات الشرعية التي أعلنت انشقاقها عن ذلك الوثن وعادت إلى الصف الجنوبي، إعادة الهيكلة يجب أن تبنى على أسس علمية بعيدا عن فكرة الولاء وأهل الثقة الذي أثبتت أنها قدمت للانتقالي نمادج سلبية أساءت لمكانة الانتقالي، وتابع قائلاً : وأرى أن تكون هناك فرصة لمن تجاوزتهم مرحلة التأسيس ولمن فتحت لهم الأبواب بعد حوارات توحيد الصف، هناك العديد من الكفاءآت التي تستحق أن تكون في الصف القيادي الأول والثاني، ومايهمنا الآن ونحن في مرحلة إعادة بناء دولة أن يكون للكفاءة مكانة عند إعادة الترتيب ، كذلك مسألة التشبيب القيادي وهي معضلة في بلدنا أعاقت تطوير أداء أغلب هيئات ودوائر المجلس، كما نطالب قيادة الانتقالي الجلوس مع قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي وإشراكها في إعادة هيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية لما لها من تجربة وخبرات كبيرة في ذلك.
وختم الأستاذ الجاروني حديثه قائلاً :
أجزم بأن إعادة الهيكلة إذا تحققت كما وعد الاخ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ستغير الكثير من المشهد الجنوبي ، وستنقل عمل هيئاته إلى مساحات الإبداع والتطوير والحسم التي نحتاجها اليوم أكثر من الأمس ، وعلينا أن نفتح أبوابنا للجميع تحت مظلة وسقف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة،
كما أتمنى أن تشمل تلك العملية المواكبة في إعادة صياغة وثائق وأدبيات ولوائح المجلس ، فلايمكن أن تكون هناك هيكلة دون أن تواكبها عملية إعادة صياغة لتلك الوثائق ، فالأمل كبير والمعنوية مرتفعة نحتاج لدفعة وأظنها قادمة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى