حلول غائبة ومعاناة مستمرة.. «منفذ الوديعة الحدودي» سوء الإجراءات وعبثية السلوك يهين المواطن في الجنوب

سمانيوز /استطلاع/حنان فضل
منذ مدة طويلة والمواطن الجنوبي أصبحت معاناته حقوقية،بمعنى أنه يعاني من استعادة حق من حقوقه بل يجد صعوبة وعراقيل.
إلى متى سيظل حاله مؤسف هكذا، فالمواطن يبحث على الأفعال قبل الأقوال التنفيذ على أرض الواقع،في هذا العدد موضوعنا سيكون عن منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية والتي تسيطر عليها قوات الاحتلال اليمني وهنا يبقى المواطن الجنوبي رهين إجراءات منفذ الوديعة الحدودي
واليكم آراء بعض النخب السياسية والاجتماعية حول هذا الموضوع..
منفذ الوديعة من واحة آمنة إلى ثكنة عسكرية:
يقول المستشار عبدالرحمن المسيبلي،رئيس المركز الاستشاري الجنوبي للحقوق والحريات:
منفذ الوديعة من واحة آمنة إلى ثكنة عسكرية مرعبة،منفذ الوديعة البري مع حدود المملكة السعودية-كما ينبغي له أن يكون واحة استقبال وتوديع آمنة، تحول بالقوة والسيطرة الاحتلالية إلى ثكنة عسكرية مرعبة، ترتكب فيها انتهاكات جسيمة بحق المسافرين.
بالاستيلاء العسكري على المنفذ فإن شرعيته القانونية سقطت عنه وأصبح منفذ يعمل خارج القانون. القانون يخول السلطة المحلية ممثلة بضباط الهجرة والجوازات والعاملين على الجمارك مهمة إدارة المنافذ الجوية والبرية والبحرية، بينما تحولت تلك المهمة الى أشخاص عسكريين همهم جمع الجبايات وأخذ الرشاوي والتنكيل بالمسافرين ورصدهم واهانتهم، والتعامل معهم بما يسيئ لكرامتهم.
هيمنة المتنفذين العسكريين أدت إلى أن موارد ومتدخرات منفذ الوديعة يذهب إلى جيبوبهم دون خزينة الدولة. وهذه جريمة فساد يعاقب عليها القانون، كما إن الانتهاكات التي ترتكب بحق المسافرين هي الأخرى انتهاكات يعاقب عليها القانون، ومنها تعطيل مصالح المسافرين والتأخير في المعاملة والتي تتعدى في بعض الأوقات الثلاثة أيام، ضف إلى الرشاوي والمحسوبية والإهانة والمعاملة التي تمس بالكرامة، تلك الانتهاكات التي لم تثار من قبل أحد، بسبب الخوف من الانتقام. ونلفت نظر هؤلاء الجناة بأنه في حالة الوفاة لمريض بسبب عرقلة إجراءات سفره تعتبر جريمة قتل عمد، يعاقب عليها القانون، وإن أية انتهاكات بحقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم.
هيمنة القوات المسلحة الشمالية على منفذ الوديعة هو بمثابة مثال حي لأساليب الاحتلال العسكري الشمالي للمنشآت الجنوبية. وهذا ما لا يرضى به الجنوبيون.
ومن المهم تصحيح الوضع على النحو التالي:
1_ يسلم منفذ الوديعة للسلطة المحلية للمحافظة، وتمكين ضباط الهجرة والجوازات ورجال الجمارك من تأدية مهامهم القانونية.
2_ تتولى النخبة الحضرمية المكونة من أبناء حضرموت حماية منفذ الوديعة والطرق المؤدية إليه.
3_ انتقال قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، وإحلال بدلا عنها القوات العسكرية الجنوبية.
4_ إعادة فتح ملفات حسابات عائدات المنفذ للسنين الماضية والعمل على استعدتها إلى حساب الدولة المركزي.
5_ تقديم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق المسافرين للنظر فيها إلى القضاء، بما فيها فقدان الممتلكات وضياع الأوقات والتعويض المادي والنفسي.
6_ منح الحق لكل مسافر تعرض للتعذيب أو التهديد أو الإهانة أو الابتزاز أو الإساءة أو غيرها من ضروب المعاملة الماسة بالكرامة، أن يتقدم إلى القضاء لإنصافه، مع التزام الدولة بتوفير له الحماية من أي انتقام.
7_باسترجاع دولة الجنوب الحرة والمستقلة سوف يعود منفذ الوديعة إلى واحة استقبال وتوديع آمنة.
فيما يقول الدكتور عمر سالم باجردانة نائب لجنة الدراسات والبحوث والتطوير البرلماني بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي:
في ظل استمرار تكرار الأعذار الواهية والغير مبررة من الحكومة اليمنيةوكل المسؤولين في شتى قطاعات ومؤسسات الدولة المختلفة وكل مظاهر التسيب واللامبالاة إنما تنم عن تنصل وتخاذل وهروب من الحكومة اتجاه القيام بمهامها ومسؤولياتها المنوطه بها.
الشعب يظل رهين العبودية:
يقول العرندس الجنوبي الأستاذ أحمد مقيبل:
الحرب على الجنوب العربي داخلية وخارجية لما تتمتع به دولة الجنوب العربي من مميزات جغرافية ومعالم أثرية وثروات نفطية وثروات معدنية كالذهب وأحجار كريمة وغيرة وثروات بحرية سمكية ومرجانية وثروة زراعية،
جعلت الطامعين بالجنوب يفتعلون الأزمات وتشجيع سياسة التجهيل لانتزاع وسلب حقوق الجنوبيين لأن الجاهل لا يستطيع الدفاع عن حقوقه فالثورات التي تبنى على الجهل مصيرها الفشل وكذلك نشر الفساد والتمسك بالفاسدين لتدمير الاقتصاد لإشغال الشعب الجنوبي عن قضية السامية العادلة، حيث تقوم هذه الأزمات بصرف الجنوبيين وجعله يلهث خلف لقمة العيش حتى يتمكنون من اصطياده وسلب حريته فعلى سبيل المثال إذا أردنا اصطياد أسد نضع له اللحم في مصيدة فإذا وقع في المصيدة أفقدناه هيبته وسلبناه حريته وجعلناه وسيلة للرزق كسجنه في حديقة حيوان أو يتم تدريبه في عالم السرك.
الشعب الجنوبي يظل رهين العبودية والحياة المتعبة مادام الجهل منتشر وتظل حقوقه مسلوبة فإن أراد التخلي من هذا كله عليه التعلم والتحرر من العبودية فإن تحققا هذان الشرطان تخلص من عبوديته واستطاع انتزاع حقوقه انتزاعاً بقوة وبسالة الجنوبيين التي سطرتها وسجلتها بطولاته في ميادين الوغى وساحات المعارك.
تكريس قوات الاحتلال اليمني:
أما العميد نصر أحمد فضل،رئيس فرع حزب رابطة الجنوب العربي الحر بعدن يقول:
منفذ الوديعة معاناة المواطن الجنوبي الذاهب للمملكة لطلب لقمة العيش والعائد منها بعد جهد وتعب وغياب عن أهله ليجد بهذا المنفذ العذاب بعينه كما وصفه القادمون إلى المملكة قبل خروجه حيث تحول هذا المعبر الحدودي من واقع بوابه لتسهيل دخول وخروج المواطن منه وإليه إلى بوابة للسلب والابتزاز والعبث بكرامة المواطن وهيانته لا لسبب وإنما لأنه جنوبي أولاً ومصدر للتكسب، ثانياً للقائمين على ذلك المنفذ من قوات المنطقة العسكرية الأولى وبعض مناصريهم من الموظفين اليمنيين. ورغم الحرب المشتعلة ضد الانقلابين الحوثيين وعودة الشرعية إلى صنعاء وطرد الانقلابيين منها حسب الخطاب المعلن للشرعية وجيشها الذي تمثل المنطقة العسكرية الأولى أحدها وما يصاحب ذلك الخطاب من الأغاني والاناشيد التي تقول بمجملها قادمون ياصنعاء وفي الحقيقة هي ثابتون يامنفذ الوديعة ولأن الهدف الأساس لهذه القوات وحكومتها الشرعية هو تكريس الوجود العسكري الشمالي للجنوب العربي والسيطرة على مصادره المالية وابتزاز أبنائه فلا تقبل هذه القوة الخروج من الجنوب العربي وخاصة مناطق ثرواته كحضرموت وشبوة ومنفذ الوديعة واحدا من مصادر هذه الثروة الجنوبية غير مكترثه تلك القوة العسكرية بحاجة أهلها لها لتحررهم من الانقلاب الجاثم على صدورهم ومستبيح لاملاكهم وفق مايقولوه مسؤوليتهم السياسيين ولم تحرك ساكناً. مخرجات حوار الرياض بين الشرعية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برعاية المملكة الذي نصت مخرجات ذلك الحوار بوضوح علئ خروج المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت إلى جبهات القتال مع الحوثيين. لكن تلك المخرجات لم تنفذ وقوبلت بالرفض من قبل تلك القوة ويدعمها في رفضها رئيس مجلس القيادة اليمني وحكومته الشرعية ومع الأسف يقابل ذلك الرفض بصمت الراعي للاتفاق رغم الرفض الشعبي الجنوبي عامة وحضرموت خاصة لبقاء تلك القوات وللمناداة المتواصلة من المواطنين الجنوبيين الخارجين والداخلين من هذا المنفذ وإليه من تصرفات القائمين على المنفذ التي ترهقهم وتسلبهم أموالهم وتمارس بحقهم كل أشكال الابتزاز.
ورغم قرار حوار الرياض والمطالبة الشعبية بمغادرة تلك القوة من منفذ الوديعة وكل حضرموت فما تزال تلك القوة العسكرية مصرة على البقاء وأمام هذا الإصرار على عدم الخروج فسيظل هذا المنفذ بوابة للسلب والإذلال والمعاناة لكل أبناء الجنوب العربي ولا يمكن لشعب الجنوب وقواته المسلحة تحمل بقاء تلك القوة وما تمثله من معاناة له وهو يدرك يقينا بأن بقائها يعني بقاء معاناته لذلك فالرفض الشعبي الحضرمي ومعه كل شعب الجنوب كفيلا باخراج تلك القوات وبخروجها تزول معاناة المواطن من ذلك المنفذ.
فيما يضيف العميد فضل علي باعباد،ركن القوى البشرية اللواء الرابع مشاة محور أبين القتالي:
هناك حزمة من الاستهدافات الممنهجة التي تبين وحشية هذا الاحتلال وخبثه وحقده الدفين تجاه شعبنا الذي وقف إلى جانبهم في الكثير من المنعطفات على مختلف الأصعدة والمناسبات.
إن ما يجري في منفذ الوديعة الحدودي ماهو إلا أحد العناوين الجانبية العديدة التي يمارسها الاحتلال اليمني المتخلف تحت يافطة الوحدة المنتهية صلاحيتها من أساليب القمع والبطش والإهانة والترويع والتجويع والتعذيب والمماطلة.
عصابة متمردة:
فيما يتحدث الأستاذ جمال مسعود،نقابي تربوي وكاتب جنوبي :
منفذ الوديعة واحد من المرافق التي تشهد توترا ملحوظا بين أطراف النزاع السياسي والمنافسة لاغراض السيطرة على مقدرات الجنوب وثرواتها . سبق وإن أصدرت قرارات رئاسية وحكومية وعسكرية حول منفذ الوديعة ونقل إدارته إلى جهة غير تلك التي بسطت عليه وسيطرة على إدارته بفرض الأمر الواقع.
ولا ندري نحن كمواطنين لماذا سلطة القرار سواء كان التحالف العربي أو مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة تغض الطرف عن حالة التمرد التي تمارسها إدارة منفذ الوديعة ورفضها الأوامر الرئاسية والحكومية
وما السر في بقاء هذه الإدارة المتمردة في المتفذ وتتحكم بكامل الصلاحيات في إدارته ولماذا تتجاهل قوات التحالف العربي حالة المعاناة للمسافرين أمام هذا المنفذ الحيوي وتاركة عصابة متمردة تمارس سياسة الابتزاز والتضييق على الناس.
في المعاملات أمام هذا المنفذ
وعن حجم الإيرادات التي تحصلها تلك العصابة من المنفذ إلى أين تذهب ولماذا لم تمكن السلطة المحلية في محافظة حضرموت من حقها في إدارة المنفذ بحسب القرارات الرئاسية أسئلة كثيرة انتابها الغموض مثلها مثل المنطقة العسكرية الأولى التي لم يعرف أحد حتى اليوم هي تأتمر بأوامر من ومن هي الجهة التي تحكم سيطرتها على المنطقة العسكرية الأولى التابعة زيفا وكذبا لوزارة الدفاع وهيئة الأركان هكذا أيضا منفذ الوديعة الحدودي تسيطر عليه عصابة متمردة لاتخضع لمجلس القيادة الرئاسي ولا لحكومة المناصفة.
وتقول الدكتورة رنا السروي،طبيبة أمراض باطنية ورئيس اللجنة الطبية لانتقالي المنصورة:
يسافر المواطن الجنوبي القاصد العمرة إلى بيت الله الحرام وكذلك الزائر والعامل في المملكة العربية السعودية يقطعون مسافات طويلة وشاقة حتى يصلون المنفذ الحدودي في الوديعة وهناك حدث ولا حرج حيث تزدحم المئات من السيارات والمسافرين في طوابير طويلة ينتظر كل منهم دوره لاستكمال المعاملات البطيئة والمرور في ظل ظروف صعبة وقاسية ودرجة حرارة عالية في هذا المكان الغير مؤهل والذي يشكل مشقة كبيرة على المسافر وخصوصاً النساء والأطفال وكبار السن ناهيك عن سوء المعاملة والابتزاز الذي يتعرض له المسافر وتقديم من يدفع أكثر من الجانبين اليمني والسعودي ، علاوة على عدم تأهيل المكان أو تحسين البنية التحتية من كل هذه الجبايات الرسمية والغير رسمية لذلك نلفت نظر من يهمه الأمر من الجانبين اليمني والسعودي إلى ضرورة حل هذه المشكلة التي تزيد معاناة المسافرين في هذا الحر الشديد وإيجاد حلول لتسهيل مرور المسافرين.
لم نستقل بعد:
وفي الجانب الآخر يشير سالم أحمد صالح بن دغار نائب لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي:
الجواب في غاية البساطة، هو حينما نستطيع كجنوبيين من أن نحقق مشروعنا النضالي بفك الارتباط بالجمهورية العربية اليمنية وإعلان استقلالنا التام وامتلاك قرارنا السيادي ونفض عن انفسنا غبار التبعية والرضوخ وإملاءات الغير، شي مؤكد بأننا بعد ذلك سننعم بالحرية والعيش الكريم واحترام ادميتنا وعدم امتهان الغير لها.
فيما يتحدث الناشط السياسي عارف الحنشي بالقول:
يعاني المسافرين عبر منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة السعودية متاعب لاتوصف بسبب عدم اكتراث الجهات المختصة بالمنفذ بمايحصل للمسافرين من متاعب ومصاعب أثناء السفر إلى المملكة برا، وذلك من خلال تأخير المسافرين في المنفذ وإطالة وتعقيد المعاملات والإجراءات بطريقة تعسفية” بعكس ما يحصل في المنفذ من الجانب الآخر السعودي، حيث يتم ركن الناس في طوابير طويلة في الشمس الحارة في الطريق دون مراعاة للعوائل والمرضى وكبار السن ‘مع عدم وجود مرافق خدمية مطاعم وفنادق، فكثير من العوائل تعرضوا للجوع والعطش وناموا بالسيارات، الواقع وضع مزري مايتعرض له المواطنين المسافرين عبر منفذ الوديعة يتطلب سرعة التدخل العاجل من الاخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي وكذلك من رئيس الحكومة ومعالجة أسباب ازدحام المسافرين غير المبرر أمام المنفذ وماهي الأسباب الذي أدت إلى الازدحام ونطالب الجهات المختصة وزارتي الداخلية والخارجية تحمل مسؤوليتهم ورفع المعاناة عن المسافرين.