د. جيهان : ٥٠% من وفيات مرضى الحصبة في عدن «من الأطفال الغير ملحقين»
سمانيوو-شقائق /حوار / نوال باقطيان
تشهد العاصمة الجنوبية عدن ومحافظات الجنوب انتشارا كبيرا للأمراض أبرزها الحصبة الألمانية بين أوساط الأطفال، مما يشكل خطورة على صحة وحياة الأطفال بعد تزايد الوفيات جراء المرض ، فعلى مدى السنوات الماضية ارتفع عدد الأطفال المصابين بالحصبة والذين تلقوا العلاج في المستشفيات حتى بلغ عددهم ثلاثة أضعاف المصابين خلال هذا العام فقط مقارنة بعام ٢٠٢٢م ، ويعود تزايد المصابين بالحصبة إلى إهمال الأسرة الالتزام باللقاحات الخاصة بالحصبة ،فحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية أشارت فيه إلى أن أكثر من ٨٠% من الذين يعانون من الحصبة لم يتلقوا اللقاح اللازم ،فماهي اعراض مرض الحصبة ؟ وماهي مضاعفاته ؟ وماهي خطورة الحصبة على صحة وحياة الأطفال؟ وماأهمية اللقاحات لتفادي هذا المرض أو التخفيف منه ؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها التقيت بالدكتور جيهان صالح عبد النبي استشاري طب أطفال في مستشفى الصداقة التعليمي والمستشفى الكوبي التخصصي فكان هذا اللقاء ..
أوضحت الدكتور جيهان عبد النبي استشار طب أطفال بأن هناك العديد من الأمراض انتشرت بالآونة الأخيرة تصيب الأطفال والمسببة للوفاة بدرجة كبيرة كالحصبة ،الدفتيريا ،السعال الديكي ،وشلل الأطفال ،لكن تحتل الحصبة المرتبة الأولى،
مبينة ذلك بسبب سهولة العدوى بين الأطفال في المدارس وأماكن الازدحام عن طريق الرذاذ المتطاير من السعال ،ومكوث الفيروس لمدة ساعتين في مكان تواجد المصاب.
وفي اللقاء قدمت الدكتور جيهان شرحا مفصلاً والتي قالت سوف اتحدث بشكل أساسي عن الحصبة ،الحصبة هو مرض فيروسي يتميز بوجود حمى شديدة مرافق لطفح جلدي، مضيفة وهو مرض يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء إلا أنه يمثل أشد خطورة على الأطفال دون الخمس أعوام والبالغين الذين تعدوا ٢٠ عاما، ومن أعراض الحصبة ارتفاع درجة الحرارة ،سيلان الأنف، التهاب ملتزمة العين ،سعال ،طفح جلدي، وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير تستمر من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام.
ثم يعقبها ظهور طفح جلدي يبدأ من الوجة ثم ينتشر إلى الجدع ومن ثم الأطراف.
مشيرة إلى أن فترة حضانة الفيروس من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ويكون المريض معدي للمرض خلال أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي إلى ٤ أيام بعد ظهوره، منوهةً إلى أن الحصبة يشكل خطورة على الأطفال دون الخمسة أعوام وعلى وجه الخصوص الأطفال الرضع ،كذلك الأطفال الذين يعيشون في بيئة مزدحمة ،ومرضى نقص المناعة مثل الأمراض المزمنة وأمراض الكلى والإيدز.
وعن ضرورة إسعاف الحالة إلى المستشفى على وجه السرعة أجابت الدكتور عبد النبي : يجب الإسراع في أخذ الطفل المصاب إلى المستشفى عند ملاحظة الأم على طفلها وصعوبة التنفس أو إسهال أو تشنجات أو فقدان الشهية ،وكذلك زيادة احمرار العيون أو عدم الاستطاعة على فتحها.
وعن سبل الوقاية التي يمكن أن تتخذها الأم لحماية طفلها من الحصبة شددت جيهان على ضرورة أخذ التلقيحات الخاصة بالحصبة ،فالتطعيم يعزز من مناعة الطفل ،كما يجب على الأم الحرص على عدم تواجد صغيرها في الأماكن المزدحمة أثناء انتشار المرض.
وعن أهمية التطعيم في الوقاية من الحصبة أو التخفيف من وطأته أشارت الدكتور عبد النبي على أخذ اللقاحات الخاصة بالحصبة ضرورية للوقاية من إصابة الطفل بالحصبة أو التخفيف من مضاعفات المرض.
منوهةً إلى أن ٥٠% من الوفيات الأطفال جراء الإصابة بالحصبة من الأطفال الغير مطعمين. وعن مضاعفات الحصبة التي يمكن أن تحدث شرحت الدكتورة عبد النبي بأن هناك العديد من المضاعفات التي ممكن تصيب مريض الحصبة كالالتهاب الرئوي ،التهاب الأذن الوسطى ،التهاب الدماغ ، التهاب التنفسي العلوي ،اسهال ،والعما.
وعن كيفية التفريق بين مرض الحصبة ومابين الكتيبة بينت الدكتورة عبد النبي الحصبة والكتيعة أمراض فيروسية تتميز كليهما بالحمى والطفح الجلدي، ولكن يتميز الطفح الجلدي في الكتيعة بشكل فقاعات مائية تتحول إلى فقاعات قيحية عند اصابتها بالبكتيريا ،وتعتبر الكتيعة أقل خطورة من الحصبة ،ويوجد لها لقاح لكن غير متواجد في اليمن.
وفي ختام اللقاء وجهت الدكتور جيهان عبد النبي استشاري طب أطفال نصيحة للامهات قائلة : أنصح جميع الأمهات بالاهتمام بشكل كبير باصطحاب أطفالهم إلى أقرب المراكز الصحية لتلقي التطعيمات لكافة الأمراض، وعند فوات موعد التطعيم لظرف ما على الأم الحرص على تطعيم أطفالها في وقت لاحق. مضيفة وعلى الأمهات عدم القلق عند إصابة أطفالها بحمى خفيفة بعد تلقي اللقاح ، فهذا ناتج عن تفاعل بين اللقاح وجسد الطفل.