الجنوب العربيتقاريرقضايا عامة

بين السلب والإيجاب .. الأوضاع الاقتصادية والخدمية القهرية في الجنوب كشفت معادن الزوجات والأزواج

سمانيوز-شقائق/ تقرير

رغم مرارة الأوضاع القهرية الاقتصادية والخدمية المفتعلة التي يتجرعها شعب الجنوب منذ أعوام حتى اللحظة ، إلا أنها كشفت الحقيقة المخفية وأسقطت الأقنعة الزائفة عن أغلب مزدوجي الولاء والمنافقين وضعاف النفوس والأنانيين ، كما أظهرت أيضاً الأبطال والجديرين بالثقة وبالمسؤولية وبالاحترام والتقدير،

ومما ورد في الأثر أنه سُئل حكيم كيف تعرف معادن الناس؟

فأجاب : يعرف الزوج عند مرض زوجته وتعرف الزوجة عند فقر زوجها ويعرف الصديق عند الشدة ويعرف الأبناء عن شيخوخة والديهم ويعرف الأخوة عند الميراث ويعرف الأقرباء في الغربة ويعرف الحب الحقيقي عند انتهاء المصلحة 

ويعرف المؤمن عند الابتلاء. 

سقوط عند أول اختبار : 

بعض الأسر لم تصمد وبعضها تفككت وبعضها شهدت صراعاً داخلياً عند أول اختبار خصوصًا الاُسر الغير متفاهمة روحياً ومعنوياً الغير متماسكة عملياً ممن انقلب حالهم من حياة الرفاهية والبريستيج إلى العوز والفقر ونقص كثير من احتياجات البيت والأسرة ، وتراكم الديون حيث لم تتقبل بعض الزوجات ذلك الوضع ولم تبحث عن حلول ومخارج ولم تمد لزوجها يد العون بل رمت بجميع الأخطاء على الزوج وحولت البيت إلى جحيم وتعمقت الأزمات والمشاكل وبات ولي أمر الأسرة مجرد مسخرة في نظر أفراد أسرته نتيجة انعدام قيمة راتبه الشهري مع أن لا ذنب له، وفي بعض الحالات أنعكست التصرفات السيئة للزوجة  على الأولاد ، فحدث صدام وصراع بين الأب وأولاده وصل في بعضها إلى حد القتل،

وفي المقابل حدث العكس ، ففي بعض الأُسْر وجدنا الزوجة الصالحة المخلصة الصابرة الباحثة عن حلول ومخارج والزوج السيئ الذي جعل إشباع رغباته فوق كل شيء وأحياناً على حساب تعاسة أسرته ، وكان الوازع الديني شبه غائب في تصرفات هكذا اُسر غير متفاهمة. 

صمود أزلي : 

في المقابل وبحسب دراسات غالباً نلاقي الصمود الأزلي الرائع عند الأسر الصالحة الرائعة المتكافئة المتعاضدة القائمة على التعاون والعمل التكاملي والمسؤولية الجماعية منذ نشأتها ، فهذا النوع من الاُسر لديه القدرة على الصمود والاستمرارية وعلى تجاوز التحديات مهما كانت وفي كلا الحالتين تظل الزوجة الصالحة هي الأم المثالية والركيزة الرئيسية التي تستند عليها الأسرة وكما يقولون خلف كل رجل عظيم امرأة ، فهي الصابرة المخلصة المساندة التي بها يتماسك البيت، والعكس صحيح. 

غياب الدولة أكبر مصيبة : 

ختاماً .. يظل غياب أو تغييب الدولة إن صح التعبير هو الحاصل في الجنوب ، وهو سبب كل المصائب الحاصلة ببعض الأسر الجنوبية ولقد قيل في الأثر ؛ 

أن تبيت الأمة في ظل حاكم جائر دهراً خيراً لها من أن تبيت ليلة واحدة بدون حاكم. 

إن الحاصل في الجنوب حالياً هو تغييب الدولة وتنصيب العليمي ومعين ممن لا يصلحون لإدارتها مجرد أدوات رخيصة بيد الخارج وفي ظلهما ضاع العدل وانتشر الفساد والسرقة بشكل مخيف ، وانهار الاقتصاد وانعكس فشلهما على الأسرة والمجتمع الجنوبي وقال بعض الحكماء :

(حاكم كافر عادل خير من حاكم مسلم ظالم)، وإن ما يعانيه الجنوب في الوقت الراهن هو ظلم اخواننا المسلمين المزدوج الداخلي والخارجي ، ولن يعم البلاد العدل والأمن والاستقرار ، ولن تنعم الأسرة الجنوبية بالخير والسكينة إلا بزوالهما وبرفع أيديهما عن الجنوب وتسليمها لأبنائها ، فأهل مكة أدرى بِشعابها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى