المجمعات الصحية في العاصمة عدن .. صعوبات جمة وتراخي واضح في الحلول والمعالجات ..!
سمانيوز / تقرير / محمود أنيس
تحتضن العاصمة عدن مايقارب خمسة وثلاثين مجمعا صحيا موزعة على الثمان المديريات، وقد يوجد في بعض المديريات أكثر من مجمع صحي ، وذلك حسب المساحة الجغرافية للمديرية فمن المعروف بأن هناك مديريات واسعة في العاصمة عدن.
ويعتبر أقدم المجمعات الصحية بالعاصمة عدن هما مجمع الميدان ومجمع القطيع اللذان جرى بناؤهما في التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها جرى إنشاء سلسلة من المجمعات في عموم مناطق العاصمة عدن.
وفي هذا التقرير الخاص بصحيفة «سمانيوز» نستعرض دور المجمعات الصحية بالعاصمة عدن وحالاته، ورأي المواطن عن مستوى أدائها والخدمات الذي تقدمها.
بالإضافة للحالة العامة للمجمعات الصحية والإشكاليات والصعوبات التي تواجهها ،
والحلول والمعالجات للارتقاء بمستوى أداء المجمعات الصحية.
و بالتقرير الذي بين أيديكم قراءنا الأعزاء ، فإننا حاولنا نزور عددا من المجمعات الصحية لنقل صورة واضحة لكم وذلك من خلال مقابلة القائمين على المجمعات ، ومقابلة المواطنين الذين يتعاملون مع هذه المجمعات من جانب آخر.
دور المجمعات الصحية :
يتركز دور المجمعات الصحية في تقديم الخدمات الطبية في معاينة المرضى من قبل الأخصائيين وإجراء الفحوصات لهم مقابل رسوم رمزية تدفع.
ومن المعروف بأن معظم وإن لم تكن جميعها يتواجد بها إختصاصيون بمعظم التخصصات.
و دور المجمعات الصحية يهدف للتخفيف عن المرضى وتقديم المساعدة لهم حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة، كما أن بعض المجمعات تقدم بعض العلاجات المجانية للمرضى في حال كانت متوفرة لدى المجمع.
ومن جانب آخر فإن هناك بعض المجمعات يتواجد بها غرف مجهزة من المعدات والتعقيم والذي تجرى فيه العمليات الصغرى للمواطنين.
حالة المجمعات والإشكاليات والصعوبات الذي تواجهها :
بناء على خلفية ومتابعات سابقة عن عموم المجمعات الصحية بالعاصمة عدن، بالإضافة لزيارتنا لعدد منها على أرض الواقع،
نلاحظ بأن جميع المجمعات الصحية بالعاصمة عدن قد شهدت بعد حرب 2015م، صيانة وترميم للمباني ، بالإضافة إلى دعمها بالمعدات والاحتياجات وذلك من خلال التدخل الإنساني للهلال الأحمر الإماراتي الذي ساهم بتأهيل وصيانة العديد من المرافق الصحية وغيرها بالعاصمة عدن.
كما شهدت المجمعات الصحية دعما من قبل الهلال الأحمر الكويتي والمنظمات الدولية والذي لاتزال تدعم المجمعات الصحية بين الحين والآخر، ومركز الملك سلمان مؤخرا.
وبهذا يتضح لنا خلال زيارتنا بأنه قد أصبحت المجمعات الصحية في حاله أفضل مما كانت عليها من سابق من ناحية ترميم المباني من الداخل والخارج وإصلاح ما دمرته الحرب.
إلا أن ذلك لا يكفي لكي تستطيع المجمعات الصحية من القيام بما يتوجب عليها من خدمات للمواطن، فإن هناك إشكاليات وصعوبات عدة وهذا ما سنقوم بعرضه خلال التقرير.
إشكاليات وصعوبات :
لاشك بأن هناك إشكاليات وصعوبات تواجهها المجمعات الصحية بالعاصمة عدن والقائمون عليها، مما يعيق المجمع وطاقم العمل من القيام بعملهم وواجباتهم تجاه المواطنين بشكل أفضل مما هو عليه.
وخلال زيارتنا إلى بعض المجمعات والاستماع لما تحدث المختصين لنا عن الصعوبات والإشكاليات الذي تعاني منها تلك المجمعات الصحية، والذي من المتوقع أن المجمعات الأخرى تواجهها وتشكي منها.
ومن الإشكاليات التي اطلعنا عليها مشكلة الكهرباء، فهناك مجمعات صحية تعاني من مشكلة الكهرباء أثناء فترة الانقطاع حيث تصل في بعض الأحيان إلى سبع ساعات، رغم وجود مولدات كهربائيّة ، ونظام الطاقة الشمسية لدى بعض المراكز إلا أن هناك مشكلة في توفير الديزل للمولدات في بعض الأحيان، ومن ناحية ثانية فمن تتوفر لديه نظام الطاقة الشمسية فإن ذلك لايساعد في المساء والسبب لكمية الاستهلاك الذي يجري أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
كما أن من الصعوبات الذي تواجه المجمعات الصحية هي انعدام بعض محاليل المختبرات الخاصة ببعض الفحوصات الضرورية الهامة والذي لانعدامها يضطر المريض أن يقوم بها خارج المركز، ويعود ذلك لنا وتوفيرها يأتي في معظم الأوقات من قبل المنظمات الدولية التي تعمل في قطاع الصحة.
ولا ننسى مشكلة المياه التي تعاني منها المجمعات الصحية مثلها مثل سكان الأحياء الذين يتواجدون قرب المجمع ومن هذه المجمعات مجمع خور مكسر في حي الرشيد الذي يعاني من انقطاع المياه مثله مثل سكان المنطقة.
ومن الصعوبات أيضا هو عدم قدرة إدارة المجمعات الصحية من القيام بأعمال الصيانة الدورية للمباني والمعدات وذلك للعديد من الأسباب أبرزها عدم توفر ميزانية خاصة لذلك.
وأثناء زيارتنا لمركز الميدان المعروف باسم “مجمع الميدان الصحي” التقينا مدير المجمع الدكتور “د نبراس صالح زعبل” اختصاصي طب وجراحة العيون وطب الأطفال والذي رحب بنا وابدى إعجابه بالفكرة التي قمنا بها.
وفي سؤالنا للدكتور “نبراس” عن أبرز الإشكاليات والصعوبات الذي تواجه عملهم في مركز الميدان الصحي، قال :
سأتحدث فيما يتعلق بمجمع الميدان وفيما يتعلق بالمعوقات الاساسية في العمل وخاصة في مجمع الميدان الصحي، ومن المعوقات الذي نعاني منها في المجمع، هو انعدام وجود الكادر الطبي الكافي من الأطباء والتمريض والمختبر والفنيين ، وذلك بسبب تقاعد أغلب الطاقم وعدم استبدالهم بكادر شباب.
وأضاف الدكتور “نبراس” قائلاً : من المعوقات الرئيسية أيضا هو ضعف الميزانية التشغيلية للمجمع، كما أن رواتب الأطباء والطواقم الطبية ضعيفة جدا ، وتعتبر أقل رواتب فى سلك الدولة.
وفي مستهل حديثه لنا عن المعوقات قال : انقطاع الكهرباء لساعات طويلة من أبرز المعوقات برغم من وجود المولد الكهربائي الكبير ، ولكن للأسف عاطل لايعمل والسبب يعود لعدم توفر مادة الديزل لتشغيله، وأعمال الصيانة الروتينية، وللعلم بأن قد سبق وعملنا له صيانة بجهود ذاتية.
وأردف قائلاً : على الرغم من وجود الطاقة الشمسية لكنها تحتاج لصيانة بشكل دائم واستبدال البطاريات ، وكله يحتاج لمبالغ كبيرة لايقدر عليها المجمع.
وأوضح الدكتور “نبراس” جانب آخر من الصعوبات ألا وهو
عدم قدرة المجمع على شراء المحاليل لارتفاع سعرها مع ارتفاع صرف العملة، وإن عدم توفر مستشفى في المديرية،جعل المجمع يستقبل الحالات الطارئة وحمل المجمع أعباء إضافية وميزانية كبيرة لحالات الطوارئ.
وعلى الرغم من وجود مستشفى عدن العام ولكن للأسف لم يعمل قسم الطوارئ إلى الآن وحجز العيادات يأخد وقتا يصل من يوم إلى اسبوع ، ولهذا السبب تحمل مجمع الميدان كل الحالات الطارئة مع مجمع القطيع فى مديرية صيرة.
والحلول والمعالجات للارتقاء بمستوى أداء المراكز الصحية :
في ظل ما قمنا به في هذا التقرير واستعراض ما قد سبق فلابد من أن يستعرض التقرير الحلول والمعالجات للارتقاء بمستوى أداء المراكز الصحية.
ولمعرفة الحلول والمعالجات عرض سؤالنا بهذا الجانب للدكتور “نبراس صالح زعبل” اختصاصي طب وجراحة العيون وطب الأطفال والحول، والذي تفضل بتقديم حلول ومعالجات لهذا الأمر حيث قال : من الحلول والمعالجات التي تواجه مجمع الميدان ولاشك باقي المجمعات الأخرى والذي يتوجب رفع ميزانية المجمعات من ميزانية السلطة المحلية إلى الحد المقبول لتسيير العمل كون هذه الميزانية عملت قبل أكثر من 15 سنة ، ولم تغير إلى الآن.
كما أن على السلطة المحلية ممثلة بالمحافظة والوزارة دعم المجمعات الصحية كونها هى الملجأ الوحيد حاليا فى عدن للمواطن ، وتحسين الخدمة فيها بشكل صحيح عن طريق إدخال الأجهزة والمعدات وتوظيف الكادر المؤهل.
واقترح الدكتور “نبراس” بأن يفترض مراجعة هيكل الأجور للأطباء والطاقم الصحي ورفعها مع ما يناسب مكانة الأطباء وطواقم العمل الإنساني الذي يقدموه للمواطن.
وأوضح بأن مراجعة هكيلة الأجور للأطباء سيساهم في معالجة مشكلة ترك الكوادر العمل ، وذلك لسبب ضعف الراتب كون متوسط راتب الطبيب لايعادل حاليا 59 دولارا.
ومن الحلول والمعالجات الذي أكد عليها الدكتور “نبراس” هو تنطيم آلية العمل مع المنظمات بشكل كامل فى العاصمة عدن ، وليس بشكل فردي لغرض الاستفادة من دعم المنظمات، وتسخير دعم المنظمات لبناء مراكز ومجمعات جديدة كون الكثافة السكانية ارتفعت بشكل كبير جداً خلال ال10 السنوات الأخيرة.
وأضاف الدكتور نبراس بأن هناك مجمعين فقط في مديرية صيرة ، وذلك مند أكثر من 25 سنة ، ولم يتم إضافة أي مركز أو مجمع في المديرية ، ولهذا نحتاج بإضافة مجمعين آخرين بسبب الكثافة السكانية.
آراء المواطنين :
خلال ما قمنا به في التقرير الذي بين أيديكم كان لابد لنا من الاستماع لآراء المواطنين المستفيدين من المجمعات الصحية في العاصمة عدن.
حيث التقينا المواطن في مجمع خور مكسر “انيس علي” والذي عبر عن رأيه فيما يقدمه المجمع من الخدمة، حيث قال :
المجمع الصحي يقدم الذي يقدر عليه، ولكن المشكلة في عدم الالتزام من قبل الأطباء بالمواعيد المحددة لهم بالأسبوع.
وأضاف المواطن “انيس” قائلاً : نحن في وقت لا أحد يستطيع الذهاب لمستشفى خاص إلا من رحم ربي ، ولهذا فإن المجمعات الصحية هي المكان الوحيد والمناسب لنا على قد الحال، ولهذا نتمنى من الجهات المعنية دعمها للتخفيف من معاناة الناس.
وفي سؤالنا للمواطنة “عليا حسين” في مجمع القطيع قالت : طاقم العمل يعملون كل ما بوسعهم ، ولكن مشكلتنا عند إجراء الفحوصات، أغلب الأوقات يُكتب لنا فحص معين ولايكون موجودا ، وهذا يجعلني أذهب وأعمل الفحص في مختبر خارجي وبسعر مكلف عن ما كنت أعمله في المجمع.
ختاماً .. هنا قد استعرضنا في التقرير الذي بين أيديكم دور المجمعات الصحية وأهميتها والصعوبات الذي تواجه عملها والحلول والمعالجات الذي يتوجب القيام بها.
وبدورنا نناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية العاملة في قطاع الصحة تكثيف دعمهم للمجمعات الصحية والعاملين بها ، وذلك لأهمية دورها وما تقوم به من خدمة.