مخاوف من تزايد حالات «الاشتباه» بعدوى الكوليرا في العاصمة عدن
سمانيوز-شقائق /تقرير / دنيا حسين فرحان
دائماً ما يتعلق بالصحة يكون مصدرا مهما للمواطنين في أي مكان خاصة لو لم تكن هناك إمكانيات كافية من أجل تفادي انتشار أي مرض أو وباء أو حتى تقديم خدمات صحية وطبية جيدة.
فكيف سيكون الحال لو كانت المدينة التي ينتشر فيها المرض تعاني من أزمات كثيرة جدا، وخير مثال هي العاصمة عدن التي تخرج من مشكلة لتقع في الأخرى عندنا نصف الحالة الصحية لمدينة عدن هناك نتائج كارثية في المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات فكلها تشكو من عدم توفر الإمكانيات والطاقم الطبي الملائم ونقص في الأدوية والخدمات الطبية والأجهزة مما يضطر المواطنين للذهاب للمستشفيات الخاصة التي يتضاعف سعرها ولا يتمكن المواطن من سداد قيمتها فمنهم من يضطر أن يظل تحت رحمة المستشفيات الحكومية وإهمالها ومنهم من يموت من المرض أو الحاجة لإجراء عمليات جراحية طارئة أو السفر للخارج لتلقي العلاج.
في الوقت الحالي تداولت أنباء عن عودة تفشي مرض الكوليرا في عدن وعن تواجد حالات مصابة بالمرض تم اكتشافها في المستشفيات وبعض العيادات والمجمعات الطبية المتواجدة في الأحياء السكنية ، لأنها تحمل نفس أعراض المرض هذا ما أثار قلق ومخاوف المواطنين من عودة المرض من جديد أو مواجهة خطر قادم على المستوى الصحي للمدينة.
مكتب الصحة بعدن عقد مؤتمرا صحفيا للتوضيح بعد ظهور 9 حالات مصابة بالكوليرا ووضح تفاصيل أكثر حول الموضوع.
مخاوف من عودة المرض وظهور حالات مصابة :
من الأشياء التي أصبحت تقلق المواطنين هي تداول أخبار انتشار حالات مصابة بمرض الكوليرا ، فهناك أعراض تصاحب المرض منها الإسهال الحاد والقيء وهو ما انتشر في الآونة الأخيرة بين المواطنين وخاصة الأطفال فظهرت حالات في المدارس وفي العيادات مما جعل البعض يقول بأنه سيتم إغلاق المدارس في حال زاد انتشار الحالات فمعظم الأطفال بدأت تظهر عليهم الأعراض وقد يسبب عدوى في الصف الواحد وبعدها لكل المدرسة.
ولكن هناك من نفى أن تكون هذه الأعراض لمرض الكوليرا وأن الدراسة لن تتوقف أبدا فقط هي مجرد أعراض تحتاج راحة وعلاج مع تغيرات الجو ودخول فصل الشتاء ونزلات البرد التي ترافقه للمواطنين في كل مرة.
ولكن هناك من يجزم أن في العيادات والمجمعات الطبية تم تشخيص حالات مصابة بالكوليرا وأنها ما زالت طفيفة لا تدعو للقلق فقط تحتاج لكورسات علاجية وبعض الراحة وأدوية محددة وسيعود المريض بكافة صحته ولا تستدعي كل هذا القلق والخوف.
المواطنون يشكون ضعف دور الجانب الصحي في عدن :
تتحدث المواطنة سجى علي الأصبحي قائلة :
الوضع في عدن أصبح مخيفا خاصة عندما يتعلق الأمر بانتشار مرض أو وباء أو أي أزمة صحية ، الجميع يظل في ترقب لما سيحدث، فآخر ما حدث هو انتشار أخبار بظهور حالات مصابة بمرض الكوليرا وهو من أخافنا جميعا بصراحة فهذا المرض قد ظهر من سنوات ، وكان خطيرا وقتل عددا كبيرا من المواطنين ليس فقط في عدن بل على مستوى العالم.
وبعده ظهرت أمراض كثيرة جدا ولها أرقام وإحصائيات بحالات الوفاة مخيفة وحالات الإصابة أو الشفاء منه بعد مرحلة طويلة من العلاج، وعند مقارنة إمكانيات عدن بأي دولة أخرى سنجدها صفر لا توجد رعاية طبية كافية ولا توجد علاجات مجانية للمواطنين فهم يشترون العلاجات للأسف ، وبأسعار غالية جدا مقارنة بدخلهم ورواتبهم وهناك من يستلف لأجل شراء علاج له ولأولاده وصلنا لحال صعب.
الكوليرا لو اجتاحت عدن مرة أخرى صعب تداركها في الوقت الحالي المستشفيات الحكومية لا توجد لديها إمكانيات والمستشفيات الخاصة تكاليفها كبيرة والضحية هو المواطن الذي يقع وسط هذه الدوامة الكبيرة التي لا مفر منها.
لذلك نتمنى من الجهات المعنية أن تلتفت لنا وتتفادى انتشار أي وباء جديد ، نرجو ذلك منها فنحن اكتفينا بالمشاكل والأزمات التي نعيشها كل يوم والغلاء وانتشار الأمراض يعني هلاكنا تماما.
فيما تقول المواطنة سارة خالد :
ازدادت مخاوفنا بعد أن صرح مكتب الصحة بالعاصمة عدن عن ظهور حالات مصابة بالكوليرا ومتواجدة داخل الحجر الصحي بعد إجراء الفحص بالمختبر المركزي بعدن تبين إن تسع حالات فقط مصابة بالكوليرا من بين إجمالي “29” حالة مرضية مصابة بالإسهال من المهاجرين الاثيوبيين موجودين حاليا في الحجر الصحي بمستشفى الصداقة.
وكل الحالات المصابة هي من المهاجرين الاثيوبيين الغير شرعيين، والذين قام المواطنون بإسعافهم ونقلهم للمستشفى لغرض العلاج، وحالة واحدة دخلت المستشفى وبعد إجراءات الفحوصات تبين أنها مصابة بتسمم غذائي. وأشار أنه وانطلاقا من المواقف والرسالة الإنسانية التي يقوم بها القطاع الصحي فقد عمل على معالجة تلك الحالات والتحفظ عليها في العزل الصحي.
وصحيح أنه تم التوضيح بأن مكتب الصحة لديه ما يكفيه من علاجات حالياً، وأكدوا أن هناك تعاونا دوليا ودعما من عدد من المنظمات وغيرها لمواجهة هذا المرض ولا داعي لإغلاق المدارس، وأن الوضع تحت المراقبة والملاحظة وهناك غرفة عمليات وملخص يومي سيصل إلى وسائل الإعلام مساء كل يوم، لكننا كمواطنين نخاف من تفاقم الوضع وانتشار المرض وخروجه عن السيطرة كما حدث في جائحة كورونا.
إجراءات احترازية لمحاربة انتشار المرض :
مكتب الصحة العامة وقيادة العاصمة عدن ممثلة بمعالي وزير الدولة المحافظ أحمد حامد لملس قد اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية بما في ذلك التنسيق مع كافة الجهات المختصة (المرافق والمحاجر الصحية في مستشفيات الصداقة، والجمهورية، ومصافي عدن) وكذا مع الجهات الأمنية ومؤسسة المياه وصندوق النظافة والأشغال.
بالإضافة إلى غرفة عمليات مكتب الصحة والوزارة وعمليات المحافظة والجميع في جاهزية عالية للحد من انتشار مرض الكوليرا الذي تم ظهور حالات في كل من العاصمة عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت.
وأضاف مدير عام مكتب الصحة العامة بالعاصمة عدن أن هناك تنسيقات ولقاءات متواصلة بين القيادات في وزارة ومكتب الصحة مع المنظمات الدولية وفي المقدمة مكتب الصحة العالمية ومنظمة الهجرة الدولية.
وأطباء بلا حدود وغيرها لتقديم كافة أوجه المساعدة مع انتشار مرض الكوليرا. كما تولت قيادة العاصمة عدن التواصل مع محافظي المحافظات المجاورة بهدف القيام بعزل الحالات المصابة في المخيمات ومنع تنقلاتهم لمحافظات أخرى ، وخصوصا إلى العاصمة عدن، وحتى لا يحصل أي ضغط على مستشفيات عدن ويؤدي لا سمح الله إلى انتشار المرض.
وتم تطمين كافة المواطنين بأنه ليس هناك ما يثير الخوف، والدعوة إلى تحمل مسؤولياتهم في اتخاذ الإجراءات الاحترازية ، فالوقاية خير من العلاج.
وفي ظل مخاوف المواطنين من ظهور حالات مصابة بمرض الكوليرا ذلك يقفون في ترقب وحذر ومحاولات الوقاية خير من العلاج على أمل أن تكون الجهات المعنية في وزارة الصحة على أتم الاستعداد لمواجهة المرض كما صرحت وألا يتفاجأ المواطنون بعكس ذلك خلال الأيام القادمة.