استطلاعاتالجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

مسمى «الشرعية اليمنية» حجر عثرة أمام تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته، إلى متى ..؟

سمانيوز / استطلاع

يرى جنوبيون أن وجود الشرعية اليمنية في الجنوب هو السبب الرئيسي في تأخير فك الارتباط ، وفي تعطيل إقامة دولة جنوبية على أرض الجنوب، مستهجنين سكوت القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية على هكذا وضع، متسائلين إلى متى تظل الشرعية اليمنية حجر عثرة أمام تحقيق حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم ؟

لافتين إلى أن العالم يعترف بشرعية العليمي ومعين في الجنوب وبشرعية الحوثي في صنعاء، متسائلين أين موقع الجنوبيين من هذه المعادلة ؟

مؤكدين على أن الانتصارات والإنجازات التي يحققها المجلس الانتقالي تنسب للشرعية اليمنية المعترف بها دولياً في عدن! مستنكرين لماذا كل هذا الانتقاص و الاستخفاف بالجنوبيين؟

وقالوا لقد فشلت الشرعية اليمنية عسكرياً ، بل وسلمت بعض المحافظات والمواقع والألوية العسكرية للحوثي في نهم والجوف ومأرب وتعز، متسائلين لماذا تصر بعض دول التحالف العربي على التمسك بها رغم فشلها؟

وقالوا إن الحوثي يحتل صنعاء والشرعية اليمنية تحتل عدن وإن القبقبة للانتقالي في الجنوب والفائدة للشرعية اليمنية وإلى أن الوضع في الجنوب غير سوي ، بل يدعو إلى السخرية حيث بعير الانتقالي يعصر ، والشرعية تأكل العصار على حد قولهم ، فيما يرى مراقبون أن إعادة دولة قطر إلى الساحتين اليمنية والجنوبية قد يعيد الروح والنشاط إلى الحركات الإرهابية الإخونجية ويزيد المشهد تعقيداً ..

وفي السياق استطلعت سمانيوز آراء عدد من الكوادر الجنوبية وخلصت إلى مايلي ..

مستجدات من حولنا زادت وضع الجنوب تعقيداً :

يرى القيادي بالحراك الجنوبي الأستاذ عوض صائل أن الوضع الراهن للجنوب يمر بمرحلة في غاية التعقيد في ظل مستجدات الأوضاع الدولية في الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية، ويزداد الوضع سوءاً مع سباق المصالح الدولية في المنطقة بين الاقتصاد الصيني الصاعد ودول البريكس والاقتصاد المهيمن القديم الأمريكي- الأوربي ، وموقع الجنوب يأتي في مقدمة الاهتمامات الدولية والإقليمية ، وقد أفرزت حرب غزة معطيات جديدة أظهرت تخادما إيرانيا – أمريكيا. ويبقى الجانب الأمريكي ممسكا بطرفي القوة في المنطقة ، إيران والسعودية لاحتياج الطرفين إليه ولاحتياجه لهما لتقليص النفوذ السياسي – الاقتصادي العالمي الجديد ، ويصبح الجنوب رهن هذه المعمعة الدولية التي لم تتضح بعد وإلى ماذا ستفضي الحرب في غزه.

شرعية العليمي غطاء رقيق يمكن خلعه في أي وقت :

وأضاف الأستاذ عوض : لايغيب عنا هدف الممارسات السياسية والاقتصادية المجحفة التي يتعرض لها الجنوب من قبل الأشقاء ، وبمباركة أمريكية أوروبية وهي بلا شك تستهدف إفشال المشروع الوطني الجنوبي ، وما شرعية العليمي إلا غطاء رقيقا يمكن خلعه والاستغناء عنه عندما تتغير المصالح ، ويبقى المجلس الانتقالي الممثل لقضية شعب الجنوب هو التحدي الأقوى أمام تلك الأطراف الإقليمية والدولية ليس لقوته العسكرية فحسب ، بل لأنه يحمل قضية شعب عادلة وله إنجازات تخدم استقرار الأمن القومي والدولي في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم ويقف وراءه شعب جبار.

وتابع الأستاذ عوض حديثه قائلاً :

هناك تحد أيضاً كبير أمام المجلس الانتقالي في كيفية الحفاظ على حاضنته الشعبية في ظل إجراءات العقاب الجماعي الممنهج المستمر المتخذ ضد شعب الجنوب لتركيعه وتخليه عن حامل مشروعه السياسي .

وختم قائلاً :

يجب أن يقترن السعي للحفاظ على التماسك الجنوبي بعمل سياسي مكثف يطرق أبواب القوى الدولية العظمى ، لاسيما والمصالح الدولية تتركز في أرض الجنوب ولا يمكن لأحد الحفاظ عليها غير شعب الجنوب.

شرعية اليوم نفس شرعية العام 1994م :

فيما يرى المحلل السياسي الأستاذ سالم أحمد المرشدي أن شرعية اليوم هي نفس شرعية العام 1994م الدموية، ولايمكن لمن احتل الأرض ونهب الثروة واستباح الدم بالأمس أن يساعدنا اليوم ، فهذه الشرعية هي نفس نظام صنعاء الذي رفع شعار (الوحدة أو الموت) وهم اليوم يتخادمون مع الحوثي ومع الجماعات الإرهابية للقضاء على كل قيادات الجنوب وخاصة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بحسب اعتراف الخلايا الإرهابية المستوردة من اليمن.

وأردف قائلاً : إن وجود هذا النوع من الشرعية في الجنوب لايمكن له أن يساعد أو يقول الحقيقة أو يسهم في استعادة الدولة بل سيقفون ضد فك الارتباط والقيادات الجنوبية تعرف ذلك ، ولكن تماشيا مع صوت العقل ونبذ العنف وهو هدف من أهداف الثورة الجنوبية التي انطلقت في ٧/٧ / ٢٠٠٧م وخاصة بعد انطلاق عاصفة الحزم بداية عام ٢٠١٥م شارك الجنوب بقواته الجنوبية ونجح في طرد المليشيات الحوثية من عدن وطرد تنظيم القاعدة من المكلا ساحل حضرموت وأصبح الجنوب وقواته جزءا لا يتجزا من التحالف العربي في محاربة الإرهاب والتصدي للمد الفارسي. ومن هنا نقول إن الجنوب وقيادته ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي لن تسكت أبداً وإنما تماشياً ووفقا لسياسة التحالف العربي والمجمتع الدولي الذي أعترف اخيرا بالقضية الجنوبية في أغلب المحافل الدولية ، وكان آخرها وصول الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي إلى الأمم المتحدة في نيويورك وهذا يعتبر تقدما كبيرا تحقق على يد المجلس الانتقالي الجنوبي وصولا إلى الحل النهائي على طريق استعادة الدولة الجنوبية بحدود مايو ١٩٩٠م .

وتابع الأستاذ المرشدي حديثه قائلاً : العالم اليوم أصبح يدرك طبيعة الصراع في اليمن ، وهناك مبعوث دولي إلى اليمن السيد جروندبرج ومندوب أمريكي تيم ليندركينغ وأيضًا أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي ، والجميع هنا التقى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ، وفي الخارج أيضاً وهذه خطوة إيجابية تدل على اعتراف واضح بالقضية الجنوبية ويترتب عليه عدة خطوات إيجابية قادمة سوف يشهدها الجنوب قريبا في ظل هذه التطورات التي يشهدها العالم وأولها المصالح الدولية ، ويعتبر الجنوب صمام أمان الأمن القومي العربي إذا نظرنا إلى موقعه الجغرافي وخاصة باب المندب ، وخليج عدن الذي يقع في دولة الجنوب وهو ممر دولي يجب أن يكون في الأيدي أمينة بعيدا عن المليشيات الحوثية التي تمارس القرصنة والإرهاب في البر والبحر . وبالمقابل فإن الأرض الجنوبية تدار بأيدي أبنائها وهم قادرون على توفير الأمن والاستقرار سواء في البر أو في البحر.

وأضاف الأستاذ المرشدي : نعم هناك فشل ذريع للشرعية اليمنية عسكرياً وإداريا ولاتزال مستمرة في ممارسة الفشل وصلت إلى تسليم بعض المحافظات والألوية العسكرية للحوثي، وللأسف دول التحالف العربي تعرف هذا جيدا ، ولاتزال مصرة ومتمسكة بهذه الشرعية الفاشلة ، ونحن في الجنوب نستغرب ذلك التصرف ولكن التحالف موجود بقواته على الأرض الجنوبية ولديه أجهزة استخبارات قوية ولكن هذا شيء راجع لهم والمثل يقول الحجر من الوادي والدم من راسك.

المنظومة اليمنية مؤدلجة ضد الجنوب :

من جهته المحلل السياسي الأستاذ محمد الجفري يرى أن المنظومة اليمنية سواء العفاشية أو الحوثية مؤدلجة ضد الجنوب وقال؛ في العام 2015 توجهت جميع الفصائل العسكرية والقبلية من صنعاء والمحافظات اليمنية تحت مسمى مليشيات الحوثي عفاشية لغزو الجنوب ودمرت مؤسساته الحيوية وبناه التحتية ، ولكن بفضل من الله ثم من المقاومة الجنوبية التي تشكلت من جميع الفصائل الجنوبية ، وبدعم دول التحالف العربي

استطاع أبناء الجنوب دحر تلك القوى المعادية في فترة زمنية وجيزة، ولكن للأسف سلمت العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب بطبق من ذهب لشرعية الإخوان المسلمين القابعين في فنادق الرياض بدلا من تسليمها للجنوبيين أصحاب الأرض.

وتابع الأستاذ الجفري قائلاً : ولكن مع ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي تغيرت الأوضاع حيث أصبح قوة سياسية وعسكرية وممسكا بزمام الأمور الأمنية على أرض الجنوب ، ولكنه في الوقت الراهن يواجه مؤامرة إقليمية لإزاحته عن المشهد كي لاتقوم دولة جنوبية حديثة بكامل سيارتها ، وتم إبقاء تلك الرموز اليمنية (الشرعية) صاحبة الأفكار القذرة وفي حقيقة الحال ماهي إلا أدوات للخارج وكذا لنهب ثروات ومقدرات الجنوب وتعطيل إداراته ومؤسساته. واعتقد أن بقاء القيادات الجنوبية كشركاء في ماتسمى حكومة الشرعية هذا سيجعل شعبية المجلس الانتقالي تتلاشى يوما بعد يوم. لهذا يجب على المجلس الانتقالي النظر إلى الجوانب الخدمية والاقتصادية المعيشية للمواطن الجنوبي ، والعمل على تحسينها وكذا إعادة تقييم علاقته بالشرعية وببعض دول التحالف العربي.

الوصاية الدولية استعانت بالشرعية اليمنية :

وكان القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين الأستاذ مهدي عبدالله مقبل مسك ختام استطلاعنا حيث قال : إن الشرعية اليمنية أتت إلى الجنوب عقب حرب 2015م عبر الوصاية الدولية ، وعبر تفاهمات واتفاقيات مشبوهة مع نازحي وهاربي الشمال إلى عدن والجنوب بشكل عام. وباتت الشرعية اليمنية مسمار جحا في الجنوب ، واصبحت بالفعل معضلة وحجر عثرة إلى اليوم أمام تحقيق حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم ، بل السبب الرئيسي في تعطيل بناء مداميك الدولة الجنوبية وتفعيل مؤسساتها ومحاربة الفساد اليمني المستشري فيها بشكل فظيع.

وتابع الأستاذ مهدي قائلاً : إن وقوع البلد تحت البند السابع أفسح المجال أمام القيادات اليمنية العليمي ومعين ومن على شاكلتهم للاصطياد في مياه الجنوب العكرة ، ونجحوا بالدخول في شراكة مع الجنوبيين لقيادة الجنوب بذريعة الشرعية اليمنية.

ومن هنا استغل الاحتلال اليمني هذه الشراكة لمحاربتنا وتعطيل مؤسسات الجنوب على سبيل المثال وليس الحصر ملف الكهرباء والنازحين اليمنيين وماسببوه من أعباء اقتصادية وخدمية وتدمير للبنى التحتية ، حيث العاصمة عدن غير مؤهلة لاستقبال كل ذلك الكم الهائل من النازحين، إلى جانب الفساد الإداري والمالي الذي طال أغلب مؤسسات الجنوب الناجم عن الشرعية اليمنية التي تتلاعب وتعبث بأكثر من ملف، ناهيك عن صفقات الفساد والغش وكذا ملف الإرهاب اليمني المستورد إلى الجنوب.

ما الذي يتوجب فعله :

وتابع الأستاذ مهدي حديثه قائلاً : يتوجب علينا اليوم أبناء شعب الجنوب بكافة توجهاتنا السياسية والعسكرية والمدنية هو رص الصفوف وإعداد العدة يدًا واحدة وجنباً إلى جنب للدفاع عن الأرض والعرض والدين ، وترحيل أي تباينات في وجهات النظر حتى استعادة الدولة الجنوبية لاسيما الجنوب اليوم يمر بمخاض عسير ، وتحيط به أعداء كثيرة تكالبت عليه لغرض الابتزاز والإخضاع

فيتطلب علينا اليوم توحيد الصف وصلابة الموقف. كما يتوجب علينا تعزيز الموقف السياسي في أي مفاوضات لاتنتقص من حقنا المشروع في استعادة دولتنا حرة أبية على كامل ترابها الوطني ماقبل عام 1990م .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى