من البديل عن الحوثي في الشمال حال إسقاطه ؟.. «التحالف الدولي» هل يرغم الجنوبيين على ترك السلاح والانخراط ضمن دولة يمنية موحدة مستقبلا؟
سمانيوز / استطلاع/خاص
كل المؤشرات تدل على أن القرار (الدولي إقليمي) قد اتخذ لاجتثاث مليشيات الحوثي لتهديدها المباشر والمستمر للأمن والسلم الدوليين، ولم يتبق غير التنفيذ غير المعلن حتى اللحظة ومع هكذا معلومات متداولة عن قرب إسقاط سلطة الحوثيين في شمال اليمن برزت تساؤلات عن ماهية البديل؟ لا سيما القوى اليمنية الإخوانية والعفاشية تهيئ نفسها للانقضاض على العاصمة اليمنية صنعاء.
وما موقف توكل كرمان وأتباعها من عودة مرتقبة لبقايا عفاش إلى السلطة؟
أجرت صحيفة «سمانيوز» استطلاعاً صحفياً التقت خلاله عددا من المحللين السياسيين والناشطين الإعلاميين وخرجت بالحصيلة أدناه فهاكم التفاصيل :
ليس الإزاحة وإنما الترويض:
يرى المحلل السياسي الأستاذ صالح علي الدويل باراس أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت هناك رغبة دولية وإقليمية لإزاحة الحوثي في هذه المرحلة.
وأضاف الدويل : لقد اختار الأمريكان التصنيف الإرهابي وهو تصنيف مطاط ليس الهدف منه الإزاحة كما قد يتبادر للذهن بل أحيانا الهدف الترويض وهذه الحالة لها نظائر في السياسة الأمريكية تصل مرحلة الضغط بالتصنيف إلى مرحلة وماتلبث أن تفاوض المُصنّف بالإرهاب،
أما بخصوص الانتقالي يعتقد الأستاذ الدويل أن التحالف سيرغمه على الانخراط في دولة يمنية واحدة والمؤكد أن شكل الدولة القادمة لن يكون مركزيا في حالة تم التخلص من الحوثي ، أما في وجوده وشراكته فإنه سيكون مثل حزب الله في لبنان قبل هزيمته سيجعل كل القوى مجرد صور حزبية وسياسية يديرها، ومع ذلك لا اعتقد أن يتم التخلص منه في الشمال أو أجزاء منه وبالتأكيد ستكون الأحزاب والنخب اليمنية جاهزة لإدارة الشمال. وتابع الدويل قائلاً : أما في الجنوب فإن الحال سيختلف إنما لا استطيع أن اتصوّر كيفية اختلاف الحالة الجنوبية بعد إخراج الحوثي في حالة تم اتخاذ القرار بإخراجه ، وهل هناك ترتيبات قامت بها القيادة مقابل الاشتراك وما طبيعتها وطبيعة تحالفاتها هذا أمر مجهول إلى الان لكن لا اعتقد أن تنطلي على قيادة الانتقالي امور كهذه.
التحالف الدولي لايريد إسقاط الحوثي نهائيًا :
من جهته يعتقد الناشط الإعلامي الأستاذ ياسر محمد السعيدي أن التحالف الدولي لايريد إسقاط الحوثي نهائيًا وإنما يريد إضعافه لحسابات سياسيه، يريد تقليم أظافره العسكرية ونزع سلاحه وتدميره جزئيا، جعله قوة سياسية منزوعة السلاح ثم يرغمه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، أما إذا أرادت الولايات المتحدة وحلفائها محو مليشيات الحوثي من على الخارطة السياسية ، فإن البديل سيكون حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة أحمد عفاش ليكون البديل الأقرب إلى تولي زمام الأمور في المناطق الشمالية.
وتابع الأستاذ ياسر قائلاً : أما بالنسبة لإرغام المجلس الانتقالي على ترك سلاحه والانخراط في العملية السياسية ضمن إطار الوحدة اليمنية ، فذلك غير ممكن في الوقت الحاضر، لأن التحالف العربي وأمريكا وبريطانيا يريدون من الانتقالي الجنوبي محاربة الإرهاب الدولي المزروع في المناطق الجنوبية ، وأيضا يمكن أن تسند للقوات الجنوبية تأمين خط الملاحة الدولي
أما المفاوضات ضمن دولة يمنية ، فذلك غير ممكن لأن الوحدة اليمنية أصبحت من الماضي إما أن يجلس لمفاوضات لحل القضية الجنوبية أو لترتيب إعادة وضع الدولتين إلى ماقبل العام 1990م فذلك ممكن أما غيره فلن يقبل المجلس الانتقالي بأي إملاءات تعيد الجنوب إلى باب اليمن.
توجه دولي لترتيب أوضاع الإخوان بالأقطار العربية :
من جهته الناشط الإعلامي الأستاذ علي العميسي الكازمي يرى أن هنالك تغيرات سياسية في المنطقة وترتيب مشهد جديد يفرض توازنا قادما يجعل من بقاء الإسلام السياسي بقيادة الإخوان المسلمين وجود عبر إسقاط النظام السوري وتمكينهم عبر الحليف التركي وجعل من سوريا حديقة خلفية تستقبل ما تبقى منهم ومحاولة خلق أرضية لهذا التنظيم ينطلق منها لمحاربة الدول التي تم خلعهم منها.
وأضاف الكازمي قائلاً : جميعنا يعلم حجم التحالف بين الإخوان والتشكيلات الإيرانية في المنطقة رغم سقوط النظام السوري الذي يعتبر الوجه الثاني لإيران إلا أن هناك استراتيجية جديدة فرضت ليكون هناك تحركات بشكل جديد، كلنا نعلم حجم التفاهمات بين مليشيات الحوثي والإخوان فرع اليمن حزب الإصلاح الذي عمل طيلة هذه الفترة، لا نستبعد تبادل الأدوار بنفس السيناريو الذي حدث في سوريا.
الهضبة الزيدية بمفهومها العقائدي متفقة فيما بينها :
وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني مسك ختام استطلاعنا قائلاً : بخصوص المحور الأول من استطلاعكم من سيكون البديل للحوثي في حال إسقاطه؟
من وجهة نظري أن الهضبة الزيدية بمفهومها العقائدي والايديولوجي والطبقي تتفق فيما بينها عندما يتعلق الأمر لمن ستؤول السلطة في اليمن ، لذلك قد تتغير الأسماء والشخوص ، ولكن تبقى السيكلوجيا السياسية واحدة سنشاهد توافقا غير عادي رغم شدة الصراع.
وأضاف الجاروني قائلاً : الصراع في اليمن سببه أن طرفا واحدا من تلك الهضبة يريد أن يستأثر بكل شيء تاركا شركاءه خارج السياق وهو مافجر الوضع في2011 بقضية التوريت لأحمد علي (منذ ظهور فكرة التوريث عند عفاش) وهاهي تتكرر عند الحوثيين حيث المرة الأولى كانت مرجعية أسرية والمرة الثانية كانت طائفية بحتة وفي الحالتين من رفض ذلك هم نخب الهضبة.
وأضاف : للأسف الشعب في الجمهورية العربية اليمنية يفتقد للقدرة على التغيير بعد أن سمحت الهضبة أن يكون للبقية غير الزيدية مساحة في الحقل الاقتصادي تنشغل فيه ،وأن تكون السياسة والجيش للهضبة الزيدية ، لذلك أتوقع بعد فترتي صراع متصلة سيقتنع الكل بتقاسم السلطة وفق الإطار التاريخي لسيطرة الهضبة الزيدية، ولا أتوقع أن يخرج الحوثيون كلهم من المشهد السياسي لكن من الممكن عودة التقاسم وفق نتائج الربح والخسارة في الحرب أو المفاوضات.
وقال الحاروني : أما بخصوص الشق الثاني والخاص بموقف الانتقالي من أي ضغوط تفرض عليه للانخراط في إطار دولة موحدة تحت أي مسمى فيدرالية أو إدارة ذاتية أو غير ذلك لا أعتقد أن الانتقالي ومن خلفه كل القوى السياسية ستقبل بالعودة للمربع الأول وعلى الانتقالي أن يوصل هذه الرسالة بشكل صريح وقطعي لايقبل التأويل باحتمالية قبوله بهكذا فكرة لأنه بهكذا موقف سيدق آخر مسمار في نعشه ككيان يمثل شعب الجنوب وغالبية الشعب والقوى السياسية تراه الأقدر على إنفاد إرادة الناس في الانعتاق من هذا الاحتلال. نعلم أن الضغوط تزداد على الانتقالي ونعلم أن هناك مؤامرات تحاك ضده حتى من شركائه في اتفاق الرياض بل أنهم يتآمرون مع الحوثي لإسقاط مشروع فك الارتباط ولولا حنكة القيادة السياسية ورباطة جأشها في هذا الصراع ومواجهة كل تلك الضغوط لسقط المشروع الجنوبي منذ الوهلة الأولى ونحن نثق أن قيادتنا ممثلة بالأخ القائد الرئيس عيدروس الزٌبيدي ستتمسك بثوابت الأمة الجنوبية وخيار الاستقلال.
هذا التفكير القاصر لا أظنه خيارا صائبا لقد قدمنا أنفسنا بشكل واضح أننا مع دولة فيدرالية ترفض الإرهاب والتعصب وتنشد السلام وعلى الإخوة في التحالف العربي البحث عن شركاء حقيقيين ينبذون التعصب والإرهاب وينشدون السلام والتنمية ولديهم الرغبة للتعاون مع محيطهم الإقليمي بعيدا عن التبعية لإيران ومشروعها الشيعي ولا أعتقد أن هناك طرفا في الصراع الدائر اليوم غير الجنوبيين يمثل هذا التوجه وأي ضغوط قد تزيد الأوضاع تعقيداً وتذهب بالتحالف إلى منزلق خطير.