الجنوب العربيالسلايدر الرئيسيتقارير

اليوم التالي بعد الحوثي.. من يجهّز أوراقه للانقضاض على الجنوب؟

م. مسعود أحمد زين يحذر من استغلال مرحلة إضعاف الحوثيين لتصفية القضية الجنوبية وخلط الأوراق في حضرموت وعدن

سمانيوز/رصد وتحرير: هشام صويلح

في ظل الضربات الأمريكية المتواصلة على معاقل الحوثيين، تتصاعد التساؤلات حول ما إذا كانت مرحلة جديدة تُرسم في الخفاء، لا تستهدف فقط إعادة تشكيل المشهد في الشمال، بل تتسلل بأدوات سياسية وإعلامية نحو الجنوب، حيث يبدو أن هناك من يعدّ لليوم التالي بـ”حسابات مقلوبة” على حساب مكاسب ما بعد 2015.

المهندس والمحلل السياسي مسعود أحمد زين يقرأ المشهد من زاوية معاكسة للتوقعات، ويرى أن التسوية المرتقبة بعد تقليم أظافر الحوثي عسكريًا، لن تكون بالضرورة فرصة لتعزيز مشروع الدولة الجنوبية، بل قد تتحول إلى أداة لنسف كل ما تحقق.

ففي قراءته لتأثير الضربات الأمريكية، يقول:
“هناك اعتقاد عام بأن الضربات الأمريكية المستمرة لقوات الحوثي سوف تؤدي إلى إضعافها بشكل كبير وبما يشبه ما تم لحزب الله اللبناني. وسوف يعقب ذلك تسوية سياسية شاملة تنقلب فيها موازين القوى بعكس ما كانت عليه في اتفاق السلم والشراكة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤. وستكون الأحزاب السياسية الكبرى (مؤتمر وإصلاح) في موقع القوة والحوثي في موقع الضعف.”

لكن هذه القوى، بحسب زين، لا تنتظر سقوط الحوثي فقط، بل تُعِد العدة لإزاحة من تعتبره “الخصم الجنوبي الأصعب” قبل أن تبدأ معركتها في صنعاء. إذ يقول:
“ترى هذه القوى السياسية أن تأمين الجنوب في جيبها والتخلص من أكبر حامل سياسي فيه (الانتقالي) هي الخطوة الأهم والمقدمة على أي استعداد عسكري أو سياسي للتحرك بمناطق سيطرة الحوثي واستعادة صنعاء.”

ما يجري في حضرموت وعدن وشبوة، وفقًا لقراءة زين، ليس وليد الصدفة، بل سلسلة مترابطة من الإرباكات المصممة بعناية، إذ يوضح:
“أعتقد أن تلك الأحزاب السياسية أو بعضها أو بالتنسيق مع حلفاء آخرين تعمل على خلط الأوراق الآن في حضرموت وبقية محافظات الجنوب لإغراق الطرف الجنوبي في الشرعية (الانتقالي) من خلال تفعيل عثرات كثيرة ومتزامنة أمامه في حضرموت وشبوة وأبين وعدن، وأعتقد أن الحوادث الأخيرة في تلك المحافظات لم تكن بعيدة عن هذا السيناريو.”

ولأن الحروب تُخاض اليوم بالمنصات كما بالسلاح، يشير إلى أن الحملة الإعلامية لهذه القوى لا تركز على الحوثيين رغم الضربات القاصمة، بل تنقل المعركة بالكامل إلى الجنوب:
“نلاحظ أن التغطية الإعلامية لهذه القوى متفرغة لتأجيج ما يجري بالجنوب وتهيئة الرأي العام للخروج ضد الانتقالي، وليس لتغطية تطورات الهجمات الأمريكية على الحوثي وتهيئة الرأي العام هناك للخروج ضده في مرحلة لاحقة.”

المأزق، كما يراه زين، لا يكمن فقط في حجم المؤامرة، بل في قدرة الخصوم على استدراج أخطاء جنوبية تسهم في تنفيذ المخطط دون عناء، محذرًا بقوله:
“علينا أن لا نستغرب إذا استطاعت هذه القوى من استغلال أو استدراج أي اندفاع جنوبي عسكري أو سياسي أو إداري أو قبلي، ودفع صاحبها لتصرفات غير محسوبة تكون كافية لخلق حالة من البلبلة والسخط وربما تطور لما هو أكبر ويغرق الجميع جنوباً بهذه التفاصيل.”

وإزاء هذا المشهد، يدعو زين إلى رفع منسوب اليقظة داخل المجلس الانتقالي، استعدادًا لمرحلة ما بعد الحوثي، معتبرًا أن ما تحقق بعد 2015 بات مهددًا، إذا لم يُصن برؤية واعية واستعداد مبكر:
“تستدعي التطورات التي تحصل اليوم على جبهة الحوثي أن يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي على أعلى مستوى وبأعلى درجات اليقظة والحرص لليوم التالي بعد مرحلة إضعاف القوة العسكرية للحوثي، وأن يكون جاهزاً للدفاع عن مكتسبات الجنوب التي تحققت بعد حرب 2015 وقدمت من أجلها أغلى التضحيات.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى