تزامنا مع تحركات بن حبريش ودعم إصلاحي معلن… «قناع التحرير» كيان إخواني بوجه داعشي جديد في حضرموت ..!

تقرير: خاص بسمانيوز/هشام صويلح
أثار إعلان تشكيل كيان سياسي جديد في وادي حضرموت، تحت مسمى “تيار التغيير والتحرير”، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والمجتمعية، خاصة بعد الكشف عن تولي قيادته من قبل أبو عمر النهدي، أحد القيادات السابقة في تنظيم القاعدة، والمعروف بارتباطه بجبهات قتال خارجية وعلاقات وثيقة بتيارات متطرفة.
جاء هذا الإعلان في توقيت متزامن مع حراك قبلي يقوده عمرو بن حبريش، الذي تربطه علاقات سياسية وأمنية وثيقة بـ المنطقة العسكرية الأولى، المتمركزة في وادي حضرموت، والتي تُوَجَّه لها اتهامات مستمرة بأنها تُوفر الغطاء والتمكين للجماعات المتطرفة، وتُمارس وصاية عسكرية على المحافظة منذ سنوات.
ورغم أن التيار الجديد يرفع شعار “التحرير”، إلا أن أولوياته المُعلنة لا تتضمن أي موقف واضح تجاه وجود المنطقة العسكرية الأولى، ولا تُشير إلى إنهاء ما يعتبره أبناء حضرموت والجنوب احتلالًا عسكريًا من القوى اليمنية. وهو ما دفع مراقبين للتساؤل عن طبيعة المشروع وأهدافه الحقيقية.
الإصلاح في الصورة
اللافت في الأمر هو إعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن) دعمه العلني للتكتل القبلي المتحالف مع التيار الجديد، ما يعزز الانطباع السائد بأن الكيان السياسي الذي تم الإعلان عنه ليس سوى أداة إخوانية بواجهة قبلية – قاعدية، أُعيد تأهيلها لتعمل تحت مظلة سياسية جديدة، بعد أن واجه المشروع الإخواني التقليدي عزلة شعبية في أغلب مناطق الجنوب.
ويُعتقد أن إعادة إحياء شخصيات ذات خلفيات متطرفة في الواجهة السياسية، هي جزء من خطة لإعادة تموضع الإخوان في حضرموت، مستغلين تفكك المشهد السياسي وتعدد الولاءات داخل الوادي. ويُطرح النهدي هنا كشخصية محلية يمكن استخدامها كمجرد قناع لتحقيق اختراق سياسي في البيئة الجنوبية التي طالما رفضت مشاريع الجماعات العابرة للحدود.
السياق الأوسع
يتزامن هذا التحرك مع محاولات متكررة لخلق توازنات موازية داخل حضرموت، تسعى لفصلها سياسيًا عن محيطها الجنوبي، عبر تشكيل كيانات تدّعي الاستقلالية، بينما تعمل في الخفاء ضمن شبكات النفوذ المرتبطة بالسلطات العسكرية الشمالية والإخوان.
ويشير مراقبون إلى أن التيار الجديد يمثل مرحلة جديدة من محاولات اختراق حضرموت سياسيًا عبر أدوات مستترة، تختلف عن الأدوات العسكرية المباشرة، لكنها لا تقل خطرًا من حيث المضمون والأهداف.
خاتمة:
في ظل هذه التحركات، تبقى حضرموت أمام اختبار حقيقي، ليس في قدرتها على مقاومة الاحتلال العسكري فحسب، بل في التصدي لمحاولات تطويع الوعي السياسي المحلي، وزرع كيانات تُلبس خطاب “التحرير” ثوبًا لا يمت له بصلة.
فهل تكون هذه التحركات بداية إعادة تموضع إخواني تحت شعارات جديدة، أم مجرد محاولة أخرى ستسقط أمام وعي الجنوبيين وتمسكهم بمشروعهم الوطني؟