هل تقود تحركات بن حبريش حضرموت إلى المجهول؟
تحذيرات من انزلاقات غير محسوبة ودعوات للعقلاء للتدخل

سمانيوز/تقرير/خاص
في خضم التوترات السياسية التي تعصف بمحافظة حضرموت، يبرز التساؤل الجوهري: هل تقود تحركات الشيخ عمر بن حبريش حضرموت إلى المجهول؟ هذا السؤال لم يأتِ من فراغ، بل جاء تتويجًا لمواقف متراكمة وتحركات تزداد إثارة للجدل، كان آخرها الكلمة التي ألقاها صباح الخميس 24 إبريل 2025م، والتي استوقفت الكثيرين في الجنوب وأثارت حالة من التوجس المشروع.
الناشط السياسي الجنوبي أبو عهد الشعيبي لم يتردد في التعبير عن قلقه، حيث وصف بن حبريش بأنه يفتقر إلى “بعض المقومات الأساسية للشخصية القيادية المتكاملة الناضجة والسوية”، محذرًا من أن الأوصاف المبالغ فيها التي تُطلق عليه – الزعامة – قد تدفعه إلى “التمادي والذهاب بعيدًا”، في مسارات لا تخدم حضرموت ولا أبناءها.
الشعيبي أشار صراحة إلى خطورة استمرار هذه التحركات التي لا تتناغم مع تطلعات الجنوبيين في حضرموت، منبهًا إلى “احتمال وجود تأثير خفي لجماعة الإخوان المسلمين بتنسيق مع مجلس صنعموت وتيار القاعدة الذي يتزعمه رياض النهدي”. وبحسب تعبيره، فإن الشيخ عمر “قد لا يكون مدركًا تمامًا لتعقيدات هذه التأثيرات ومخاطرها”.
دعوة الشعيبي لم تكن هجومًا من باب المناكفة، بل جاءت مقرونة بنصيحة صريحة لمناصري بن حبريش: “فكروا مليًا في الدور الذي يلعبه اليوم”، مؤكداً أن ما يجري يستدعي تدخل العقلاء، والعمل على “توجيه الأمور نحو الحوار البناء مع قيادات شارع الدلة”، الذين وصفهم بأنهم يمثلون النبض الحقيقي للغالبية الجنوبية.
من هنا، تبدو تحركات بن حبريش وكأنها تمضي على حافة الهاوية، وسط تحذيرات من سيناريوهات محفوفة بالمخاطر ومخاوف من أن تُختطف حضرموت من بوابة التأثيرات الخارجية نحو مسارات لا تعبر عن هويتها الجنوبية. وفي ظل هذا المشهد الملبد، تبقى الدعوة إلى العقل والحوار أملًا يتجدد قبل فوات الأوان.
هامش:
شارع الدلة: وصف أطلقه عمرو بن حبريش في خطابه الأخير على الجماهير المحتشدة يوم الخميس 24 أبريل في مليونية “حضرموت أولا” بساحة الحرية بالمكلا