بعد ثلاثين عاماً من الدم.. العالم يدرك ما يعرفه الجنوبيون : حزب الإصلاح اليمني “تنظيم إرهابي”

سمانيوز/ تقرير/خاص
أن تفهم متأخراً خير من أن لا تفهم إطلاقاً.
مؤخراً، توصلت أوساط سياسية ودبلوماسية غربية إلى قناعة شبه تامة بضرورة إدراج الإخوان المسلمين ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية العالمية، وذلك استناداً لمعلومات استخباراتية ومؤشرات على الأرض تثبت تورط جماعة الإخوان بأعمال إرهابية وتعطيل سبل السلام، وكذا ارتباطها الوثيق بالنظام الإيراني الحاضن والداعم للتنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة ومليشيات محور المقاومة)، يمدهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية، والمفاهيم العقائدية التي يتم تصديرها إلى دول الجوار العربي، مفاهيم تكفيرية أدخلت عدداً من الاقطار العربية في أتون صراعات داخلية دامية.
ومع هكذا صحوة سياسية، أفاقت عدد من وسائل الإعلام الدولية، مطلقة رسائل تحذيرية عن خطورة حزب التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن”، مطالبة بإدراجه ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية المتطرفة العالمية، لإحلال السلام والوئام بمنطقة جنوب جزيرة العرب.
رسائل يراها مختصون جنوبيون وعرب جاءت متأخرة.. مؤكدين أن الجنوبيين أطلقوا تحذيرات مماثلة قبل 30 سنة، ولكن لم يلتفت إليها أحد،
تحديداً منذ تأسيس وافتتاح مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن” الرئيسي بالعاصمة اليمنية صنعاء في 3 يناير 1991م.
كان مجرد (أداة ايديولوجية ضد الحزب الاشتراكي اليمني)، تديره وتحركه رموز صنعاء العسكرية والقلبية (عفاش وعلي محسن الأحمر والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر)، إلى جانب الرموز الدينية التي شرعنت جرائمه بإصدارها فتاوى دينية تكفر الجنوبيين وتبيح دماءهم وأموالهم وممتلكاتهم وأرضهم، بل وتنهي وجودهم..
فمنذ تاسيسه سفك دماء ألوف الجنوبيين وتم تقييد جرائمه ضد مجهول، وكان ولايزال الحاضن لعناصر الإرهاب (القاعدة وداعش)، ويدير تحالفات خفية مع جماعة الحوثي لضرب الجنوب.
معهد أمريكي يدعو لإدراج “الإصلاح” ضمن قوائم الإرهاب:
في السياق، دعا معهد بحثي أمريكي إلى إدراج حزب الإصلاح اليمني – الذراع المحلي للإخوان في اليمن – على قوائم الإرهاب، مؤكداً أن ذلك مفتاحاً للسلام في المنطقة.
ونشر المعهد الأمريكي للمشاريع البحثية (AEI) دراسة للباحث الأمريكي مايكل روبين، تطرق فيها إلى المعارضة التي تبديها الأوساط السياسية والدبلوماسية في الغرب من تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
ويشير الباحث إلى التبرير الغربي بأن “الشبكة الواسعة من تصنيفات الإرهاب سوف تؤدي إلى نتائج عكسية”، مستشهداً بالرفض الأوروبي السابق لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، بحجة أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان بسبب اندماج حزب الله في النسيج السياسي للبلاد.
روبين تطرق إلى النقاش الدائر حالياً في أمريكا، حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، على غرار ما قام به حلفاء واشنطن مثل البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة.
موضحاً بأن وزارة الخارجية الأمريكية لا تزال تُقاوم هذا التصنيف الواسع لسببين: أولًا: أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة مُنتشرة، بالإضافة إلى أنها أيديولوجيةٌ أيضًا، ويخشى الدبلوماسيون تحديد حدود الجماعة.
ثانيًا: ما يواجه البيت الأبيض من ضغوط من قبل دولٍ متعاطفة مع الإخوان المسلمين أو تابعةٍ لهم، مثل قطر وتركيا.
وإزاء ذلك، يقترح الباحث على وزارة الخارجية الأمريكية تجاوز الجدل، بأن تقوم بتصنيف فروع محددة لجماعة الإخوان المسلمين، التي لا يمكن إنكار سجلها الإرهابي مثل حزب الإصلاح (إخوان اليمن).
الدعوة لطرد “الإصلاح” من مجلس الرئاسة والحكومة:
وفي تقرير آخر نشره موقع الناشيونال سكيورتي جورنال”، دعا الباحث الأمريكي “مايكل روبين” إلى طرد حزب الإصلاح اليمني من مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدًا تورطه في دعم الإرهاب وإيواء مطلوبين مثل أمجد خالد.
واستعرض التقرير تحركات المدعو أمجد خالد، المتهم بصلات مباشرة مع تنظيم القاعدة، وتنفيذ هجمات على مسؤولين في عدن، مشيرًا إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه التحذيرات قوّض ثقة الشعب بالحكومة الشرعية.
وأشار الكاتب إلى أن الإصلاح مثّل “حصان طروادة” داخل الدولة، مستغلًا موقعه لتقويض جهود مكافحة الإرهاب والحوثيين، داعيًا لتصنيفه كجماعة ممكّنة للتطرف.
واعتبر روبين أن استمرار وجود حزب الإصلاح في المجلس الرئاسي يعرقل استقرار البلاد، مطالبًا بضغط دولي لإعادة التوازن السياسي والأمني.
مشروع قانون أميركي جديد لتصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية:
بحسب وسائل إعلام عربية، كشف السيناتور الجمهوري، تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تكساس، عن تفاصيل مشروع قانون جديد يهدف إلى تصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” منظمة إرهابية، في خطوة قد تمهّد لتجفيف مصادر تمويل التنظيم وفرض عقوبات على فروعه حول العالم.
وبحسب نسخة من مشروع القانون نشرتها صحيفة Washington Free Beacon، فإن التشريع الذي يحمل عنوان “قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لعام 2025″، يعتمد على استراتيجية محدثة تركز على تصنيف الفروع العنيفة أولاً، تمهيدًا لتصنيف الجماعة الأم.
وأوضح مكتب السيناتور كروز أن المحاولات السابقة فشلت بسبب تستر بعض فروع الجماعة خلف واجهات دعوية وإنسانية، ما حال دون استيفاء معايير التصنيف القانوني التقليدية.
ويُلزم المشروع وزير الخارجية الأميركي حاليًا ماركو روبيو، بإعداد تقرير خلال 90 يومًا يقيّم فيه نشاطات الجماعة وفروعها حول العالم، مع تحديد الجهات التي ينطبق عليها التصنيف الإرهابي وتطبيق العقوبات عليها.
التشريع يعمل على ثلاثة مسارات قانونية متوازية:
تحرك من الكونغرس بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 1987، تصنيف رسمي من وزارة الخارجية، تصنيف بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA) كـ”إرهابي عالمي مُصنّف بشكل خاص”.
يحظى مشروع كروز بدعم بارز داخل الحزب الجمهوري، من بينهم أعضاء مثل جون بوزمان وتوم كوتون وديفيد ماكورميك وريك سكوت. كما نال تأييدًا من جماعات ضغط قوية، أبرزها: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، واللجنة الأميركية للشؤون الإسرائيلية (AIPAC)، ومنظمة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل”.
وذكر بيان لـ”AIPAC”، أن الإخوان “قدّموا الدعم لحماس وغيرها من الجماعات التي استخدمت الإرهاب ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”.
وفي تعليق لمصدر عربي نقلته الصحيفة، اعتبرت دول مثل الإمارات ومصر والسعودية والبحرين وسوريا، التي سبق أن صنّفت الإخوان كجماعة إرهابية، أن خطوة أميركية مماثلة ستكون موضع ترحيب، وستعزز التعاون الأمني في مكافحة التطرف بالمنطقة.
يرتكز التشريع الجديد على سابقة قانونية اعتمدتها إدارة الرئيس ترامب عام 2017 حين صنّفت الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، من خلال تتبع نشاطاته المسلحة، وهو ما يُحاول مشروع كروز تطبيقه على الإخوان.
حزب انتهازي:
وصف باحث وكاتب سياسي مقابلة موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “تنظيم الإخوان ارسل القيادي الإخواني صلاح باتيس لمنزل الرئيس هادي المحاصر آنذاك يحمل عرضاً واضحاً مفاده: سلم لنا الشرعية الكاملة ونفذ ما نقول لك مقابل قرار من حزب الإصلاح بتحريك عشرة ألف مقاتل لحمايتك، مالم تفعل فنحن لسنا أبو فأس.
وقال الأستاذ “سعيد عبدالله بكران” في تغريدة له على منصة إكس: جهزوا البيان المطلوب من الرئيس إلقاؤه. أصدروا الأوامر لوزارة الإعلام وقطاع التلفزيون بتجهيز الاستديو الذي سيلقي منه الرئيس هادي البيان الجاهز، وجهزوا عربة البث في حال تعذر وصول هادي لمبنى التلفزيون.
كل شي كان مرتباً، والعرض واضح ولا خيار أمام رئيس الجمهورية إلا قبول العرض أو ترك الحوثي يقتحم منزله دون أي تحرك.
في هذه الثواني من المقابلة ترى الروح الإخوانية الانتهازية التي لا تمت للوطنية بصلة، والابتزاز السياسي القبيح الذي يقوم على معادلة: سلم تسلم،
الرئيس هادي تردد، كما يقول صلاح باتيس، ولهذا يحملونه اليوم مسؤولية عدم تحركهم ودخول الحوثيين لصنعاء دون مقاومة، بل واقتحامهم لبوابات منزل الرئيس هادي ومحاصرته.
ختاماً..
لم يكن لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح أي مبررات أو دوافع إنسانية أو حقوقية يدافع عنها، أو يسعى إلى تحقيقها لتقديم خدمة ملموسة نافعة للشعب. كان مجرد أداة مهمته إجرامية، سفك دماء وإصدار فتاوى تكفيرية، يدخل هذا في الإسلام ويبيح دماء ذاك.. ولكن ما بُني على باطل فهو باطل ومصيره الزوال.