الجنوب العربيالسلايدر الرئيسي

مناشدة عاجلة لرئيس الوزراء «بن بريك» لإعادة بث قناة عدن من العاصمة

سمانيوز/العاصمة عدن/خاص

في مشهد يعكس القلق المتزايد من استمرار غياب الدور الإعلامي الرسمي، وجّه موظفو قناة عدن الفضائية مناشدة إلى رئيس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، طالبوا فيها بإعادة تشغيل القناة من مقرها الأصلي في العاصمة عدن، مؤكدين أن استمرار بقائها في الرياض لم يعد مبررًا بعد سنوات من الإنفاق الكبير دون مردود فعلي.

الموظفون أوضحوا أن إدارة القناة من الخارج تكلف الدولة ما يقارب خمسين مليون ريال يمني شهريًا، تُصرف في معظمها على ما يسمّى بمرتبات الإعاشة بالريال السعودي والدولار، لصالح عمالة محدودة غير متخصصة من سوق البطحا في الرياض، بينما يظل الطاقم الرسمي داخل عدن معطّلًا عن ممارسة دوره المهني. وبحسب المناشدة، فإن هذه المصروفات تُثقل كاهل الخزينة العامة دون أن تقابلها برامج أو مواد إعلامية حية قادرة على مخاطبة الجمهور أو تعزيز حضور القناة.

منذ انتقالها إلى الرياض، فقدت القناة – كما يرى موظفوها – دورها الريادي والتاريخي في صناعة الخطاب الإعلامي الرسمي، إذ لم تقدّم برامج تفاعلية أو تغطيات مباشرة، ما جعلها أقرب إلى اسمٍ بلا محتوى. ويشير الموظفون إلى أن هذا التراجع لا يقتصر على الجانب المهني فحسب، بل ينعكس أيضًا على صورة الدولة التي تبدو وكأنها عاجزة عن إدارة منبرها الإعلامي من داخل العاصمة.

في هذا السياق، يربط الموظفون مطلبهم بمسار أوسع اتخذته الحكومة في فترات سابقة، تمثّل في إعادة البنوك وعدد من المرافق السيادية إلى عدن، معتبرين أن قرار إعادة القناة سيكون خطوة مكملة تعزز حضور المؤسسات الوطنية في العاصمة، وتؤكد جدية الحكومة في استعادة مراكز القرار.

وما بين كلفة التشغيل المرتفعة وجدوى الأداء الإعلامي الغائب، تطرح المناشدة أسئلة ملحّة: لماذا تُنفق هذه الأموال دون أثر ملموس على الشاشة؟ وكيف يمكن تحويل القناة إلى أداة فاعلة تواكب المستجدات من قلب عدن بدل أن تبقى عبئًا ماليًا في الخارج؟

يرى موظفو القناة أن الحلّ الأكثر واقعية يتمثل في إصدار قرار حاسم يعيد القناة إلى مقرها الرسمي، مع مراجعة شاملة لميزانيتها وآلية صرفها، وتفعيل الطاقم الإعلامي في الداخل. ويرون أن العودة إلى عدن لن تكون مجرد خطوة تقنية، بل محطة مفصلية لإعادة الاعتبار لمؤسسة إعلامية رسمية طالما كانت جزءًا من الذاكرة الوطنية.

وهكذا، تتجاوز المناشدة مجرد مطلب وظيفي إلى كونها دعوة لإصلاح إعلامي أوسع، يُعيد التوازن بين الإنفاق والمردود، ويمنح الحكومة فرصة لترسيخ حضورها المؤسسي في العاصمة، عبر قناة قادرة على أن تعبّر عن صوت الدولة من قلب عدن لا من خارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى