تنشر بعضا منها..«سمانيوز» تعيد فتح ملف مجازر المحتل اليمني في الجنوب.

سمانيوز/تقرير
عقب الوحدة اليمنية المشؤومة تعرضت الدولة الجنوبية لعدة ضربات موجعة عسكرية وأمنية من قبل المحتل اليمني تحديداً الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام بقيادة الهالك على عفاش الذي بادر قبل ذلك إلى تكسير اجنحتها عبر تدمير مؤسساته العسكرية والأمنية البرية والبحرية والجوية وجهازها الاستخباراتي ليتسنى له استباحة المحظورات والعبث بكل إداراتها وأجهزتها ومقدراتها الظاهرة والباطنة واستطاع غرس أنيابه بكل مفاصلها وتقييد حركتها والتحكم بها من داخل العاصمة اليمنية صنعاء لضمان عدم حدوث انفصال في المستقبل، ولقد نالت العاصمة عدن النصيب الأكبر ، فعقب العام 1990م جند المحتل اليمني عناصره المتشددة وأوكل إليها مهمة ملاحقة وقتل قيادات الحزب الاشتراكي اليمني بذريعة أنهم كفارا ملحدين وبالفعل تم قتل وسحل العميد ماجد سيف علي الصبيحي مستشار وزير الدفاع اللواء هيثم قاسم طاهر آنذاك، والتمثيل بجثته بأحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، وفي العام 1994م وبمساعدة من بعض الجنوبيين المخدوعين وكذا مقاتلي القاعدة والمجاهدين العرب العائدين من افغانستان ومليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح والمليشيات القبلية اليمنية وتحت غطاء فتوى دينية اصدرها شيخهم عبد الوهاب الديلمي تم اجتياح العاصمة عدن والجنوب عامة وصار الدم والمال والعرض والأرض الجنوبية مستباحة وغنيمة لتلك القوات الهمجية الغازية.
لقد عانى أبناء الجنوب الكثير من المحتل اليمني (المنتصر في حرب ظالمة) الذي بادر بتنظيم عمليات قتل انتقائية ضد كوادر الجنوب، تصاعدت وتيرتها مع ظهور حركات شعبية جنوبية حقوقية ثم سياسية مطلع العام 2007م اربكته واغاضته وجعلته يتصرف بهستيرية وجنون وواجه الحراك السلمي الحضاري الجنوبي بقوة السلاح بالقمع والملاحقة والقتل والاعتقالات وأفرط في استخدام القوة وفي سفك دماء الجنوبيين العزل ، والأخطر من ذلك قام بغرس عناصره الإرهابية ببعض محافظات الجنوب ودعمها بكل مايلزم وأصبح بقائها في الجنوب مرهون ببقائه في رأس هرم السلطة وضمانة لعدم انفصال الجنوب، كما أعطى له الحق في استخدام القوة ضد الجنوبيين.
خلط الأوراق لضرب الجميع بعصا واحدة:
لقد خلط المحتل اليمني جميع الأوراق في الجنوب وجند عناصر تابعة له انغمست ببعض كيانات الجنوب السلمية والقبلية وعكس للعالم صورة مشوشة مغلوطة أظهرت الجنوب على أنه منطقة موبؤة بالعناصر الإرهابية والإجرامية المسلحة المختلفة وكانت مجزرة المعجلة التى ارتكبها الاميركان وراح ضحيتها العشرات من النساء والاطفال أحد نتاج تلك التعبئة الخاطئة الخارجية ضد الجنوبيين وعلى هذا الأساس استمر نظام صنعاء في تخويف المجتمع الدولي من الوضع في الجنوب وبات يضرب جميع الجنوبيين بمن فيهم الذين ناصروه في العام 1994م بعصاء واحدة وأظهر للعالم أنه يرقص على رؤوس الثعابين، ولقد ازدادت وتيرة قتله للجنوبيين وتقييد عملياته الإجرامية ضد مجهول عقب العام 2007م بعضها يرقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية حتى العام 2014م.
وخلال هذا التقرير المعد من قبل صحيفة «سمانيوز» سنحاول الخوض في بعض المجازر الجماعية الغير مبررة التي ارتكبها المحتل اليمني ضد الجنوبيين سواء بالعبوات والأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة أو الصواريخ الموجهة وغيرها من وسائل القتل والإرهاب التي لم يكن يعرفها شعب الجنوب في السابق. من تلك المجازر طبعا نماذج وليس للحصر كون مجازر المحتل اليمني التي قتلت خيرة شباب وقيادات الجنوب لا تعد ولاتحصى منها:
أولاً: مجزرة مصنع 7 أكتوبر للذخيرة في باتيس بمحافظة أبين الذي تم تفخيخه من قبل قوات الحرس الجمهوري اليمني التي كانت متمركزة داخله فحدثت الفاجعة بتاريخ 28/03/2011م انفجر المصنع عقب هروب تلك القوات وتركها المصنع فخ مفتوح على مصراعيه أمام المواطنين وسقط أكثر من 200 شخص بين قتيل وجريح بينهم أطفال.
ثانياً _مجزرة نازحي البحر بالتواهي بالعاصمة عدن وقعت بتاريخ 6 مايو 2015م راح ضحيتها أكثر من 57 ضحية اغلبهم أطفال ونساء استهدفت مليشيات الحوثي عفاش قاربهم بصاروخ
ووصف الكارثة شهود عيان بأنها أبشع مجزرة شاهدها سكان العاصمة عدن خلال هذا القرن.
ثالثاً_ مجزرة جبل حديد الواقع بالقرب من الميناء وفندق عدن ويتوسط المسافة الرابطة فيما بين مديريتي خور مكسر والمعلا وهو عبارة عن مخزن كبير لجميع انواع الأسلحة بما فيها قطع الصواريخ، كانت تتمركز بداخله قوات يمنية غادرته وتركته مفتوحاً على مصراعيه هو الآخر، بل وحثت الشباب على دخوله لاغتنام أسلحة،
وتحدث شهود عيان عن حدوث انفجارات قوية هزت العاصمة عدن بعد ظهر يوم 28/03/2015 خلفت عشرات القتلى والجثث المتفحمة بداخل الجبل.
رابعاً_ مجزرة دارسعد بالعاصمة عدن في عيد الفطر يوم الأحد الموافق 19 يوليو 2015م.
ضحاياها 68 قتيلاً و206 جريحاً من المواطنين المدنيين بينهم نساء وأطفال. قضوا بقصف عشوائي نفذته قوات الحوثي والحرس الجمهوري التابعة للهالك عفاش وصفت بأنها جريمة حرب ضد الإنسانية تتوافق أركانها مع معايير نظام محكمة روما للجنايات الدولية
و” جريمة حرب ” تتنافى مع أحكام اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين.
خامساًذ_ مجزرة المنصورة وقعت هي الأخرى نتيجة قصف عشوائي نفذته مليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري التابعة للهالك عفاش على مديرية المنصورة في شارع السجن بتاريخ 1 يوليو 2015م راح ضحيته أكثر من 150 شخص عزل مسالمين بين قتيل وجريح بينهم أطفال ونساء ولقد صنفه مختصون بجريمة حرب ضد الإنسانية.
سادساً_ مجزرة الصولبان وقعت في 10 ديسمبر 2016م بمنطقة العريش بالعاصمة عدن راح ضحيتها عشرات الشباب من المجندين المستجدين اغلبهم إن لم يكن جميعهم ينتمون إلى قبيلة باكازم محافظة أبين.
سادساً_ مجزرة معسكر الجلاء حدثت صبيحة الأول من أغسطس 2019 حيث هز انفجار عنيف معسكر اللواء الأول دعم واسناد أثناء تواجد عدد من الشخصيات القيادية الأمنية والعسكرية والسياسية لحضور حفل تخرج دفعة عسكرية من قوات اللواء، استشهد على أثره القيادي العميد منير أبو اليمامة والعشرات من الجنود، وبعد مرور ساعة واحدة فقط من الحادثة أعلنت ميلشيات الحوثي مسؤوليتها عن الانفجار عبر قناة المسيرة التابعة لهم مؤكدة أن الهجوم تم بصاروخ بالستي متوسط المدى.
ختاماً.. إن ما ذكرناه هو الشيء اليسير من جرائم المحتل اليمني واذرعه الإرهابية داعش والقاعدة المغروسة في الجنوب ناهيك عن الاغتيالات بواسطة الدراجات النارية ومسدسات كاتم صوت والحرب الاقتصادية والخدماتية القاتلة وغيرها من الوسائل التي استوردها المحتل اليمني ليسفك بها دماء أبناء الجنوب أبان امساكه بزمام الدولة في اليمن والجنوب. وعليه فإن جرائم المحتل اليمني العفاشي الحوثي بحق شعب الجنوب لا يمكن التغاضي عنها تحت أي مبرر أو حجة أو لأجل نجاح مفاوضات قادمة أو سابقة وعلى المفاوض الجنوبي أن يعي أن تلك الجرائم اليمنية الغير مبررة الهادفة إلى قتل أعداد كبيرة من أبناء الجنوب تعد إبادة جماعية وجريمة حرب ضد الإنسانية لايمكن نسيانها أو سقوطها بالتقادم لأي سبباً كان بل يجب إبقاء ملفها مفتوحاً وملاحقة مرتكبيها ومن يقف خلفهم حتى ينال المجرمين جزاهم العادل أينما كانوا ولا يمكن استعمالها للمساومة إطلاقا بل يجب على قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من قبل شعب الجنوب لحمل جميع قضاياه أن يحترم تضحيات هؤلاء الشهداء وينتصر لهم كي ترقد أرواحهم بسلام.
