تقارير

كيف تطمئن طفلك من مخاوف الأيام الأولى في المدرسة؟

سمانيوز/شقائق /تقرير/ دنيا حسين فرحان

عادة يكون الأطفال قلقين في الأيام الأولى من العام الدراسي بسبب قطع الإجازة، رغم أن خوف الأطفال من المدرسة أمر شائع وطبيعي، لكن في الوقت نفسه يجب أن يفرق الآباء والأمهات بين محاولات الأطفال المخادعة لتجنب الذهاب إلى المدرسة وبين الاحتياج الحقيقي للمساعدة.

لذلك هناك عدد من الطرق الذي يجب أن يتبعها الأمهات والآباء من أجل مساعدة أبنائهم على العودة للمدرسة بشكل سلس، دون حدوث أي مشاكل أو أن يكره الأطفال الذهاب للمدرسة، خاصة لمن هم في السنة الأولى. وعلى أولياء أمور الطلاب الحرص على تشجيعهم ودعمهم لحب الدراسة ومواصلة العام الدراسي بعيداً عن القلق والخوف.. ومن هذه الطرق:

قلق الانفصال:

وفقاً للأطباء المتخصصين، يحدث القلق من الانفصال بسبب مهارة فكرية يكتسبها الأطفال في سن دخول المدرسة، تعرف بـ”بقاء الكائن”، وهي مهارة تعزز قدرة الأطفال على تذكر أشياء وأشخاص غير موجودين، ويستدعي الطفل خلالها صور ذهنية للأم والأب في غيابهم، فيفتقد الدفء والألفة المصاحبين لوجوده معهم.
وما يُصعب الأمر على الأطفال أنهم في هذه السن لا يستشعرون الوقت بدقة، فلا يتمكنون من تقدير كم من الوقت غابوا عن ذويهم.

رهاب المدرسة:

قد يبدو رهاب المدرسة مختلفاً من طفل إلى آخر، ويمكن أن يظهر على بعض الأطفال من خلال رفض ركوب حافلة المدرسة، وقد يرفض بعضهم الخروج من المنزل أو النهوض من السرير.
ربما يشعر الأطفال الذين أجبروا على الذهاب إلى المدرسة بالخوف دون البحث في أسباب خوفهم، ومحاولة حلها بالكآبة أثناء اليوم الدراسي، أو يدعي بعضهم المرض للبقاء بجانب والديهم في بيئتهم الآمنة، لكن قد يمرض بعض الأطفال بالفعل وتظهر عليهم أعراض جسدية حقيقية مثل الصداع وآلام البطن والغثيان. وقد يظهر رهاب المدرسة في رفض الاهتمام بالواجبات المدرسية، وتراجع في المستوى الدراسي، وعدم القدرة على تكوين صداقات.

كيف نطمئن أطفالنا؟

في البداية لا ينبغي أن يصدر أولياء الأمور قلقهم الشخصي لأطفالهم، ويُنصح بإظهار الجوانب الإيجابية من الدراسة، وطمأنة الأطفال بأن ليس هناك ما يدعو للخوف، لكن لا بأس من تسمية مخاوفهم وتفكيكها، وتعريفهم أنها مشاعر طبيعية تحدث لكل الناس في المواقف الجديدة.
ويفضل أن يكون الآباء منفتحين لسماع توقعات الأبناء حول المدرسة دون تدخل منهم، والاستماع إلى الحلول التي يطرحها الأطفال، مما يعزز قدرة الأطفال على الاعتماد على أنفسهم وتقليل قلقهم ومخاوفهم. يمكن تذكيرهم بالأوقات التي تحلوا فيها بالشجاعة، وكانوا على قدر المسؤولية مهما كانت المسؤوليات صغيرة.

الاعتراف بالمشاعر لا تجاهلها:

يحاول بعض الآباء والأمهات التسفيه من مشاعر الخوف لدى الأطفال أو السخرية منها، ظناً منهم أنهم بذلك يساعدون الأطفال على التخلص منها، لكن ما يحدث في ذلك الوقت أن الأطفال يشعرون أنهم وحيدون مع مشاعر الخوف والقلق من دون تعاطف من أحد، مما يعزز هذه المشاعر داخلهم.

ما ينبغي فعله هو الاعتراف بمخاوفهم وإظهار التعاطف معهم، لأن التعاطف يهدئ الطفل ويساعده على تقبل مشاعره وتطوير مسارات جديدة في عقله تساعده على التعافي بعد المشاعر الصعبة.

تخيل محادثات اليوم الأول:

يعاني بعض الأطفال من صعوبات في التواصل الاجتماعي، وربما يشعرون بالقلق، لأنهم مضطرون للتعامل مع زملاء جدد. إذا كان لدى طفلك مشكلات في التواصل سيكون من المطمئن أن تتخيل معه محادثات اليوم الأول التي يتوقع أن يجريها مع الزملاء أو المعلمين، مثل التدرب على دور يقدمه الطفل على خشبة المسرح، وتخيل معه أكثر من مشهد للتعارف وإلقاء التحية، حتى يصبح لديه فكرة مسبقة عما سيحدث، ولا يتعامل مع المواقف الصعبة كأنها أول مرة.

التركيز على المتعة:

يمكن للوالدين التركيز على الأنشطة الممتعة التي سيجربها الأطفال، مثل الأشغال اليدوية والرسم والتلوين والزراعة والاستماع إلى القصص، وتعزيز الروح التنافسية للأطفال. كما أن تجهيز ما يحتاجه الطفل ليومه الدراسي الأول من أقلام وألوان وملصقات وحتى الملابس المدرسية والحذاء المدرسي الجديد، قد يساعد في خفض توتر الطفل وقلقه ويعزز من سعادته وانتظاره لليوم الذي يستعمل فيه كل هذه الأشياء.

النوم الكافي لا غنى عنه:

النوم جزء أساسي من روتين الإنسان، فالأطفال الذين يحصلون على قدر كاف من النوم تتحسن سلوكياتهم ومهارات الانتباه والتعلم والذاكرة لديهم.
لذا يفضل أن يحصل الطفل قبل أول يوم دراسي على قدر كاف من النوم، ويمكن أن يقرأ له أحد الوالدين قصة قصيرة تساعده على الاسترخاء، والتركيز في اليوم التالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى