أسباب ودوافع الصراع الإسرائيلي الإيراني وتبعاته على المنطقة والعالم.. قراءة أولية

سمانيوز/تقرير/ محمود أنيس
شنت إسرائيل ضربات عسكرية على إيران، بدأت في الساعات الأولى من يوم الجمعة، 13 يونيو 2025، حين شنّت سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، واستهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
أسباب ودوافع الصراع.
الصراع الإسرائيلي الإيراني هو واحد من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، وينبع من مزيج من العوامل السياسية، العقائدية، الجيوسياسية، والعسكرية.. إليكم أبرز الأسباب والدوافع لهذا الصراع:
دوافع سياسية وأيديولوجية:
-الهوية الدينية والسياسية: معروف أن إيران تقدم نفسها كقائدة لمحور المقاومة ضد الهيمنة الغربية والصهيونية، وتتبنى أيديولوجية معادية لإسرائيل منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
كما تعتبر إسرائيل إيران تهديدًا وجوديًا بسبب تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول إزالة إسرائيل من الخريطة ودعمها لحركات معادية لها.
-الثورة الإسلامية الإيرانية 1979: والتي شكلت نقطة تحول في العلاقة بين إيران والعالم، حيث أصبحت إسرائيل تُصنف كعدو أيديولوجي للنظام الإيراني الجديد.
التنافس الإقليمي والجيوسياسي:
-الهيمنة في الشرق الأوسط: كل من إيران وإسرائيل تسعى إلى ترسيخ نفوذها في المنطقة. إيران من خلال دعم الميليشيات الموالية لها (مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق)، وإسرائيل عبر تحالفاتها مع دول عربية وغربية.
-تحالفات متناقضة: إيران متحالفة مع سوريا، حزب الله، وروسيا أحيانًا، وإسرائيل تتحالف مع الولايات المتحدة، وبعض الدول الخليجية والعربية.
وكل طرف يتحالف مع آخرين للمحافظة على نفسه، وما يمكن أن يحافظ على مكانته ومصالحه دون مبالاة بالآخرين.
البرنامج النووي الإيراني:
-الخشية من تطوير سلاح نووي: من المعروف أن إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا وتعارضه بشدة، بنفس الوقت دول أخرى أيضا ترى ذلك خطراً.
لهذا، قامت إسرائيل بعدة عمليات استخباراتية وعسكرية مثل اغتيال علماء نوويين، وتخريب منشآت لإعاقة هذا البرنامج الذي يعتبر تهديداً لأمن واستقرار إسرائيل.
الصراع غير المباشر ..الحروب بالوكالة
– لبنان وسوريا والعراق واليمن عنوان الحروب بالوكالة: معروف بأن إيران كانت ولا تزال تدعم حزب الله عسكريًا وماليًا، مما يشكل تهديدًا دائمًا لإسرائيل من الشمال.
أما في سوريا، الوجود العسكري الإيراني وقواعده القريبة من الجولان تُعد تهديدًا مباشرًا، ما يدفع إسرائيل لشن ضربات جوية متكررة، ولا ننسى دعم إيران لنظام الأسد الذي سقط على يد الثوار .
وفي اليمن، تدعم إيران الحوثيين عسكرياً ولوجستياً، مما سبب فلقاً لدى إسرائيل بسبب احتمال تهديد الملاحة في البحر الأحمر، حيث سبق للحوثي أن قام بتنفيذ عمليات عسكرية بالبحر، كما استهدف إسرائيل نفسها بحجة دعم فلسطين.
القضية الفلسطينية
معروف بأن إسرائيل تستهدف فلسطين وشعبها وهذه أمر مرفوض لدى كل العرب والمسلمين، إلا أن إيران تستغل القضية الفلسطينية لتكريس دورها كمدافع عن المظلومين، وتقدم دعمًا لحركات فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي، مما جعل إسرائيل ترى في هذا الدعم تهديدًا لأمنها الداخلي.
تأثيرات وتبعات الحرب الإيرانية الإسرائيلية على المنطقة
لا شك بأن الحرب الإيرانية الإسرائيلية لها تأثيرات خطيرة ومتشعبة على المنطقة والعالم، بسبب الموقع الجيوسياسي الحساس للبلدين، وتشابك التحالفات، وارتباطهما بقضايا أمنية ونفطية واقتصادية عالمية. فيما يلي أبرز تأثيرات الحرب على المستوى الإقليمي والدولي:
تأثيرات وتبعات الصراع على المستوى الإقليمي والعالمي:
أولا التأثيرات الإقليمية (الشرق الأوسط)
زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فلا شك بأن إيران ستوجه حلفاءها بالمنطقة لتنفيذ هجمات داخل الدولة التي يتواجد بها حلفاء لها، بالإضافة لهجمات على مصالح إسرائيل في دول أخرى من خلال حلفائها مما سيسبب زعزعة أمنية بالمنطقة.
كذلك قد يتسبب بتصاعد خطر حرب إقليمية شاملة تشمل لبنان (حزب الله)، سوريا، العراق، اليمن، وغزة.
موجات نزوح ولاجئين
أي تصعيد عسكري واسع سيؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، خاصة في جنوب لبنان وسوريا وغزة، وذلك لأنه من المتوقع أن إسرائيل ستقوم بتنفيذ ضربات على حلفاء إيران بالمنطقة، مما سيسهم في تفاقم الأزمات الإنسانية في بلدان تعاني أصلًا من هشاشة اقتصادية.
ارتفاع وتيرة الإرهاب والعنف الطائفي
الصراع الإسرائيلي الإيراني سيسبب توتر العلاقة بين السنة والشيعة، وقد يؤدي إلى اندلاع صراعات طائفية في بعض الدول (مثل العراق ولبنان)، بالإضافة لظهور خلايا متطرفة تستغل الفوضى الأمنية لنشر نفوذها.
أزمة اقتصادية وطاقة في الدول المجاورة
بلاشك بأن من الدول التي قد تتأثر بالصراع دول الخليج التي ستتأثر بسبب ارتفاع التكاليف الأمنية والعسكرية لتأمين أمنها القومي.
كما أن الصراع قد يؤثر على استقرار السوق النفطي العالمي الذي لاشك بأنه سيشهد إرباكاً.
ثانيًا: التأثيرات الدولية
ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا
في ظل تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره 20% من إمدادات النفط العالمية، فهذا الإجراء سينعكس بشكل سلبي على إمدادات النفط والغاز والاستيراد والتصدير. حيث أن الأسواق العالمية تتفاعل بقوة مع أي تصعيد، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز فورًا.
أزمة في سلاسل الإمداد والتجارة
الصراع الدائر سيسبب تهديداً واضظربات على الطرق البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وفي حركة الملاحة العالمية، وخاصة بين آسيا وأوروبا التي قد تتأثر بشدة.
توسع دائرة النزاع وتحوله إلى حرب بالوكالة
لا شك بأن تدخل الولايات المتحدة (حليف إسرائيل) وروسيا أو الصين (متعاطفين مع إيران) يفتح الباب لتصعيد عالمي. وهذا ينذر بخطر اندلاع حرب غير مباشرة بين قوى عظمى في الشرق الأوسط المتضرر الأكبر من تطور الصراع.
تعقيد مفاوضات النووي والإجماع الدولي
الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران سبب رئيسي لانهيار أي محادثات محتملة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مما قد يتسبب في زيادة الانقسامات بين القوى الكبرى في مجلس الأمن حول كيفية احتواء الأزمة.
تهديد الأمن السيبراني العالمي
الهجمات الإلكترونية المتبادلة بين إيران وإسرائيل قد تطال بنى تحتية في دول أخرى، مما يخلق خطرًا عالميًا على الأمن الرقمي.