تقارير

من أمام معاشيق.. رسالة الجنوبيين الأعلى صوتاً « 7 يوليو » .. لن نتراجع عن استعادة الدولة تصعيد مفتوح حتى انتزاع الحقوق

سمانيوز / تقرير

تزامناً مع الذكرى31 لدخول قوات صنعاء العسكرية والقبلية، مسنودة بعناصر ارهابية محلية ومن العرب الافغان، العاصمة الجنوبية عدن يوم 7 يوليو 1994م، والتي أنهت مشروع الوحدة اليمنية في وقت مبكر وحولته إلى مشروع احتلال واستيطان، اغتصاب الأرض وتهجير الجنوبيين، تم إسقاط الدولة الجنوبية ومؤسساتها، وفرض واقع جيوسياسي وعسكري وثقافي جديد، مستقبل ضبابي، بات يواجه الجنوب أرضاً وإنساناً..

وما رافق ذاك الاجتياح الغاشم من تدمير وطمس معالم المدينة الحضارية والتاريخية والإنسانية، وتدمير ونهب للممتلكات الخاصة والعامة، والعبث بتاريخ الجنوبيين وهويتهم، ومعالم وآثار ومكتسبات ومنجزات دولتهم، مصانع ومنشآت ومؤسسات مدنية دمرها ونهبها المحتل اليمني، كما تم تفكيك وتدمير المؤسسات العسكرية والأمنية وإحالة كل منتسبيها للتقاعد، آلاف الكوادر الجنوبية تعرضت للإقصاء والتهميش، والبعض للتصفية الجسدية أو النفي خارج الجنوب.

وكذا تقسيم الدولة الجنوبية إلى مربعات فيد وغنيمة بين أمراء الحرب اليمنيين، من قيادات عسكرية وأمنية وشيوخ قبائل ورجال أعمال.. مشاهد صادمة، معاناة إنسانية لا تزال آثارها حية بالذاكرة الوطنية الجنوبية حتى اللحظة. حرب ظالمة أعلنها عفاش على الجنوبيين من ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم 27 أبريل 1994م، دارت رحاها على مدار شهرين وعشرة أيام كر وفر. أفشل عفاش خلالها جميع المساعي الإقليمية والأممية التي قادها المبعوث الأممي (الأخضر الإبراهيمي)، مستمراً في تحريك مجنزراته وجحافله الهمج باتجاه العاصمة عدن، التي اقتحمها ودنس ترابها يوم 7 يوليو 1994م.

والجريمة الكبرى التي لاقت إدانة واستنكار جميع الأقطار العربية والإسلامية، هي استخدام عفاش الدين الإسلامي مصدراً لشرعنة ذلك الغزو الدامي، حيث أصدر علماء اليمن فتوى تكفيرية شرعنت تلك الحرب الظالمة، وأباحت قتل الجنوبيين واستباحة أرضهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
جريمة غير مسبوقة لن تمحو من ذاكرة الجنوبيين، لما خلفته من ألوف الشهداء والجرحى والنازحين والمشردين، ودمار طال كل شيء، وجروح لا تزال دامية.
يوم أسود نقل الجنوبيين من كنف دولة نظام وقانون، وقضاء عادل، ومؤسسات مدنية وعسكرية حديثة، إلى لا دولة، ومن أسياد إلى تابعين، تهميش وإقصاء وانتقاص للكرامة والحقوق والحريات المشروعة، لا أمن ولا استقرار، ولا امتيازات في قطاع التعليم المجاني والعلاج المجاني، ولا حق التسيد على الأرض التي انتهكت ونهبت جميع ثرواتها البرية والبحرية.

تذكير بقايا عفاش المنعمين في معاشيق بما اقترفته أيديهم في العام 94م:

إحياءٌ لهذه المناسبة الحزينة، نفذ عدد كبير من الناشطين الجنوبيين، وقيادات انتقالية، وجمع غفير من المواطنين، وقفة احتجاجية صباح يوم الإثنين 7 يوليو 2025م، أمام قصر معاشيق بالعاصمة عدن، فتح خلالها المشاركون ملف الاجتياح اليمني الظالم للعاصمة عدن، والتبعات والأضرار التي لحقت بالمدينة وسكانها، مؤكدين أن الدكتور رشاد العليمي والبركاني وغيرهما من مخلفات عفاش المنعمين في قصر معاشيق بالعاصمة عدن، هم بعض من رموز تلك الحرب الدموية، وأن أيديهم لا تخلو من دماء الجنوبيين.. مطالبين تلك البقايا الفاسدة بالرحيل وترك الجنوب وشؤونه للجنوبيين.

كما رفع المشاركون في الوقفة أعلام دولة الجنوب، ولافتات منددة باستمرار بقاء بعض من رموز المحتل اليمني بالعاصمة عدن، وعدد من محافظات الجنوب.
وبعث المحتجون رسائل للداخل والخارج، تؤكد تمسك شعب الجنوب بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته، في إطار القانون الدولي والإنساني الرافض فرض الوحدة بقوة السلاح.. رافضين أي تسويات سياسية لا تلبي طموح شعب الجنوب.
وجددوا المطالبة بإخلاء جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في الجنوب من الوجود اليمني، وتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤونهم بأنفسهم.

وطالب المحتجون في ختام الوقفة بالاستجابة الفورية لمطالب الموظفين المدنيين والعسكريين والأمنيين، بالإسراع في معالجة المرتبات وترفيعها لتواكب مستجدات انهيار العملة المحلية والغلاء الذي طال كل شيء، وصرفها شهرياً بصورة منتظمة،
بالإضافة إلى إنهاء سياسة التهميش والإقصاء الممارسة بحق الكفاءات الجنوبية، ومحاسبة المتورطين في نهب المال العام وثروات الجنوب، واستعادة المؤسسات الجنوبية التي تم تفريغها أو السيطرة عليها بعد 1994، إلى جانب المطالبة بضمان تمثيل سياسي حقيقي للجنوب في أي مفاوضات أو تسويات قادمة.
كما طالب المحتجون، في ختام الوقفة، برحيل رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، باعتباره رمزًا من رموز سلطة المحتل اليمني.

رئيس الوزراء يلتقي ممثلي المحتجين ويحلف على المصحف:

في السياق، التقى رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك عدداً من ممثلي الوقفة الاحتجاجية، وناقش الجانبان الأوضاع الراهنة في البلاد، بما في ذلك الكهرباء والماء والصحة والتربية والغلاء وتأخير الرواتب والانهيار المستمر للعملة المحلية (الريال اليمني).

وأكد بن بريك خلال اللقاء أن حكومته تعمل على تحسين الوضع رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها، وقال إن الفساد يلتهم الكثير من الموارد، وتعهد ببذل كل ما في وسعه لتحسين الأوضاع، وحل المشاكل التي تعاني منها البلاد.. مؤكداً أنه مستعد للحلف على المصحف، قائلاً «هاتوا القرآن، فنحن من أبناء هذا الشعب، وملتزمون بالقيام بواجبنا قدر المستطاع،

في سياق منفصل، تناقلت وسائل إعلام تصريح صادم أدلى به مؤخراً رئيس الوزراء بن بريك لبعض وسائل الإعلام، أعلن خلاله أن “خزينة الدولة صفر”، واعتبره خبراء اقتصاد اعترافاً رسمياً بإفلاس الحكومة الشرعية، ومؤشراً خطيراً على الانهيار الاقتصادي الكامل الذي تنتظره البلاد.
وتساءل ناشطون ومتابعون للشأن السياسي: إذا كان رئيس الوزراء يعلم مسبقاً أن الخزينة خاوية، والوضع الاقتصادي منهار، فلماذا قبل تولي هذا المنصب؟!

الجعدي: الحقوق مصانة والطوفان الشعبي قادم

من جهته، خط القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ فضل الجعدي، منشوراً إعلامياً قائلاً: شاركت صباح هذا اليوم (الإثنين الماضي، 7 يوليو 2025م)، أمام بوابة معاشيق، في الوقفة الاحتجاجية المطالبة بالخدمات والمرتبات وأولها الكهرباء. إنها وجميعها مطالب حقوقية تلزم الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي بضرورة وسرعة الاستجابة.

وختم الأستاذ الجعدي منشوره قائلاً: مطالب الناس مشروعة لحياة كريمة، أتمنى أن تكون رسالة الناس قد وصلت إلى الحكومة وحركت ضميرها، إن كان لا يزال حياً.. الحقوق مصانة والطوفان الشعبي قادم.

السقلدي: ملخص لقائنا برئيس الوزراء:

من جهته، خط الزميل الصحفي الأستاذ صلاح السقلدي منشوراً تحت عنوان (ملخص لقائنا برئيس الوزراء)، وبه نختم تقريرنا، قال فيه: كل ما يشتكي منه الناس من معاناة في عدن وباقي المحافظات، لخصناها للأخ رئيس الوزراء سالم بن بريك في اللقاء الذي جمعنا به نحن الفريق المنتدب من جموع المعتصمين أمام بوابة إقامته في معاشيق بالعاصمة عدن.

وأكد السقلدي أنه تم طرح كل الملفات أمام رئيس الوزراء بكل صراحة ووضوح، أهمها وضع الكهرباء والماء والصحة والتربية والغلاء وتأخير الرواتب وهزالتها وضرورة تقييمها، والفساد المتغول في كل المؤسسات، والمحسوبية الإدارية، وغيرها من مجالات حياة الناس، حد قول السقلدي.
مضيفاً: استمعنا له بحديث مسهب عن الأوضاع وما تتخذه حكومته. ولكن الغريب أن الرجُل أيضاً يشكو بمرارة، مرارة مغلفة بشيء من التذمر، يشكو مثله مثلنا من سوء الأوضاع، ومن انعدام الموارد، وحالة الفوضى (فهمنا منه أن لا موارد متاحة بيده ولا دعم تحالف)، قائلاً: “لا شيء بيدي انتشل من خلاله هذا الوضع، ولكننا نعمل”.
كما أقرّ بحجم الفساد المهول الذي يلتهم كثيراً من الموارد، ولكنه يبذل وحكومته كل ما يمكن فعله منذ وصوله إلى عدن قبل ٣٥ يوماً، بحسب كلامه، وبأنه يتفهم لوضع الناس المؤسف وسخطهم على الأوضاع.

وتابع السقلدي بالقول: أكد لنا رئيس الوزراء أنه سيفعل ما يقدر عليه، قائلاً لنا: “ولو تريدوا أن أحلف لكم على المصحف لحلفت، هاتوا القرآن، فنحن من أبناء هذا الشعب”.
من جانبنا كفريق منتدب من المعتصمين ومن عامة البسطاء اعتبرنا كلامه، رغم صراحته ووضوحه، يظل مجرد وعود، كسابقاتها من الوعود العرقوبية لا يمكن الركون عليها، أو أن تنطلي علينا بسهولة، إلى أن تتحقق على أرض الواقع.. مؤكدين له وللجميع أن التصعيد الشعبي سيستمر، حتى يتمكن الناس من انتزاع حقوقهم كاملة، والعيش بكرامة وعِزة ومساواة.
وختم السقلدي قائلاً: ثورتنا البرتقالية مستمرة، لا اليأس ثوبنا ولا الأحزان تكسرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى