خطط إخوانية لعودة الفوضى إلى المكلا وإضعاف زخم انتفاضة تريم

سمانيوز/خاص
تشهد مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت هدوءًا عقب جهود أمنية وإعلامية مكثفة نجحت في تهدئة موجة الاحتجاجات التي زعزعت استقرار عاصمة المحافظة مؤخرًا. غير أن هذا الهدوء يخفي خلفه تحركات منظمة من قبل حزب الإصلاح اليمني، ذراع تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يوظف الأوضاع الميدانية لاستعادة زمام المبادرة.
تقوم هذه التحركات على استراتيجية مدروسة تستهدف إعادة إشعال الاحتجاجات في المكلا، ليس كتحرك محلي بحت، بل كأداة لصرف الأنظار عن الانتفاضة الشعبية في مديرية تريم ضد قوات الاحتلال اليمني المتمثلة بالمنطقة العسكرية الأولى، التي تمثل مركز النفوذ والسيطرة في وادي وصحراء حضرموت. وبذلك، يحاول التنظيم إحداث توازن ميداني يخفف الضغط عن مواقعه في الوادي، مع إبقاء الساحل في حالة توتر دائم.
مصادر أمنية ومحلية تشير إلى أن هذه المناورة ليست جديدة، بل تأتي امتدادًا لأسلوب الإخوان في استخدام ساحل حضرموت كورقة ضغط سياسي وأمني، بهدف إرباك المشهد وإضعاف خصومهم. هذه الخطط قد تؤدي إلى إعادة إنتاج الفوضى التي نجحت السلطات مؤخرًا في احتوائها، ما يستلزم يقظة واستعدادًا دائمين من الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي.
سياسيًا، يسعى تنظيم الإخوان عبر هذه الاحتجاجات إلى تعميق الانقسامات الداخلية، وإبطاء مسارات الاستقرار والتنمية في المحافظة، مستغلًا المطالب الشعبية لتغطية أجنداته الخفية. نجاحه أو فشله لن ينعكس فقط على الوضع في تريم، بل على مجمل المشهد الأمني والسياسي لحضرموت.
ختامًا، تبدو تحركات الإخوان في المكلا جزءًا من خطة شاملة لإشغال الساحل وتخفيف الضغط عن الوادي، لكن هذا المسار محفوف بمخاطر قد تدفع حضرموت إلى جولة جديدة من الاضطرابات. الحفاظ على الاستقرار يتطلب جهدًا أمنيًا ومجتمعيًا منسقًا، ووعيًا بمخاطر السماح بتحويل الاحتجاجات إلى أداة بيد قوى الاحتلال اليمني وأذرعها.
