عام
أربعةُ مساراتٍ للمضي نحو الاستقلال
[su_label type=”info”]سما نيوز/خاص[/su_label][su_spacer size=”10″]
في عدن والجنوب عامة لاتزال النار تحت الرماد ، هُزِم الغزاة في حربٍ ضروس لكنهم باقون ، انتكس الوحدويون الانتهازيون لكنهم مازالوا يراهنون على بقائهم لإخضاع الجنوب وكسر ثورتة .
فالقبول بهذا الوضع والاكتفاء بذلك النصر هو تعثرٌ حقيقي لمسار الثورة الجنوبية الساعية للاستقلال ، والاستسلام للأحلام التي تنتظر من الإقليم والعالم موقفاً يتبنى مشروع استقلال الجنوب هو انتكاسةٌ مخزية ووصمةُ عارٍ على ساسة الجنوب وصفوته ، والتوجه نحو مشاريع “الأقلمة والفدرلة” هو بيعٌ أخير لما تبقّى للجنوبين من حق في أرضهم وصكٌ شرعي للمحتل الشمالي بأن يعبثَ ويبطشَ ويسفك في وطن صيّرناه أشبه بالبور .
الثورةُ الجنوبية -بمساراتها الأربعة- بحاجة إلى إنعاشٍ وإعادة ترتيب ، وبحاجة ماسة إلى إعادة تموضع سليم وتمركز حقيقي في خضم الأحداث الجارية باليمن وانعكاساتها على دول الإقليم والمنطقة ، ولن نُحسِنَ التمركز ونكون رقماً صعباً في المعادلة الحاصلة اليوم إلا بمساراتٍ أربعة يُفترَض أن تنتهجها الثورة الجنوبية في هذا التوقيت على الأقل ، وتتمثل هذه المسارات بالآتي:
أولا- إعادة تحريك الشعب ليكون حاضراً في واجهة أي فعل سياسي أو تحركات خارجية ومبادرات وحوارات تخصُّ اليمن ؛ بغيةَ التعبير عن تمسّك شعب الجنوب بمشروع الاستقلال من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا ضير من تحريك الشعب لرفض أية توجهات أو إجراءات تمارسها الشرعية اليمنية ضد السلطات المحلية المؤمنة بالاستقلال والداعمة له والساعية إليه ، كإجراء تعديلات أو تعيينات جديدة أو تغييرات تتنافى مع مطالب الجنوبيين .
ثانيا- إعادة تجيير المقاومة الجنوبية لخدمة الهدف الذي وجِدت من أجله وانتزاعها سريعاً من أيادي الشرعية اليمنية ، ثم تسخيرها لتثبيت شرعية شعب الجنوب على أرضهم ورفض أية إملاءات آتية من الشمال ، فالمقاومة وجدت لرفض الاحتلال وليس لحمايته ، لهذا لا بد من غرس هذه المبادئ في نفوس منتسبي المقاومة قبل أن تستأثر بهم الشرعية وتوجههم نحو اليمننة ، ضف إلى ذلك ضرورة بقاء المقاومة العين الساهرة لمراقبة أداء السلطات المحلية في الجنوب و”تأديب” كل من يريد العبث بتطلعات الشعب أو يعادي أهدافه ويسعى لخدمة العدو ، مع الاستمرار بمهامها في محاربة الإرهاب ومداهمة أوكاره وتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله .
يجب أن تبقى المقاومة المسلحة رقما صعبا في الجنوب فهي ورقة الضغط على العدو والكفة التي ستعزز بقاء الجنوب لدى المواقف الخارجية ، بل هي المرجع في حال انسداد الأفق وتعثّر جهود السلم .
ثالثا- لابد من مسارٍ سياسي يرافق المسارين السابقين ويقودهما ويدير تحركاتِهما ويوجهها ويتولى عملية التخطيط وفقا لمنهجيات الإدارة والسياسة ، لهذا لابد من إيجاد حامل سياسي حقيقي يضطلع بهذا الدور ليتبنى القضية ويمثلها داخليا وخارجيا ويمارس مهام الدبلوماسية السياسية بالتواصل مع الأطراف الدولية ومراكز صنع القرار لطرح القضية بقوة مدعمة بكل التطمينات التي من شأنها تغيير بعض المواقف المغلوطة التي زرعتها مخابرات اليمن عن قضية الجنوب وارتباطاتها الإقليمية المحرفة والمشوهة بفعل عمل مخابراتي مُتعمّد دأب عليه نظام المخلوع صالح وما تلاه من حكم “الإخوان” ونفوذهم وتغلغلهم في مفاصل السلطة اليمنية ، ضف إلى ذلك أن يضطلعَ الحاملُ السياسي بدور “الدبلوماسية الشعبية” عن طريق جاليات أبناء الجنوب في بلدان الاغتراب وتبني فعاليات ونشاطات تؤكد تمسك شعب الجنوب بهدف الاستقلال ، فالدبلوماسية الشعبية تؤدي رسائل سياسية لا تقل قيمةً وتأثيراً عن رسائل الدبلوماسية الرسمية ومواقف السياسة والسياسيين .
رابعا- المسار الإعلامي أمرٌ في غاية الأهمية سيما عند تفعيل المسارات الثلاثة السابقة ، فالثورة الجنوبية باتت اليوم ،أكثر من أي وقت مضى، بحاجة لخطاب إعلامي موجّه يتجاوز الرتابة والضحول الذي بدا عليه الإعلام الجنوبي منذ انطلاق مسيرة الثورة ، نحن بحاجة إلى إعلام بعملٍ مؤسسي بعيد عن أيادي الأشخاص والتصرفات الفردية والتوجهات النزقة والطائشة و”الصبيانية” ، بحاجة إلى إعلام موجه بمهنية واحتراف ، ولا نقصد هنا بالمهنية مهنية الإعلام والتخصص بقدر ما نقصد مهنية التوجيه ذاته ، بانتهاج سياسية إعلامية تخدم القضية وأهدافها ، نحن بحاجة إلى قناة فضائية واحدة على الأقل لتقوم بهذا الدور ، فالكادر الإعلامي المتخصص موجود في كل محافظة وفي كل مديرية وبمستويات ممتازة جدا ، لكن رأس المال الجنوبي أجبن من الجبان ؛ إذ ظل طيلة السنوات الماضية عاجزاً عن تبني مثل هذه التوجّهات الوطنية ! .
أعود في الأخير وأقول إن المساراتِ الأربعة وهي الشعب والمقاومة والسياسة والإعلام هي وحدها الكفيلة ببقاء القضية الجنوبية على الأرض وشق طريقها نحو الاستقلال ، وغياب هذا المسارات أو أي منها هو ضياع للقضية وتضيع للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب في سبيل الحرية والاستقلال .
فالقبول بهذا الوضع والاكتفاء بذلك النصر هو تعثرٌ حقيقي لمسار الثورة الجنوبية الساعية للاستقلال ، والاستسلام للأحلام التي تنتظر من الإقليم والعالم موقفاً يتبنى مشروع استقلال الجنوب هو انتكاسةٌ مخزية ووصمةُ عارٍ على ساسة الجنوب وصفوته ، والتوجه نحو مشاريع “الأقلمة والفدرلة” هو بيعٌ أخير لما تبقّى للجنوبين من حق في أرضهم وصكٌ شرعي للمحتل الشمالي بأن يعبثَ ويبطشَ ويسفك في وطن صيّرناه أشبه بالبور .
الثورةُ الجنوبية -بمساراتها الأربعة- بحاجة إلى إنعاشٍ وإعادة ترتيب ، وبحاجة ماسة إلى إعادة تموضع سليم وتمركز حقيقي في خضم الأحداث الجارية باليمن وانعكاساتها على دول الإقليم والمنطقة ، ولن نُحسِنَ التمركز ونكون رقماً صعباً في المعادلة الحاصلة اليوم إلا بمساراتٍ أربعة يُفترَض أن تنتهجها الثورة الجنوبية في هذا التوقيت على الأقل ، وتتمثل هذه المسارات بالآتي:
أولا- إعادة تحريك الشعب ليكون حاضراً في واجهة أي فعل سياسي أو تحركات خارجية ومبادرات وحوارات تخصُّ اليمن ؛ بغيةَ التعبير عن تمسّك شعب الجنوب بمشروع الاستقلال من ناحية ، ومن ناحية أخرى لا ضير من تحريك الشعب لرفض أية توجهات أو إجراءات تمارسها الشرعية اليمنية ضد السلطات المحلية المؤمنة بالاستقلال والداعمة له والساعية إليه ، كإجراء تعديلات أو تعيينات جديدة أو تغييرات تتنافى مع مطالب الجنوبيين .
ثانيا- إعادة تجيير المقاومة الجنوبية لخدمة الهدف الذي وجِدت من أجله وانتزاعها سريعاً من أيادي الشرعية اليمنية ، ثم تسخيرها لتثبيت شرعية شعب الجنوب على أرضهم ورفض أية إملاءات آتية من الشمال ، فالمقاومة وجدت لرفض الاحتلال وليس لحمايته ، لهذا لا بد من غرس هذه المبادئ في نفوس منتسبي المقاومة قبل أن تستأثر بهم الشرعية وتوجههم نحو اليمننة ، ضف إلى ذلك ضرورة بقاء المقاومة العين الساهرة لمراقبة أداء السلطات المحلية في الجنوب و”تأديب” كل من يريد العبث بتطلعات الشعب أو يعادي أهدافه ويسعى لخدمة العدو ، مع الاستمرار بمهامها في محاربة الإرهاب ومداهمة أوكاره وتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله .
يجب أن تبقى المقاومة المسلحة رقما صعبا في الجنوب فهي ورقة الضغط على العدو والكفة التي ستعزز بقاء الجنوب لدى المواقف الخارجية ، بل هي المرجع في حال انسداد الأفق وتعثّر جهود السلم .
ثالثا- لابد من مسارٍ سياسي يرافق المسارين السابقين ويقودهما ويدير تحركاتِهما ويوجهها ويتولى عملية التخطيط وفقا لمنهجيات الإدارة والسياسة ، لهذا لابد من إيجاد حامل سياسي حقيقي يضطلع بهذا الدور ليتبنى القضية ويمثلها داخليا وخارجيا ويمارس مهام الدبلوماسية السياسية بالتواصل مع الأطراف الدولية ومراكز صنع القرار لطرح القضية بقوة مدعمة بكل التطمينات التي من شأنها تغيير بعض المواقف المغلوطة التي زرعتها مخابرات اليمن عن قضية الجنوب وارتباطاتها الإقليمية المحرفة والمشوهة بفعل عمل مخابراتي مُتعمّد دأب عليه نظام المخلوع صالح وما تلاه من حكم “الإخوان” ونفوذهم وتغلغلهم في مفاصل السلطة اليمنية ، ضف إلى ذلك أن يضطلعَ الحاملُ السياسي بدور “الدبلوماسية الشعبية” عن طريق جاليات أبناء الجنوب في بلدان الاغتراب وتبني فعاليات ونشاطات تؤكد تمسك شعب الجنوب بهدف الاستقلال ، فالدبلوماسية الشعبية تؤدي رسائل سياسية لا تقل قيمةً وتأثيراً عن رسائل الدبلوماسية الرسمية ومواقف السياسة والسياسيين .
رابعا- المسار الإعلامي أمرٌ في غاية الأهمية سيما عند تفعيل المسارات الثلاثة السابقة ، فالثورة الجنوبية باتت اليوم ،أكثر من أي وقت مضى، بحاجة لخطاب إعلامي موجّه يتجاوز الرتابة والضحول الذي بدا عليه الإعلام الجنوبي منذ انطلاق مسيرة الثورة ، نحن بحاجة إلى إعلام بعملٍ مؤسسي بعيد عن أيادي الأشخاص والتصرفات الفردية والتوجهات النزقة والطائشة و”الصبيانية” ، بحاجة إلى إعلام موجه بمهنية واحتراف ، ولا نقصد هنا بالمهنية مهنية الإعلام والتخصص بقدر ما نقصد مهنية التوجيه ذاته ، بانتهاج سياسية إعلامية تخدم القضية وأهدافها ، نحن بحاجة إلى قناة فضائية واحدة على الأقل لتقوم بهذا الدور ، فالكادر الإعلامي المتخصص موجود في كل محافظة وفي كل مديرية وبمستويات ممتازة جدا ، لكن رأس المال الجنوبي أجبن من الجبان ؛ إذ ظل طيلة السنوات الماضية عاجزاً عن تبني مثل هذه التوجّهات الوطنية ! .
أعود في الأخير وأقول إن المساراتِ الأربعة وهي الشعب والمقاومة والسياسة والإعلام هي وحدها الكفيلة ببقاء القضية الجنوبية على الأرض وشق طريقها نحو الاستقلال ، وغياب هذا المسارات أو أي منها هو ضياع للقضية وتضيع للتضحيات الجسام التي قدمها الشعب في سبيل الحرية والاستقلال .