أي مصير ينتظر الشعب اليمني؟

كتب : علي عبدالله البجيري
بعد تسعة أعوام على الحرب في اليمن بين أبناء الوطن اليمني، صاحبها تدخل لقوات التحالف العربي، هاهي اليوم تخيم على الوضع اليمني صورة حالكة السواد تحمل مقدمات لما هو أسوأ، مادام الأطراف اليمنية المتصارعة ترفض الامتثال لدعوات السلام والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاق إنهاء الحرب. الاستمرار في العبث بحقوق ومصير أبناء اليمن أضحت سياسة ممنهجة للمليشيات، فحالة اللاسلم واللاحرب تتغذى من حياة اليمنيين وأرزاقهم وحاضرهم ومستقبلهم.
مع الأسف المصالح ومغريات كرسي الحكم أضاعت الحكمة وأعمت البصر والبصيرة، وصارت أهم من ملايين البشر من اليمنيين الذين تحولوا إلى نازحين في اليمن ولاجئين خارج الوطن، أو صاروا في عداد المجهولين، أو جرحى ينتظرون علاجاً بات مستحيلاً، أو يبحثون عن قطعة رغيف الخبز تسد جوعهم أو فرش وغطاء يقي من البرد.
يوم عن يوم تتسع الكارثة، التعليم أصبح في خبر كان، والمستشفيات رغم وضعها الرديئ قبل الحرب توقف العمل في العديد منها لعدم توفر الأدوية ومرتبات الأطباء وكوادر التمريض. وفي عاصمتي الوطن “صنعاء وعدن”تحولت الكثير من المنازل بسبب الحرب ، وما لحق بها من دمار وخراب إلى ركام والبعض الآخر منها مهجورة، تشكو حالها لكل من يشاهدها، وطرقات في كل الوطن مخربة، لا من يقوم بإصلاحها ولا صيانة لجسورها المتواضعة والمتقادمة، نسأل الله عز وجل أن يجنب البلاد والعباد كوارث البيئة وغضب الطبيعة، فأوضاع الناس لا تحتمل أزمات أخرى.
إذن ما السبب؟ إنه الكرسي المتحرك والسلطة المطلقة والمصالح الخاصة التي يجنيها هؤلاء من هنا وهناك. لا من يسأل ولا من دولة حاضرة تحكم بالعدل والقانون ، كل ما نخشاه أن تغرق البلاد والعباد في حرب داخلية أكثر مما هي عليه الآن، ثم تتمدد وتشمل كل اليمن، مدنه وقراه، وتخرج عن سيطرة المليشيات التي تعبث بالوطن ومصالح أبناء اليمن.
الآلاف من اليمنيين ممن صمدوا في مدنهم وقراهم يتضورون اليوم جوعاً، لا مرتبات ولا تعليم ولا صحة وفي ظل غلاء المعيشة وانهيار العملة من 12 ريال للدولار الواحد قبل الحرب إلى أكثر من 1450 ريال للدولار الواحد في عدن ، وفي صنعاء ستون ريال للدولار الواحد.
أسئلة محيرة وسياسة اقتصادية لا ترتبط بالقواعد والمفاهيم الاقتصادية. مع الأسف كل يغني على ليلاه.
والأكثر قسوة وإيلاماً، هو ما تحدثت عنه تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع المدني اليمني، من أن الحرب أدت إلى عواقب إنسانية هائلة، ومن أخطرها، إضافة إلى القتل والتهجير والتدمير، هي الانتهاكات اللا إنسانية، الغريبة عن الشعب اليمني وتقاليده. جرائم تمس كرامة الناس وأعراضهم ومصالحهم تلاحقهم في السراء والضراء.
ليس هذا فحسب، فقد خرجت دعوات “تخون” كل من يطالب براتبه بأنه عميل وخائن. وضع مزر لم يشهد أبناء اليمن في تاريخهم مثيلا له، وكأن هذه الأزمة لا حل لها، ولا للإقليم والعالم ومجلس الأمن الدولي قدرة على إيقافها. وإنقاذ شعب أصبح مجرد وقود لحرب ليس له فيها ناقة ولا جمل.
والخلاصة : الأزمة مستمرة، ووفد رسمي من الحوثيين يفاوض في المملكة العربية السعودية، ،ووفد من الشرعية يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة يشكوا ويبكوا . وبعد تسع سنوات من المأساة تجرأ الرئيس العليمي في خطابه بمناسبة عيد ثورة سبتمبر ليطلب “من قوى ومكونات الشمال بإنهاء خذلانها للشرعية اليمنية “. وهذا يحسب لفخامته. فأي مصير ينتظر هذا الشعب المغلوب على أمره، لاشيء في الأفق المنظور، الأزمة مستمرة طالما والتحركات للحكومتين لا تعكس مطالب الناس ولا مصالح عامة الشعب ولا الاعتراف بالواقع القائم على الأرض والخروج من هذه المحنة.
