مقالات

قولوا لحزب الله: شعاركم “إسرائيل إلى زوال” لا يشفع لأرملة ولا يحيي قتيل

كتب:
خالد سلمان

‏قبل لحظات تم استهداف إبراهيم عقيل رئيس عمليات حزب الله وقائد قوات الرضوان وهي قوات النخبة ، وأحد مؤسسي الحزب عام ٨٢ وعضو مجلسه الجهادي المكون من سبعة أفراد، منهم فؤاد شكر الذي تم تصفيته، وأمس الخميس شن جيش الإحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعين غارة أسكت فيها ألف مما وصفه بفوهة صاروخية ، أثناء وعقب إلقاء نصر الله لكلمته المباشرة، وفي العراق إصطادت إسرائيل أبرز رؤوس الحشد الشعبي هناك.
تجري عملية التنكيل اليومي الممنهج بحزب الله، وإستنزاف أهم قياداته وأكثرهم خبرة وأشدهم مراساً، بالتزامن مع حركية متسارعة لإكمال نقل الجيوش الإسرائيلية إلى الشمال، إستعداداً لعملية واسعة النطاق، وإضافة إلى جانب هدفي الحرب على غزة ، هدفاً ثالثاً وهو دحر قوات حزب الله إلى ماوراء نهر الليطاني ، وتأمين عودة آلاف من مستوطني الشمال.

لم يُشفَ الحزب من ضربات يومي الثلاثاء والأربعاء التي وصفها أمينه العام بأقسى عملية يتعرض لها الحزب، حتى تم إغتيال رجلاً برمزيته يفوق الأمين العام ، حيث يعد مؤسس ونصر الله وافد طارئ ومن خارج دائرة الرعيل الأول.

قائد الحرس الثوري سلامي بعث ببرقية يوم أمس لحسن نصرالله، يواسيه بمصابه الجلل ، ويسكب على مسمعه ذات الأفكار اليقينية العاطلة المكرورة، من أن إسرائيل إلى زوال ، وأن قتل وجرح آلاف من كوادر حزب الله، يعبر عن ماوصفه ب “الأخفاق والإحباط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني، وأن جبهة المقاومة سترد رداً ساحقاً ماحقاً ، تزيل هذا الكيان السفاح المجرم” ربما بالدعاء والصلاة ولطم الصدور.

سلامي الذي يبعث تباعاً بورود العزاء البيضاء في مآتم وكلائه، من سوريا إلى العراق إلى بيروت واليمن، لا يرد بالأصالة عن كبريائه المشروخ المكلل بالمهانة، ولكنه يحيل الرد إلى من يحتمي خلفهم ،من أدوات ذات الدم الرخيص، مكتفياً بالطبطبة على ظهر الأتباع كلما عصفت بقواتهم إسرائيل وأنزلت بهم فواجع لاتحصى.
لسنا بحاجة لفتح دفتر الوعود الإيرانية بالرد التي لم تُنجز ، على إنتهاك وإستباحة سيادتها ، يكفي إننا أمام لحظة كاشفة، تضع إيران حيث يجب أن تكون: دولة محلية غير إقليمية ضعيفة عاجزة وغير وازنة.

بالعودة لعملية إغتيال اليوم لإبراهيم عقيل ، فإن حزب الله من يحتفظ بوضع الدفاع السلبي غير النشط ، ولعله ينتظر ما تمناه بخطاب الأمس أمينه العام من دخول إسرائيلي بري، يصبح فيه الجنود في متناول بنادق حزب الله ، وهو قطعاً ما تدركه قوات الإحتلال ، وبالتالي لن تبني حزامها الأمني قبل أن تدمر من الجو كل مكامن قوة حزب الله، وتفكك منظومته الصاروخية الضاربة.

عملية اليوم تختلف عن سابقاتها بحجم الدمار وعدد الضحايا المدنيين ، ما يجعل حزب الله امام خيارات أسهلها وهو الصمت له توابعه، وأشدها وهو الرد له أيضاً إرتداداته المُكلفة.

السؤال الذي يبرز من خلف أفق دخان القصف: هل أزف وقت توسيع الحرب ومغادرة قواعد الإشتباك المنضبطة؟
ربما نعم وإن كانت حرب من طرف واحد ، حيث حزب الله وإيران خارج الإنخراط الجدي فيها على قاعدة النصر ، وكذا حال الحوثي الذي لم يغادر بعد صدمة الحديدة ، ويُنتظر منه سداد حساب قصف تل أبيب بصاروخ بلا ضحايا.

“إسرائيل إلى زوال” ، قول لرئيس الحرس الثوري لا يحيي القتلى، ولا يثأر لعقيل قائد قوات النخبة ، ولا يعيد تربيط أوصال جسم الممانعة المنفرط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى