مقالات

جبهة عريضة لإقصاء المجلس الانتقالي

كتب:
م. جمال باهرمز

كثر الحديث عن تشكيل جبهة جنوبية عريضة، وأنه لا حل ولا تقدم في العملية السياسية داخل الجنوب وخارجه إلا بهذه الجبهة من خلال مؤتمر جامع. تناسى هؤلاء الذين يدعون لذلك أن المجلس الانتقالي الجنوبي جاء من خلال مسيرة طويلة من النضال للحراك السلمي الجنوبي، وبعد ذلك المقاومة الجنوبية ومكونات الجنوب وشخصياته الاجتماعية والسياسية والعسكرية والأمنية والدينية، وأغلبها انضمت أو اصطفت مع المجلس.

ندرك مدى حرص الداعين لمؤتمر جنوبي وتوافق جنوبي وجبهة جنوبية عريضة. وهذا ناتج عن حبهم لشعبهم وغيرتهم على قضيته ومصالحه. ولكن حين تكون في معركة، فأنت تتقبل الضربات وتصدها بما تملك، وإن كان سيفك فيه بعض الشروخ والصَدأ.. لأن العدو لن يتركك تمتشق سيفًا جديدًا، بل سيجهز عليك في أول ثانية لاستبدالك السيف. لن يتركك العدو تختار قيادة جديدة وسفينة عبور للاستقلال بما تحب.

فعند إعلان تشكيل جبهة أو مؤتمر، يتطلب منك ذلك فضّ المجلس الانتقالي الجنوبي وتشكيل لجان تحضيرية للمؤتمر. عندها ستكون قد أضعت أهم مكاسب الثورة والمقاومة الجنوبية سياسيًا، وهي أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الوحيد لشعب الجنوب وقضيته في الاتفاقات المحلية والإقليمية والدولية، وأهمها اتفاق ومشاورات الرياض. وقد نزعت منه بفضل سياستك الرعناء هذه المكاسب.

وليس من المعقول أن ترهن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يملك أكثر من 80٪ من الحاضنة الشعبية، لأجل قيادة قد لا تأتي بحسب ما نخطط، ولا تملك إلا أقل من 20٪. ليس من المنطق والعقل ذلك.

لهذا نقول من أراد النصر للجنوب فعليه مؤازرة المجلس الانتقالي الجنوبي ودعمه وشد عضده والاصطفاف معه. وبعد أن نستعيد دولتنا، بإمكانه أن يختار السيف المذهب والمرصع بالألماس.

لذلك، فالأفضل الدعوة إلى جبهة وطنية جنوبية عريضة موحدة خلف ممثل الجنوب، المجلس الانتقالي الجنوبي، في هذه الحرب (وليس جبهة وطنية تنافس المجلس الانتقالي الجنوبي على تمثيل الجنوب في هذه الحرب). حتى نضمن استعادة الدولة الجنوبية بأقل وقت وثمن. المهمة أنه يجب الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي في زمن الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى