مقالات

يرحلون العظماء بصمتٍ. كتب- أ / غسان جوهر

 

العظماءُ من الناس يختلفون عن البشر بكثير من الصفات و الاشياء , في حياتهم أو في مماتهم , تراهم يصنعون الأمجاد ولا يفاخرون بها أو يتكبرون .

تراهم يعملون بصمتٍ , وعندما يغادرون هذه الدنيا , يغادرونها بصمتٍ أيضاً , لكنهم يتركون خلفهم مآثر وذكرى يتناقلها الأجيال , التي تأتي من بعدهم .

فخالد أبن الوليد سيف الله المسلول , الذي رفع راية الاسلام , وجندل برؤوس قادة الفرس والروم والكفار , عاش ومات بصمتٍ ، وعند رحيله , قال كلمته المشهورة : ( ما موضعٍ بجسدي الا وبه طعنة سيف او رمح واليوم أموت على فراشي كما يموت البعير لا نامت أعين الجبناء) .

فكثير من عظماء هذه الامة , كانت حياتهم زاخرةً بالبطولات والمآثر , صنعوا عز هذه الامة بصمتٍ , ورحلوا بصمتٍ , و في يوم السبت الموافق 2021/4/24 مـ , رحل عنا قائد عظيم من قيادات الجنوب , الذين كانوا من أنبل وأشرف من انجبتهم محافظة أبين , انه العميد محمد جواس , ذلك الرجل الذي سطر تاريخ أمة , سوف تدرس بطولته للأجيال القادمة , في الدفاع عن أبين والجنوب عامة .

رحل جواس البطل الهام بصمتٍ , وكان يعمل بصمتٍ ؛ ليحقق النصر وكسر شوكة الاخوان المتغطرسين , الذين تركوا مارب للمليشيات الحوثية , وجاءوا إلى أبين , ليصنعوا نصراً خاطفاً كما كان يتوهمون .

ولكنهم وجدو أبناء الجنوب وعلى رأسهم قائد محور أبين ابن أبين مودية جواس في المرصاد , الذي أرعبهم اسمه , وهزتهم أفعاله , وزرع الرعب في قلوبهم , صدقه وشجاعته وايمانه بالله وعدالة قضيته .
نعم رحل جواس , فجأةً , رحل بصمتٍ ، مثلما كان يعمل بصمتٍ لأجل أبين خاصة والجنوب عامة , وأبى حتى في رحيله , الا يمر على تلك الخنادق , التي رسمها وحفرها التاريخ , ليودعها .
ترك جواس خلفه , الالاف من الرجال , التي حزنت لفراق قائداً بحجم جواس ، في زمنٍ عصيبٍ لا يعيش فيه الا العظماء.

سيظل جواس في قلب كل جنوبي , ما بقيت الدنيا ، وسيظل ذكراه خالداً في قلوب كل من عرفه , ولم يعرفه , سيظل جواس القائد والمناضل والمجاهد والملتزم , لدينه ومبدئه .
جواس الذي عاش لأجل الجنوب وأبين , وبكته جبال ردفان ويافع والضالع , قبل جبال دثينة وأبين ، هذه سنة الحياة , العظماء يرحلون بصمت , فالف رحمة تغشاك ايها البطل الهمام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى