آداب و ثقافة

“حديث القمر’1′ “

كلمات / وفاء الحيقي

أيها القمر البعيد القريب لقلبي أناجيك من وسط زحامِ الأيام المتراكمة بأثقالها على كتفي!
أناجيك بلغة قلبي الطفولي، وأبجديتي البائسة،
أناجيك علّكَ ياقمر تحمل عني قليلًا من هذا الثقل، علّكَ تفتح لي بابًا من أبواب السعادة، أو تمنحَ قلبي خيطًا من شعاعك؛ فإني أراك قد ملأت هذا الكون نورًا وسعادةً وما أظنك تبخل عليّ!

أمْنَحني قليلًا من الأمل؛ ألا تراني حالكًا كهذا الليل الأليل، وبائسًا كزهرةٍ ذابلة تتوق لقطرةِ ماءٍ تنعشها، وأشعة شمس تدفِئُها؟!

أيها القمر قد أَعيتنِي السنين وأيامها، وما عاد لي قوة لأحمل ثقلي، أو حتى ظلي!

لعمري أيها القمر إني أشعر الآن أن هذه اللحظة نهاية قلبي المملوء بشروخ هذا الليل الذي لا حيلة له سواي!
وأن هناك يدً مجهولة تضغط على عنقي بقوة؛ تريد الخلاص مني لأسباب أجهلها!

أريد الخلاص النهائي من كل هذا!
أريد للحظة السكينة أن تأتي؛ لأربط على أطرافها أجزاء روحي المتهالكة وأنام قليلًا على أهدابها!

ٲيهاالقمر هذه السنون التي ولت مازالت أيامها نائمة في عمق القلب!
وكلما استيقظَت فعلت به مايجب أن تفعله من نحيب، وأسى، وأرق!

وإن في حديثك روح أخرى تفهمني وأفهمها، فحدثني!!

أخبرني ياقمر أين تُقام الحفلات، وتَستقر المسرات، فلابد وأنك تشاهد العالم وتعرف أماكنها، تعزف لهم سيمفونية الفرح، وتشاركهم الغناء!
تمسح دموع فرحهم بمنديلٍ معطر بعبقِ البنفسج!
وترسل لهم ابتسامات ممزوجة بالحبّ، تطهرهم من الأحزان، وتلِبسهم أثواب بيضاء ناصعة!
لكن ماذا عن البؤساء؟!
إنهم بأشد الحاجة إليك، ولأحاديثك الباعثة للروح السلام!
ينامون ولا ينامون، محسوبة أخطاءهم وعليها تقام الحدود!
فاسكب ضيائك على قلوبهم كي يشعوا، وكي ينبثق من أعماقهم أملٌ لا ينطفئ، وأحلامٌ لا تنقطع.

أيها القمر لنكُن أصدقاء، أصدقاء لا يفرقنا خِصام أو ألم، وتعال أيها القمر لأسرد لك قصص الطفولة التي لامسها قلبي الذي يزداد للحياة حبًا كلما أنغمس في ضيائك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى