آداب و ثقافة

ابنتي

قصة قصيرة / بقلم / نهلة المقطري

 
لا بدِ بأنّكِ ستسألينني ذات استغراب عن هذه الليلةِ التي كتبت عنها كثيرًا وخضبت أظافرها بالجمال، إنّ صيغتي المبجلةِ للتعبير عن عظمتِها ستدفعكِ كثيراً للبحث عنها، واستكشافها، لا ينبغي عليك البحث عنها على الإطلاق..أنتِ لا تعلمين كم من الموسيقى تشربت في حنجرتي،  وكم خضت عباب الأحلام بمجاديف من نار..
هل تعلمين بأنني كنت أطفئ لهيب الدمع بزمهرير ذكرى يخلقها الخيال، وإنــ صحَ القول قصائد رثائية على أعتاب الليل أُبلل بها شفاه اللوعة، وكم ابتلعني الهروب مرات عديدة.

أواااه يا صغيرتي!
لقد بلغ من لدني عشقاً، وحفرتــ عينيه البعيدتين في صدري ثقباً لا يمكنني إغلاقهِ، لم أخبركِ بشيء ولم أكتب عن الحب لأن الحب لم يعد حباً إذا كُتِب..

َ سأخاصم الكلمات وأهين الأحرف وأهجر القافية، كي لايبطل مفعول سحره،
بعد جوع مشاعري التي باتت تقتات جدران قلبي، ويسمعني صرخاته خلف أبواب الصمت.

كان يحجب قلبي عنه جبل من الخوف وبحر من الأوهام التي أغرقت ألف قصة عشق وقذفته للجب، ك غريق قذفه البحر بعد أن تأكد من موته.

سأخفف عنك السرد كي لا تقتلين نفسك بالحبل السري وأنا منتظرة لقدومك الذي يواصل مسيرتي.
أعلم أني سأختار لك موضعاً لا يليقُ بك- حيث ّ جهلاء الإحساس- سيخنقون صوتك ويبترون يد الأنوثة،
عناوين الصحافة سترتد أيضاً وشعارات السياسة ستتجه نحوك ،عليك أن تقرئي اللافتات وتمضي.

قهوةٌ مسائيةٌ ورواية كارامازوف كانت كفيلة لتحولي من طفلة إلى امرأة لم يكتبها الفلاسفة بل غاصت في أعماق والدكِ لتتيم به بطريقة تنزع عنه أدوات الشوق، لم أكتب قصة صبابتنا كما أخبرتك مسبقًا وانتهت بعلامة استفهام كنهاية لايمكن شرحها أو فهمها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى