آداب و ثقافة

«أنا لست بطلة» نثر : وردة وهان

سمانيوز/خاص

أنا لستُ بطلة إنما بطة!!
لطالما هاجمني المجتمع حين قررت أن اتخذ قراراتي المصيرية بنفسي ، وهاجمتني عائلتي حين رفضت الارتباط ومواصلة مسيرتي التعليمية ، خرجت عن القطيع وركضت وحدي ، كنت أمرض فلا أجد سوى نفسي اتكىء عليها ، أعيش الفقر والحاجة ، ولا أسأل أحدًا لإعطائي فكنت أعمل واتعلم واكافح واسبح عكس تياراتهم المتهالكة ، كنت أبكي وحدي وأتالم وحدي وأفرح وحدي واتحدث إلى نفسي ، وعشت كأنني البطة السوداء ؛ لم أتهم العالم بالقسوة ، لأنه لطالما كان كذلك ولم أتهم عائلتي بكراهيتي ، وإنما العائلات تقسوا حين تتم معارضتهم وفي كل مرة تلوح لي أيدي الهزيمة والانكسار ؛ يحدثني الله “‏فَلَا تَبْتَئِسْ” فانهض ويقول لي “فَصَبْر جَمِيل” فاصبر واتابع فيقول” ‏فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا” فأبكي فرحًا وقوة من قوله﴿أَلَّا تَحْزَنِي﴾..أعيش معاركي بنفسي واضمد جراحي بالملح والصبر ؛ لطالما ركضت بعيدا وتوجهت إلى أصابع التحكيم بأن غرابتي تعني أنني مخطئة !!.

لازلت اكافح وأصافح السماء بما أنا عليه ؛ لست آسفة ولن أتوقف عن التعلم والعمل ولن أرضخ لقوانين سنّها مجتمع يشعرني بالشفقة عليه ؛ سأفتخر دوما ، بأنني أنا ولن أخجل بأن أقول إن الكتب أنقذتني لطالما نمت بين صفحات الكتب وبكيت مع أقلام الكتاب وصافحت أعمالهم بأفعالي ، وحين أغرق ألجأ إليهم لا أحد سواهم البطل وما أنا سوى بطة تحاول السباحة بمستنقع النسخ المتكرر ، ما أنا سوى بطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى