آداب و ثقافة

«أُمة نائمة» نثر : آلاء محمود الدكر

سمانيوز/خاص

صوت الرصاص الذي أسمعه من خلف الشاشة قذف الذعر في قلبي، لا أستطيع تخيل حال الصغار هُناك، حيث يسمعون ذاك الصوت حيًا، ويعايشون فصول الرعب، وحالات الترقُب بأن المدفع القادم قد يكون فوق رؤوسهم لا محالة.

رائحة الدم تعبقت مع ذرات الهواء في أرجاء القطاع، أشلاء الشهداء في كل بقعة على الأرض، تتزاحم الجثث هنا وهناك، ويمنع جيش الاحتلال الغاشم من أن ينتشلها أحد، لا حقوق ولا كرامة لهم، لا أحياء ولا أموات! تنهار بشدةٍ كل شعارات الإنسانية، وحقوق الإنسان التي يختبئ خلفها الغرب برُمتهِ، صفعة كبيرة على وجه البراءة، تلقاها كل ما زال على قيد الحياة من أطفال غزة!

رائحة الخذلان عفنة نتنة، تفوح من كل بقاع العرب، سقطت الأقنعة، نعم سقطت، وظهر من بيننا من كان يتخفى خلف شعارات وهتافات لا تجدي شيئًا سوى أنها ذات صوت عالٍ، فقد عُقِدَت بالأمس قمة الخزي والعار، لمن تجمعهم نفس الهوية العربية، وذات الدين الحنيف، الذي لم يأخُذا منهما سوى اسميهما، تحت شعار “قمةٌ عربيةٌ طارئة” رغم أنها أتت بعد ستة وثلاثين يومًا من الحرب، والموت، والدمار، وبحر الدم المتدفق، واكتفى على إثرها قادة العرب بشدة الإدانة وأعلى درجات الاستنكار!

ثم ماذا؟

لم تعرهم الحكومة الغربية المتحكمة في الموقف أي أهمية، بل جاء الرد سريعًا وضرب الاحتلال استنكارهم، وإدانتهم، وثرثرتهم الكاذبة بعرض الحائط، وقصف محيط المستشفيات بكل همجية ووحشية خلال القمة المزعومة.

نحن الأمة الوحيدة التي سيدون التاريخ في سجلاته، أننا كنا نتابع موت إخوتنا من خلف الشاشات، وعندما يداهمنا النُعاس نأوي لدفء أسرتنا، ونغط في نومٍ عميق، وكأن صراخهم وأشلاؤهم ودماؤهم لا تعني لضمائرنا شيئًا، وقادة العرب يصفقون على الجانب الآخر!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى