آداب و ثقافة

«عَالم خاص» خاطرة : ريم محمد درويش

سمانيوز/خاص

تسللت خيوط الفجر الخجولة من نافذة غرفتي، ترقص على جدران تحمل ذكريات ليالٍ وضحى، همسَ نسيمٌ دافئ يعبق برائحة البن الممزوجة بعبير الليمون، فأيقظ في داخلي شوقاً للبدايات. ارتديت ثوبي الأبيض البسيط، وخرجت إلى شرفة تطل على بساطٍ أخضر من الحقول تتلألأ عليه قطرات الندى كجواهر مبعثرة.

سمعتُ زقزقة العصافير ترحب باليوم الجديد، وكأنها تردد ألحاناً تفيض بالأمل والتفاؤل.

أشعة الشمس الدافئة تعانقت مع ضباب خفيف يلف أطراف المدينة، فخلق لوحة فنية ساحرة. استنشقت الهواء العليل بعمق، ملأت رئتي بنسائم الحرية والحياة، وشعرتُ بأن روحي تتجدد مع كل نفس.

خطوتُ حافية القدمين على الأرض الرطبة، وتركتُ آثار أقدامي تمحى شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت. تأملتُ النمل وهو يحمل أضعاف حجمه من حبات القمح، فتعلمتُ معنى المثابرة والعزيمة. شاهدتُ قطرات المطر تتجمع على أوراق الشجر، ثم تنزلق برفق لتروي عطش الأرض، فأدركتُ قيمة العطاء والبركة.

كان كل شيء حولي يتحدث بصوتٍ خفيض، يهمس لي قصصًا عن الحياة والجمال، ويدعوني لأن أكون جزءاً من هذا العرض الرائع. حملتُ دفتري وقلمي، وجلستُ تحت ظل شجرة وارفة، وبدأتُ أسطر كلماتي على الورق، ترقص حروفها وتتراقص مشاعري معها، أرسم عالمًا خاصًا بي، عالمًا من الحلم والأمل والحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى